سياسة وأمن » حروب

«مجتهد»: معتقل يمني يكشف أساليب تعذيب وحشية على يد المخابرات الإماراتية في عدن

في 2016/09/22

نشر المغرد السعودي الشهير «مجتهد» على حسابه في «تويتر» نداء استغاثة لأحد المعتقلين اليمنيين في سجن تديره المخابرات الإماراتية في مدينة عدن جنوبي اليمن كشف فيه عن أساليب تعذيب بشعة بحق المعتقلين.

وقال «مجتهد» في التغريدة «هذا ما نشره الشيخ صلاح باتيس عن أحوال المعتقلين في سجن مطار الريان الذي تديره المخابرات الإماراتية نقلا عن أحد المعتقلين سمى نفسه بعبدالله بن عبد الرحمن الحضرمي».

وأضاف «يقول الشيخ صلاح: وصلتنا قبل قليل من أحد الشباب بالمكلا .. حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير لقد زرت أحد الافراد المفرج عنهم وأبلغني أن أوصل هذا النداء».

 وتابع «إليكم جميعا هذا النداء عما يحصل لنا بسجن مطار الريان، بقي لنا بملابسنا التي نرتديها البعض أكثر من شهرين مماعفنت، البعض له أكثر من أربعة أشهر  دون محاكمة ولا معرفة التهمة. ولايسمح لنا بدخول الحمام إلا مرة واحدة (في اليوم) فقط مما نضطر للصلاه بالتيمم».

ومضى قائلا في نداء الاستغاثة «يمنع قيام الليل ومن صلى الليل عذب بالنهار، أجسامنا مليئة بالجراح من ضربنا بالسياط التحقيق المستمر ليل نهار بل يحصل كل 5 دقائق بأسئلة مكررة».

ونقل «مجتهد» عن الشيخ «صلاح» «هناك من الأشياء التي لا يحب ذكرها المساجين ومن أفرج عنهم ولكن سنذكرها رغم أنها سيتألم لها أهالي المعتقلين ولكن سنقولها كما أكد لي هذا المفرج عنه وهو يبكي ناكس رأسه وهي: يجبر المساجين على خلع ملابسهم ويركبوهم على بعضهم البعض ويقولون لهم هذه الحور العين، استخدام الكلاب البوليسية الكبيرة  للركوب على الشباب وهم عرايا .. استخدام شواية بشر مثل شواية الدجاج  لفتر بسيطة للتهديد .. منع البعض من الشرب لمدة يومين ثم يؤمر بشرب الخمر أو البول.. لازال الكثير من المساجين مربوطة أعينهم منذ سجنهم.. حاول بعض المسجونين الانتحار لشدة التعذيب بقطع أوردتهم.. أغلب المحققين إماراتيين وآخرون بلكنة بدوية أردنية».

وختم رسالته قائلا «وبعد هذه الآهات والآلام التي أوجعت قلبي وأبكت عيني فإنني أخرج الأمانة من عنقي إلى عنق من ذكرهم نداء الاستغاثة، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد...عبدالله بن عبدالرحمن  الحضرمي».

وتشهد اليمن في الآونة الأخيرة سلسلة من الاعتقالات والاغتيالات التي وصفها مراقبون بالممنهجة تستهدف قادة في التجمع الوطني للإصلاح والتيار السلفي بمحافظات جنوب اليمن، وتوجه أصابع الاتهام لدولة الإمارات بالنظر لنفوذها الأمني الكبير وإشرافها على تدريب أجهزة أمنية في الجنوب.

وتستغل الإمارات محاربتها لتنظيم القاعدة في اليمن، في إنفاذ إجراءات لتضييق الخناق والقضاء على رموز دعوية وسياسية من المحسوبين على التجمع اليمني للإصلاح والتيار السلفي استباقا لأي دور لهم في مستقبل اليمن.

وبدأت الإمارات، خوض معركة مفتوحة مع السلفيين في جنوب اليمن، بعدما شنت قواتها وحلفاؤها المحليون في مدينتي «عدن» و«المكلا»، حملة اعتقالات واسعة، طالت قيادات بارزة في التيار السلفي، بينها شخصيات دينية مؤثرة بذريعة «مكافحة الإرهاب». 

