محمد بن دينة- الايام البحرينية-
لأن ما يجمع مصر والبحرين، أكبر بكثير من علاقات دبلوماسية وأطر رسمية، ولأن التطابق في وجهات نظر البلدين قولاً وعملاً، يمثل السمة الرئيسية في علاقاتهما الممتدة وتاريخهما الطويل، فقد جاءت كلمات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى خلاله لقائه بأخيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى، بردًا وسلامًا على قلب كل بحريني ومصري بل وكل عربي؛ لأنها جسّدت حقائق وثوابت، لا يمكن أن تغيب مهما واجهت الدول من تحديات وصعوبات.
فمصر وكما قال جلالة الملك «تشكل العمق الاستراتيجي للأمة العربية بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني لجميع شعوب ودول المنطقة»، وبطبيعة الحال فإن هذه القيمة الاستراتيجية لمصر تمثل فخرًا لكل عربي، تبعث على الطمأنينة في مستقبل أفضل لجميع أبناء أمتنا العربية، وهناك العديد من الشواهد التي تعكس الدور المحوري لمصر في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية ومصالحها وحماية الأمن القومي العربي.
وفي هذا الإطار جاء لقاء القمة بين القائدين، حافلاً بالتقدير والمودة، عامرًا بروح الأخوة والمحبة، وهو ما تجلّى في إعراب الرئيس السيسي عن شكره وتقديره لجلالة الملك على المواقف العربية الأصيلة لمملكة البحرين قيادة وشعباً إلى جانب مصر وشعبها، مشيدًا بعلاقات البلدين المتميزة وبتعاونهما الوثيق على المستويات كافة. ووراء هذه الكلمات، رصيد كبير من التعاون والترابط والمشاورات التي لم تنقطع بين البلدين يوماً ما، فللبحرين مواقفها العروبية الأصيلة والمساندة لمصر، وكان هذا لافتًا في زيارات جلالة الملك لمصر وحرصه على ترجمة ما يجمع البلدين إلى واقع عملي وكانت زيارة جلالته لمصر في أغسطس الماضي مشاركًا الشعب المصري وقيادته الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، احدى حلقات التواصل والتلاحم بين البحرين ومصر قيادةً وشعبًا.
ولعل كل متابع ومدقق في أحداث المنطقة وتطوراتها المتلاحقة وما تفرزه من تحديات استراتيجية، يرى بأم عينيه أن مصر كانت وما تزال، رصيدًا استراتيجيًا وأمنيًا للعالم العربي، وأن حمايته والحفاظ عليه واجب عربي، من أجل حماية المستقبل، والذي يحتاج من أمة العرب الاجتماع على كلمة سواء تحمينا وتحفظ حق أجيالنا في حياة كريمة.