علاقات » اميركي

واشنطن والمجتمع البحريني

في 2015/10/19

صلاح الجودر- الايام البحرينية-

بعد النجاحات التي حققها برنامج (هذه هي البحرين) في نسخه الأربع الماضية (لندن، برلين، بروكسل، وباريس) تواجد وفد البرنامج الآن في واشنطن دي سي ونيويورك ليعرض تجربة البحرين في جانب التعايش الديني والتسامح المجتمعي أمام الفعاليات المجتمعية في الولايات المتحدة الأمريكية.

فالخمسة عشر عاماً من تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم عام (1999م) والمشروع الإصلاحي الرائد يسير وفق رؤية مستقبلية راقية، فجميع الأديان والمذاهب والثقافات بالبحرين تتلقى الرعاية والاهتمام وتعيش حالة فريدة بالمنطقة، ففي ظل حالة من الاحتراب الطائفي والصراع الأيدلوجي في المحيط العربي نرى المجتمع البحريني وهو يضرب أروع الأمثلة في التعايش والتسامح، من هنا تأتي أهمية نقل الصورة الحقيقة لهذا المجتمع عبر برنامج (هذه هي البحرين).

فعالية (هذه هي البحرين) أقيمت بالولايات المتحدة في الفترة من 23 إلى 29 سبتمبر 2015 لفتح آفاق التواصل مع الفعاليات الأمريكية سواءً في العاصمة السياسية واشنطن دي سي أو العاصمة الاقتصادية نيويورك، وهما مدينتان خارج القارة الأوروبية وتحملان أهمية قصوى في العلاقات الدولية.

لقد شارك في فعالية (هذه هي البحرين) 200 مندوب من مختلف الفعاليات المجتمعية، دينية واقتصادية وثقافية، وحاملة معها ثقافة الحب والتسامح والتعايش، وهي الثقافة التي عاش وتربى عليها المجتمع البحريني منذ القدم وتبلورت أكثر مع تولي جلالة الملك مقاليد الحكم.

لقد جاءت أولى الفعاليات بواشنطن أداء صلاة عيد الأضحى بالمركز الإسلامي، فقد فتح المراكز أبوابه منذ ساعات الصباح الباكر حتى امتلأت جنباته بالمصلين، الرجال في الطابق العلوي والنساء في الأسفل مع وجود شاشة عرض، وقد شهد الصلاة الكثير من أتباع الديانات، مثل المسيحيين والهندوس والبوذا وغيرهم، وقد جاءت خطبة الإمام لتؤكد على التعددية الدينية التي يعيشها المجتمع الأمريكي.

وبالمساء أقيم المؤتمر الصحفي والمعرض في قاعة أندرو ميلون ليتوج تلك الجهود، ففي المؤتمر شاركت السيدة بيتسي ماثيسون (الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية)، السيد كريم الشكر وكيل وزارة الخارجية السابق، الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة رئيسة مجلس نادي صاحبات الاعمال والمهن البحرينية، الدكتور عبدالله منصور وكيل وزارة الصناعة والتجارة السابق، والانسة جينفر ميل من المجلس البحريني الامريكي للأعمال، وحضرت الكثير من الفعاليات الأمريكية تلك الأمسية التي تم عرض الإنجازات والمكاسب التي تحققت في العهد الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، واستمر المعرض حتى الساعة

10 مساءً، وعدد الجهات المشاركة في المعرض 50 جناحاً.

الجميل أن الوفد المشارك في (هذه هي البحرين) قد صادف الزيارة التاريخية للبابا (فرانسيس) بابا الكنيسة الكاثوليكية، وقد وقف الوفد البحريني على جانب الطريق مع الشعب الأمريكي ليؤدي تحية الترحيب بالبابا في رسالة تؤكد على السلام والمحبة التي يحملها الوفد، وقد لاقت تلك المبادرة الشكر والثناء من المجتمع الأمريكي، وقد قامت الأجهزة الإعلامية بواشنطن بتسجيل تلك الوقفة الحضارية.

إن الهدف من فعالية (هذه هي البحرين) تأتي في سياق توضيح الصورة المشرفة التي يعيشها المجتمع البحريني، وما اختيار الولايات المتحدة إلا بسبب قوتها في العالم وتأثيرها على المجتمع الدولي، بالإضافة إلى أن الشعب الأمريكي مثقف وواعٍ لما يدور حوله، من هنا تأتي أهمية زيارة الوفد البحريني ليرى العالم بأن المجتمع البحريني يعيش في تسامح وتعايش وحب ووئام، ولا يعكر صفوها إلا الأعمال الإرهابية المدعومة من الخارج.