صحة » رقابة

مرضى زهايمر يتم السطو على أموالهم وشروط خاصة للولي

في 2018/02/23

وكالات-

فيما حدد استشاري عددا من النصائح التي يمكن اتباعها للوقاية من الزهايمر أو تأخيره بنسبة 30%، نبه محام إلى أن العديد من مرضى الزهايمر يتم السطو عليهم أو أخذ أموالهم، إما عن طريق أبنائهم أو أقاربهم، في حالة إثبات أنهم غير قادرين على إدارة شؤونهم الخاصة، مشيرا إلى أن الأنظمة وضعت شروطا في الولي على المريض، منها حفظ أصول أمواله، واستثمارها وصيانتها، وإخراج الزكاة والكفارات عنه.

الوقاية من المرض

قال البروفيسور واستشاري الطب النفسي لكبار السن واضطرابات الذاكرة، وعضو اللجنة العلمية للجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر بالرياض الدكتور متعب العتيبي، إن «مرض الزهايمر هو المسبب الرئيس لحالات الخرف، وتبدأ الأعراض في 70% من الحالات بعد سن 65 سنة، وتكون الأعراض الأولى نسيان الأحداث القريبة، وتكرار الأسئلة أو المواضيع».
وأضاف أن «أعراض الزهايمر يمكن ملاحظاتها مثل التوتر، وقلة النوم، والتوهمات، أو الخيالات، وشكوك المريض في أن أحد أفراد العائلة سرق بعض حاجياته، وأيضا توهم عدم وجود شخص في منزله، والإصرار على الذهاب إلى منزله»، مشيرا إلى احتمالية زيادة عدد الحالات المصابة بالزهايمر مع تقدم العمر، فمثلا عند سن 65 نجد 1 من كل 10 يصاب بالمرض، وعند سن 85 سنة يصاب ما يقارب 1 من كل 2 بالمرض.
وذكر العتيبي أن «مرض الزهايمر لا توجد إحصاءات دقيقة عنه في المملكة إلى الآن، وهناك عدد من النصائح التي يمكن اتباعها للوقاية من الزهايمر أو تأخيره بما يعادل 30%، منها الحفاظ على معدل السكر وضغط الدم والكولسترول، في الجسم بالمعدل الطبيعي، واتباع نمط رياضي للحياة، وتجنب السمنة، خاصة في منتصف العمر، والحرص على التواصل الاجتماعي، واستقرار نمط النوم لدى الشخص».

حقوق المريض

أوضح الاستشاري النفسي والمتخصص في اضطرابات السلوك الدكتور صالح حبيب، أن «الزهايمر سمي بذلك نسبة لطبيب ألماني هو ألويس الزهايمر، وهو مرض دماغي متطور يصيب خلايا المخ، فيتسبب في حدوث عدة مشكلات في الذاكرة والتفكير والسلوك، ويؤثر على حياة المريض وتفكيره وعمله، فيتدهور وضعه بمرور الوقت، وغالبا يؤدي للوفاة، ولا يوجد علاج لهذا المرض، لكن قد يتعايش الإنسان معه عن طريق التأهيل والاعتياد على الحياة الجديدة». وأبان أن «الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر بالرياض حرصت على تعريف المجتمع بالناحية الشرعية والقانونية لمرضى الزهايمر، من خلال وضع كتيب يضم كافة حقوق المريض وحالات الحجر عليه، ومتى يتم تعيين ولي عليه».

50 ألف مصاب

كشف مصدر طبي لـ«الوطن» أن «عدد المصابين بالزهايمر في المملكة ما زال في ارتفاع، والعدد التقريبي للمرضى من الجنسين أكثر من 50 ألف مصاب، والنساء أكثر من الرجال، وحتى الآن لا يوجد علاج فعال لهذا المرض، ولكن في إحدى دول شرق آسيا تم اكتشاف سبب الإصابة».

