المدينة السعودية-
لازلت المملكة تتبوأ مرتبة متقدمة ضمن قائمة أرخص دول العالم في أسعار الوقود رغم التوجه الأخير نحو رفع أسعار البترول، حيث بلغ سعر الليتر بعد الزيادة 24 سنتاً أمريكياً وكانت المملكة قبل هذه الزيادة تحتل المركز الثالث عالميًا في قائمة أرخص الدول في أسعار البنزين بعد كل من فنزويلا 02 سنت وليبيا 14 سنتًا على الترتيب، وبعد هذه الزيادة تراجع مركزها لتصبح الخامسة بعد كل من الجزائر 23 سنتًا والكويت 22 سنتًا، فيما جاءت قطر بالمركز السادس معدل 27 سنتًا للتر البنزين الواحد وعمان 31 سنتًا والإمارات 42 سنتًا.
وتقرر مؤخراً زيادة أسعار بنزين 91 من 0.45 ريال للتر إلى 0.75 ريال للتر، وزيادة أسعار بنزين 95 من 0.60 ريال للتر إلى 0.90 ريال للتر.
وأيد عدد من الخبراء الاقتصاديين توجه الدولة لرفع أسعار البترول مؤكدين أنه يساهم بشكل كبير في زيادة الترشيد الاستهلاكي لدى المواطن، ويوفر مليارات الريالات لخزينة الدولة، مشيرين أن انخفاض إيرادات الدولة يعود بسبب انخفاض أسعار البترول، مؤكدين في الوقت نفسه أن المملكة تعتبر الأقل سعراً مقارنة بأسعار بعض الدول في العالم. مطالبين في الوقت نفسه بتفعيل وسائل النقل العام بين المدن وذلك للحد من الاستهلاك في الوقود وزيادة الترشيد والوعي لدى المجتمع.
وأوضح الخبير الاقتصادي والنفطي أسامة فلالي أن أسعار البترول لازالت هي الأقل على مستوى العالم والشرق الأوسط، حيث إن سعر اللتر من البنزين أقل من ريال واحد، مشيراً أن تعديل الأسعار للبنزين فئة 91 بسعر 0.75 ريال لكل لتر، وفئة بنزين 95 بـ 0.90 ريال لكل لتر، هو عامل مهم لتوعية المواطن بالترشيد في الاستهلاك، ويوفركذلك سيولة وعوائد بمليارات الريالات لخزينة الدولة، مشيراً أن انخفاض إيرادات الدولة بواقع 60% يعود لانخفاض أسعار البترول في السابق، وقال فلالي: إن المجتمع السعودي مبذر في التعامل مع الكثير من الخدمات، مثل البترول والكهرباء والمواد الغذائية.
من جهته، قال الخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بو حليقة: إن هناك مؤشرات في السابق تؤكد أن هناك هدراً في استخدام البنزين في المملكة، بل وحتى حالات تهريبه إلى خارج الحدود للدول المجاورة؛ بغية الاستفادة من فارق السعر، وهو المدعوم من الدولة من أجل المواطنين.
مشيراً أن زيادة أسعار البترول له فوائد عدة على اقتصاد المملكة ويساعد في زيادة الوعي لدى المواطن بأهمية الترشيد. ورأى أن فكرة الترشيد باتت غير كافية؛ فالمطلب الضروري للحد من استهلاك الوقود هو توفير نظام متكامل للنقل العام داخل المدن؛ بما يجعله يحلّ محل السيارة الخاصة.
وتعد السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم بنحو 7.3 مليون برميل يومياً هذا العام، كما أن إنتاجها من النفط تجاوز 10 ملايين برميل يومياً في أغلب أشهر 2015، فيما بلغت طاقتها الإنتاجية بحدود 12.5 مليون برميل نفط يومياً، ويشكل النفط نحو 90% من إيرادات المملكة، وكانت أسعار النفط قد فقدت 60% من قيمتها هذا العام وأصبحت تتداول عند 37 دولارًا للبرميل في الأيام الأخيرة.