إبراهيم محمد باداود- المدينة-
مَن صَنَع «القاعدة» صَنَع «داعش» «داعش» هي اليوم محور اهتمام العالم كله، ومن تابع كلمات الدول في الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي عقدت مؤخرًا هذا الأسبوع بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك يجد أن كثيرًا منها لم يخلُ من التعرض للإرهاب بشكل عام وداعش بشكل خاص، بمن فيهم رؤساء الدول العظمى، كأمريكا وروسيا وألمانيا وغيرها من الدول الأخرى.
داعش، هذا التنظيم الذي تأسس عام 1999م وظهر لأول مرة عام 2003م تحت اسم جماعة التوحيد والجهاد تحت قيادة أبومصعب الزرقاوي وبايع في عام 2004م زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ثم غيّر اسم التنظيم ليكون تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، وعرف باسم تنظيم القاعدة في العراق، ثم انضم للتنظيم عدد من التنظيمات الأخرى وأعيد تسمية التنظيم في عام 2006م ليكون باسم دولة العراق الإسلامية وفي عام 2013م توسّع التنظيم ليصل سوريا ثُم أُعيد تسميته ليُصبح تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو ما يُسمَّى بداعش، وخلال عامين فقط يصبح هذا التنظيم هو محور حديث الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في المملكة صرّحت بالأمس بأن داعش دسيسة على الإسلام وقد صنعتها أيدٍ خفية ولها مهمة تُؤدِّيها وهدفها: بث الفرقة، وتفريق الكلمة، وتشويه الدين الإسلامي الحنيف، كما أكد البيان بأن الدواعش تُجّار زائفون، رأس مالهم التدجيل واللعب على صغار العقول، وأن هناك إجماع من الأمة وعلمائها وعامتهم على ضلالهم وشناعة مسلكهم.
أعتقد أن من صنع داعش هي نفس الأيدي التي صنعت القاعدة ودعمتها وموّلتها في الثمانينيات، وهي نفس الأيدي التي ساهمت في احتلال العراق وتقديمه لقمة سائغة لإيران، وهي نفس الأيدي التي تعمل منذ عشرات السنين على زرع الفتنة والفساد في المنطقة وتهديد شعوبها وإراقة الدماء في مختلف الدول العربية، في حين تقف هذه الأيدي سدًا منيعًا وحليفًا قويًا للدفاع عن العدو الإسرائيلي وحماية حدوده، وهي نفس الأيدي التي تحالفت مؤخرًا مع إيران وأخذتها بالأحضان بعد أن كانت العدو اللدود لها.
داعش والقاعدة وجهان لعملة واحدة يملكها عدو للعالم العربي والإسلامي، ويعمل هذا العدو على استخدام هذه العملة بما يُساهم في تحقيق أهدافه ومصالحه في المنطقة.