الامارات اليوم-
قال نائب رئيس الشرطة والأمن العام رئيس مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث، الفريق ضاحي خلفان تميم، إن الأبناء ربما يلجأون إلى ارتكاب جرائم، مثل السرقة وتعاطي المخدرات، لمعاقبة آبائهم الذين يهملونهم، لافتاً إلى حالة شاب ينتمي إلى أسرة ميسورة الحال، تورط في السرقة، لاختبار رد فعل والده، الذي لا يهتم به، ولا يتواصل معه.
وطالب خلفان، على هامش إطلاق حملة «ولدي.. صديقي»، بإدراج مادة في قانون العقوبات تجرِّم إهمال الأبوين.
فيما كشفت دراسة حديثة، أعدها مركز دعم واتخاذ القرار، أن 80% من الآباء (الذين شملتهم الدراسة)، لا يقضون أكثر من 30 دقيقة مع أبنائهم، ومعظمهم يقضونها جسدياً فقط، دون التواصل العقلي والنفسي.
وتفصيلاً، أطلقت جمعية توعية ورعاية الأحداث حملة، تحت شعار «ولدي.. صديقي»، لتضييق الفجوة بين الآباء والأبناء، وتعزيز التواصل بينهما، حفاظاً على مستقبل الأبناء، وحمايتهم من الجنوح.
وأفاد الفريق ضاحي خلفان تميم بأن الأسرة هي المسؤول الأول عن جنوح الأبناء، وهناك ما لا يقل عن 95% من قضايا تعاطي المخدرات، تعود إلى أسباب تكون فيها الأسرة عاملاً رئيساً أو مشتركاً، مضيفاً: «آباء كثر ينشغلون بالسعي وراء جني المال، ويتركون أبناءهم لنساء من الفئات المساعدة، لا يملكن مؤهلاً في التربية، ويطلقون عليهم مجازاً وصف (مربية)، ما يؤثر سلباً في سلوكيات الأبناء».
وأشار إلى أن «هذا السلوك صار أكثر خطورة، في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وانفتاح المراهقين والشباب على ثقافات أخرى مختلفة عن قيم وعادات المجتمع، وإذا كان من غير المنطقي منع هذه الوسائل، فيجب في المقابل تحصين الأبناء».
وتابع أن «القوانين في العالم العربي متساهلة مع الآباء المهملين، ولابد من تشديد الجزاء ومحاسبتهم، فالذي يقود سيارة بإهمال يحاسب قانوناً، فيما يفلت المسؤول عن تدمير أسرة».
وقال خلفان: «هناك حالات كثيرة تعكس تدني سلوكيات بعض الآباء وإهمالهم لأبنائهم، فمثلاً دعا مدير إحدى المدارس الحكومية لاجتماع مع الآباء، فلم يحضره سوى 40 شخصاً، فيما تضم المدرسة 700 طالب، وحينما سأل الآباء عن سبب عدم الحضور أبلغوه بأن مستوى أبنائهم الدراسي جيد، وليس لديهم ملاحظات تذكر، ما يعد سلوكاً غير مبرر، لأن الهدف من هذه الاجتماعات ليس مجرد تلقي الملاحظات، لكنها تنعكس إيجاباً على الأبناء، حينما يشاهدون آباءهم في المدرسة، ويدركون أنهم محط اهتمام منهم».
وعزا جنوح بعض المراهقين والأحداث إلى السلوكيات السلبية إلى رغبتهم في الانتقام من ذويهم الذين يهملونهم، إذ يحاول الابن أن يقول برسالة شديدة اللهجة إنه موجود، خصوصاً في السن التي يقل ولاؤه فيها للأسرة.
وقال: «تلقيت ذات مرة إخطاراً من أحد مراكز الشرطة بتورط شاب ينتمي إلى عائلة معروفة في جريمة سرقة، ونظراً لإدراكي أن الشاب يتمتع بوضع مالي جيد، ولا يحتاج للسرقة، استدعيته إلى مكتبي، وسألته عن السبب، فقال إن والده تزوج من امرأة أخرى، وانقطع عن أسرته تماماً، فقرر السرقة حتى يختبر ردة فعله، ويرى إذا ما كان سيهتم به ويتدخل لإخراجه من مركز الشرطة أم سيتركه».
إلى ذلك، قال أمين السر العام لجمعية توعية ورعاية الأحداث، مدير مركز دعم اتخاذ القرار، الدكتور محمد مراد، إن دراسة حديثة أجراها المركز، كشفت أن 80% من الآباء لا يقضون أكثر من نصف ساعة مع أبنائهم، وغالباً يقضونها جسدياً فقط، وليس من خلال تواصل عقلي وروحي حقيقي.
وأضاف أن هناك حلقة مفقودة بين الآباء والأبناء، تظهر بوضوح في المنزل، ويتصرف كثر كما لو كان أبناؤهم صداعاً يريدون التخلص منه، فيحرصون فقط على توفير مطالبهم المادية، دون متابعة أو إشراف.
وأشار إلى أن هؤلاء الآباء يتركون أبناءهم لمربيات يتحدثن بلغة مختلفة، ولديهن ثقافة مغايرة لتلك التي يقبلها المجتمع، مؤكداً أنه رغم التحذيرات المتكررة من هذا السلوك، إلا أنه لايزال موجوداً بكثرة، لافتاً إلى أن الأب والأم يعيشان حياتهما الخاصة، فيما يعاني الأبناء الإهمال والتجاهل.