ضغوطات مختلفة

أكدت إدارة العلاقات العامة والإعلام بالجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر بالرياض لـ«الوطن» أن «مرض الزهايمر لا ينحصر تأثيره على المريض نفسه، بل يتعدى إلى أفراد أسرته والمتعاملين معه، وهذا التأثير قد يؤثر على مقدمي الرعاية للمرضى، لذلك لا بد على الذي يتعامل مع مرضى الزهايمر أن يتفهم عمق مشاعره الشخصية، والتعايش مع مشاكله الخاصة، ومشاكل المريض اليومية على حد سواء».
ولفتت إلى أن «هناك ضغوطات نفسية وعاطفية قد تصيب مقدم الرعاية، وتؤثر عليه، منها الشعور بالحزن، حيث يعتقد مقدم خدمة الرعاية للمريض أحيانا أن تقصيره هو الذي تسبب في حدوث ذلك للمريض الذي قد يكون قريبه أو أمه أو أباه، لذلك ينصح أن ينضم مقدمو الخدمة إلى مجموعة الدعم والمساندة، كذلك من ضمن الضغوطات الشعور بالذنب، حيث من المتوقع أن يشعر مقدمو الرعاية بشيء من الذنب نتيجة الإحساس بالإحراج والارتباك لما يقوم به المريض من تصرفات غريبة أحيانا، كذلك الشعور بالغضب والعزلة».

الولي على المريض

أكد المحامي والمستشار القانوني أيمن الغامدي أن «العديد من مرضى الزهايمر يتم السطو عليهم أو أخذ أموالهم، إما عن طريق أبنائهم أو أقاربهم، في حالة إثبات أنهم غير قادرين على إدارة شؤونهم الخاصة، وبعد ذلك يتم التلاعب بتلك الأموال، ووفق الأنظمة يمكن الحجر على مريض الزهايمر وتعيين ولي له، ولكن تكمن الصعوبة عندما يكون المريض غير فاقد للفهم ويدرك أعماله، وهنا ينتظر حتى يتم تنويمه»، مشيرا إلى أن من المصلحة الحجر عليه.
وأبان أن «الولي على مريض الزهايمر لا بد أن تتوافر به عدة شروط، تتمثل في حفظ أصول أمواله، واستثمار فروعها وتنميتها وصيانتها، كذلك لا بد من مراعاة أن يلتزم الولي حسب الاتفاق بإخراج الزكاة والكفارات عن المريض من ماله، ويسدد الواجبات عليه من حقوق العباد وغيرها».

حالات واقعية

روى الغامدي قصصا واقعية قائلا «طلبت مني فتاة ثلاثينية رفع قضية حجر على أبيها البالغ من العمر 60 عاما، وذلك نتيجه إصابته بحالة نسيان له بين الحين والآخر، على أن يصبح أخوها وليا شرعيا عليه، وحينما اطلعت على المستندات الرسمية وجدت أنه رجل أعمال شهير، وصاحب شركات تجارية كبرى، وأنه لا يعاني مما يدعون، واكتشفت أن الابنة والأخ دبرا تقريرا طبيا بطرق ملتوية لإثبات إصابة الأب بالزهايمر للحجر عليه، والاستيلاء على أملاكه، فرفضت القضية، وأبلغت الجهات المعنية».وأضاف أن «رجلا مسنا مصابا بالفعل بالزهايمر، يملك ملايين وعقارات، وأحضر ابنه تقريرا طبيا يثبت ذلك، ومن ثم تم إنهاء إجراءات أخذ الولاية، وحصل الابن على النصيب الأكبر من ممتلكات الأب، وحرم البنات من حقهن الشرعي، وبعد رفع دعوى لدى الجهات القضائية تم نزع الولاية منه، وإعطائها لشقيق الأب، واسترجاع حقوق الأخوات».

50 ألف مصاب: العدد التقريبي للمصابين بالمملكة
 70% من الحالات: تبدأ الأعراض بعد سن 65 سنة
الزهايمر وتقدم العمر
عند سن 65: 1 كل 10 يصاب بالمرض
عند سن 85 سنة: 1 كل 2 يصاب بالمرض
30 % نسبة تأخير المرض في حال اتباع النصائح الطبية

خطوات اختيار الولي

1 - يقدم استدعاء إلى المحكمة العامة الموجودة في منطقة إدارة المريض
2 - يتقدم شاهدان بطلب الولاية، وشهادة بصلاحية الولي
3  تقديم تقرير طبي معتمد يثبت إصابة المريض بالزهايمر
4 - لا بد أن يتميز الولي بقوة الشخصية والأمانة
5 -تصدر المحكمة صك الولاية، ويسلم للولي