سياسة وأمن » حروب

باحثون سعوديون يحاولون الرد على تزايد الانتقادات للحرب على اليمن

في 2016/10/03

حاول باحثون سعوديون الدفاع عن العدوان القائم على اليمن في ظل الانتقادات التي تتعرض لها الرياض على خلفية هذه الحرب، بما في ذلك تلك الصادرة عن أعضاء الكونغرس الاميركي.

وقد اوضح الباحث السعودي منصور المرزوقي كتب مقالة نشرت على موقع "National Interest" تطرق فيها الى مشروع القرار الذي تقدم به أربعة من اعضاء الكونغرس لتعطيل صفقة التسلح مع السعودية التي تبلغ قيمتها 1.15 مليار دولار، وهو مشروع قرار لم يمر حيث صوت غالبية اعضاء الكونغرس لصالح إبرام الصفقة على الرغم من أنه نال 27 صوتًا في مجلس الشيوخ (مقابل 71 صوتًا).

وأشار الكاتب الى ان رعاة مشروع القرار المذكور قالوا إن خطوتهم تعود الى النزاع في اليمن، سواء كان الوضع الانساني المتدهور أو الضرر الذي ألحق بالامن القومي الاميركي نتيجة توسيع موطئ قدم المجموعات الإرهابية في اليمن بسبب الحرب السعودية على هذا البلد.

واعتبر الكاتب ان مشروع القرار الذي طرح يتجاهل "السياق الدولي والاقليمي والداخلي الاستراتيجي" الذي ادى بالسعودية الى انشاء تحالف عربي والتدخل في اليمن، على حد وصفه، مضيفًا أن "الاستدارة الاميركية نحو آسيا توجد فراغًا استراتيجيًا بالشرق الاوسط وأن حلفاء أميركا يشعرون بانه لم يعد بإمكانهم الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف، وبالتالي فلا خيار سوى أخذ زمام الامور بشكل
مباشر.

وزعم الكاتب أن هذه التطورات الدولية فاقمت التهديدات بالشرق الاوسط،و خاصة ما اسماه "التوسع الايراني". وهنا ادعى بان السياسة الايرانية تعتمد على تقسيم العالم العربي الى الطائفتين السنية والشيعية، زاعماً بان ايران و من خلال ذلك يمكنها انشاء نفوذ لها داخل الدول العربية والتأثير بالتالي على السياسات الخارجية لهذه الدول.كذلك اضاف بان الحكومات الغربية اصبحت "من دون ان تدرك" وكلاء تعمل بخدمة التوسع الايراني،على حد قوله.

هذا وتحدث الكاتب عن نشوء الدولة السعودية الرابعة التي تستند على ثلاثة مصادر سلطة أساسية وهي: وزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني، مشيرًا الى أن ذلك يسمح باتخاذ قرارات سريعة و"روح المبادرة"، كما قال إن الرياض تنتقل من موقع رد الفعل الى موقع "أخذ المبادرة والفعل".

وعليه تابع الكاتب: "في ظل "الفراغ الاستراتيجي" بالشرق الاوسط و"التوسع الايراني" المزعوم، و"الوضعية الاستراتيجية السعودية الجديدة"، فإن الرياض تقدمت "لتصبح خط الدفاع الاول عن أمنها الذاتي"، كما قال إن التعاون مع الولايات المتحدة أصبح مبنيًا على تبادل المكاسب على المدى القصير وإن التحالف مع الولايات المتحدة تحوّل من "النفط مقابل الامن" الى "كل صفقة لوحدها"، بحسب تعبيره.  

كذلك أضاف الكاتب أن أهمّ عنصر وراء تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن هو تصميم العرب على منع اليمن من أن يصبح "عراقًا آخر حيث تكون السيادة في طهران وليس في بغداد"، وفق ادّعائه.

وبينما لفت الكاتب الى أن رعاة مشروع القرار المذكور في الكونغرس يعتبرون ان التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن لا يحارب تنظيم القاعدة، أشار الى أنه لا يمكن الانتصار على "القاعدة" في اليمن من دون وجود حكومة مركزية قوية وبنية دولة. وهنا زعم أن التحالف ما بين أنصار الله والقوى الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح يمنع نشوء الحكومة المركزية وبنية الدولة، زاعمًا أن محاربة القاعدة تبدأ من خلال تحويل انصار الله الى حزب سياسي وموافقة حزب علي عبدالله صالح على عملية سياسية شاملة.

كما قال الكاتب إنه وفي حال إضعاف القدرات العسكرية السعودية، فمن شبه المستحيل أن تقوم أيّة دولة اقليمية أخرى بحشد دعم المنطقة لما اسماه "خطة استقرار"، وأردف ان السعودية هي الدولة العربية الوحيدة "المستقرة والمزدهرة" على حد زعمه، وان الدعم العربي والاسلامي (المزعوم) لها لا يعود فقط الى عامل الاستقرار، بل الى ما أسماه قوة السعودية الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، إضافة الى قوتها الرمزية "كمكان ولادة الحضارة العربية والاسلامية".

وفي الختام، زعم الكاتب بان تعطيل صفقات التسلح مع السعودية ستضع سلامة اراضي العالم العربي وكذلك امنه واستقراره بخطر، وتابع ان تعطيل هذه الصفقات سيغيّر ميزان القوة ضد مصلحة الرياض وحلفائها ويضع بالتالي الامن الاميركي والمصالح الاميركية في خطر,

الصحف الغربية-