كما عاد شبح الاغتيالات مجدداً في مدينة عدن ومدن أخرى جنوبي اليمن في الأسبوع الاخير من يوليو/تموز الماضي، مستهدفة بشكل أساسي الدعاة السلفيين، فضلا عن قيادات بحزب الإصلاح والتي كان آخرها الشهر الماضي لثلاثة من قيادات الحزب في محافظتي ذمار وعدن شمال وجنوبي اليمن.

وحمل نشطاء يمنيون شهر مايو/ أيار الماضي الإمارات مسؤولية مقتل «محمد بارحمة» أحد قيادات المقاومة بمحافظة شبوة تحت التعذيب بعد أن اعتقلته قواتها، في حادثة اعتبرت وقتها كاشفة لخطة الإمارات في مواجهة «التجمع اليمني للإصلاح» و«التيار السلفي» الموالي للسعودية، ومحاولاتها لتكوين جبهة دينية موالية لها.

وشنت قوات إماراتية ويمنية دربتها الإمارات حملة اعتقالات واسعة، شملت علماء سلفيين ووجهاء المدينة بزعم انتمائهم للقاعدة وقد تعرضوا للتنكيل والتعذيب ومنهم«بارحمة».

ونقلت مصادر يمنية خاصة لـ«لخليج الجديد» أن الإمارات تنظم لقاءات فردية مع عدة رموز دينية بهدف بناء جبهة موالية لها، في مواجهة«القاعدة» و«التجمع اليمني للإصلاح» و«التيار السلفي الدعوي» الموالي للسعودية والمؤسسة الدينية في المملكة، حيث تعتبرهم جميعا خطرا واحدا لا يقل عن خطر الحوثيين. 

وكشفت المصادر أن مركزا للتحكم تديره أبوظبي من جزيرة سقطرة - على الأرجح - بدأ حملة لتتبع قيادات إسلامية سلفية موالية للمملكة بالإضافة إلى قيادات التجمع اليمني للإصلاح.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية الدكتور «أنور قرقاش» قد وجه في وقت سابق الاتهامات إلى جماعة الإخوان المسلمين في اليمن والتي يمثلها حزب الإصلاح، زاعما وجود تنسيق بين الجماعة وتنظيم القاعدة، مدعيا وجود أدلة دامغة وملموسة للتعاون والتنسيق بين الإخوان المسلمين والقاعدة.

وفي مايو/آيار الماضي أعلنت الإمارات تخصيص مبلغ 20 مليون دولار أمريكي لاستثمارها في دعم وتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، جنوبي اليمن.

وتأتي هذه المنحة، في ظل تصاعد الحديث، عن دعم الإمارات لانفصال الجنوب اليمني، عن شماله، وفي ظل رصد عمليات ترحيل المواطنين اليمنيين الشماليين، من محافظة عدن وبعض المحافظات الجنوبية الأخرى الجنوبية، كجزء من مخطط لتسريع عملية الانفصال.

وفي أبريل/نيسان الماضي، كشفت مواقع محلية يمنية أن لقاء، وصف بالمهم، عقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ضم عددا من القيادات الجنوبية بينهم الرئيس السابق لليمن الجنوبية «علي سالم البيض»، وأول رئيس وزراء يمني بعد الوحدة، «حيدر أبو بكر العطاس»، وناقش خطة لتحويل اليمن إلى دولتين فيدراليتين.

ووفقا للمواقع، فإن هذه اللقاءات تأتي في إطار اللقاءات المستمرة لتقريب وجهات النظر بين جميع القيادات الجنوبية للتوافق على رؤية واضحة تنطلق من مشروع «العطاس» لإقامة دولتين فيدراليتين في اليمن، وهو المشروع الذي قدمه إلى مؤتمر جامعة هارفرد الأمريكية في العاصمة العمانية مسقط في مايو/آيار الماضي، للاتفاق حول إطار سياسي شامل يشارك في لقاء الكويت. 

تويتر-