منصور الجمري- الوسط البحرينية-
إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قطع العلاقات مع إيران يأتي ليؤكد طبيعة الفترة المشحونة التي نمُرُّ فيها. وبحسب التصريحات السعودية، فإنّ قطع العلاقات سيمتدُّ ليشمل وقف حركة الملاحة الجوّية بين البلدين وإنهاء العلاقات التجارية ومنع المواطنين السعوديين من السفر إلى إيران.
سلسلة الأحداث لم تبدأ مع إعدامات أو مع اعتداءات (خارجة عن العرف الدبلوماسي) تعرّضت لها السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد بإيران، وإنما هي تعود إلى أكثر من ذلك، وإلى انعدام الثقة بين البلدين، مما أثر ويؤثر على مجمل ما يجري في المنطقة.
العلاقات السعودية-الإيرانية ربما تمُرُّ في أسوأ حالاتها حالياً، وهذا التوتر الشديد مقلق للكثيرين، وحتى أن بيان المغرب بشأن تدهور العلاقات أشار إلى الخشية «أن تأخذ التجاوزات الجارية بُعداً غير قابل للسيطرة في الساعات والأيام القادمة»، وهو موقف مشابه لعدد من الجهات الأخرى؛ من بينها أميركا وعدد من الدول الأوروبية. وكانت المغرب قد قطعت علاقاتها مع إيران العام 2009، وعادت العلاقات بين البلدين في 2014.
البحرين تضامنت مع الشقيقة السعودية أمس، وأعلنت عن قطع العلاقات التي كانت قد وصلت إلى أدنى مستواها قبل فترة بعد ما صرّحت به الخارجية البحرينية في أكثر من مَرَّة بشأن تدخُّل إيران في الشئون الداخلية للبحرين، كما قطعت السودان علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، بينما خفّضت الإمارات تمثيلها الدبلوماسي في طهران.
إننا بالتأكيد نرفض رفضاً قاطعاً الاعتداء الذي تعرَّضت له السفارة السعودية في طهران، وقنصليّتها في مدينة مشهد، ونؤكد على ما جاء في بيان وزارة الخارجية البحرينية من أن مسئولية إيران - كما هي مسئولية جميع الدول - توفير الحماية الكافية للبعثات الدبلوماسية وأعضائها.
كما أننا ومن دون شك نقف ضدَّ أيّة محاولات للتدخل في الشئون الداخلية للبحرين ودول الخليج، ونعتقد أن العلاقات ساءت نتيجة لتدهور الأوضاع السياسية والأمنية في عدة بلدان وفي آن واحد، مع تراشق غير مسبوق للاتهامات المتبادلة.
إن الأسوأ في كلِّ ما يحدث حالياً هو احتمال تفاقم الأمور بما ينعكس سلبياً على السجالات ويُؤجِّجُ الخلافلات الطائفية التي نشهدها من كلِّ جانب، بحيث يتداخل الشأن المحلي بالإقليمي بصورة لم تحدث من قبل، وهو ما يؤثر بصورة سلبيّة على المجتمعات قبل الحكومات.
إن أملنا في أن لا تؤثر هذه التطوُّرات على نسيج المجتمع، وأن يساهم الجميع في حماية المكاسب الوطنية ولمّ الشمل والتكاتف والتعاضد والابتعاد عن النيل من الوحدة الوطنية بأيِّ شكل من الأشكال، مع تأكيد الجميع قبل وبعد هذه التطوُّرات على رفض أيّة تدخلات خارجية من شأنها أن تضرُّ بمصالحنا الوطنية والاجتماعية.