ثقافة » نشاطات

ردا على «حضن المهندس».. تحذيرات من «محرمي الغناء» بالسعودية

في 2018/07/17

وكالات-

«احذروا الفتنة».. هكذا نطق لسان حال وسائل الإعلام السعودية عقب  واقعة اقتحام مواطنة لمنصة مسرح مهرجان سوق عكاظ في الطائف كي «تحتضن» المغني «ماجد المهندس»، الذي كان يحيي حفلا غنائيا مساء الجمعة الماضي.

وبينما ألقت الشرطة القبض على مقتحمة المسرح، سلطت مواقع سعودية الضوء على ما سمتها «العقوبة المنتظرة» لها، وفقا لنظام مكافحة التحرش المعمول به في المملكة.

وفي هذا السياق، أعادت حسابات موالية لنظام الحكم بالمملكة على مواقع التواصل الاجتماعي نشر مقولة ولي العهد، الأمير «محمد بن سلمان»: «لا مكان بيننا لمتطرف أو منحل»، عبر وسم (#بنت_تضم_ماجد_المهندس)، في إشارة إلى أن تعامل السلطات مع واقعة «الاحتضان» بسوق عكاظ لن يقل حزما عن تعاملها مع المتطرفين والمتشددين الدينيين.

فتنة مضادة

لكن تفاعل العديد من السعوديين عبر الوسم تضمن مطالبات للحكومة بإعادة النظر في تنظيم الحفلات الغنائية بالمملكة، بعدما أثبتت التجربة أنه مدخل لـ«الفتنة»، حسب وصفهم، الأمر الذي واجهه علماء دين موالون للنظام، بتحذير من «فتنة مضادة».

وجاء تعليق المشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة الشرقية للمملكة، الشيخ «علي بن صالح المري»، محذرا من استخدام واقعة سوق عكاظ ذريعة لإثارة الفتنة أو الدعوة إلى شق عصا الطاعة لولاة الأمر.

وأفتى «المري»، عبر برنامج «يستفتونك» على قناة الرسالة، بأن الغناء مسألة خلافية بين الفقهاء، «حتى إن  بعضهم لم يجعله مباحًا فقط، بل جعله مستحبًا»، حسب قوله، وبالتالي لا مجال لاعتبارها قضية يقوم عليها الولاء والبراء خاصة أن المتجادلين جميعا «في بلد يعظم الشريعة»، بحد تعبيره.

شرعية الحفلات

وعلى المنوال ذاته، أفتى عضو مجلس الشورى السابق، وأستاذ الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية بجامعة أم القرى، «الشريف العوني»، بأنه «لا محظور شرعيا في الحفلات الغنائية».

وعبر حسابه الموثق على «تويتر»، غرد «العوني»: «إنما المحظور هو استغلال أصحاب الانحلال لهذه الحفلات، واستغلال المتشددين لهذا التفلت لإنكار ما لا يجوز إنكاره من الاجتهاد المعتبر، خاصة بعد اختيار الحاكم الذي يرفع اختياره الخلاف».

وبين مؤيد ومعارض، دارت أحاديث المغردين (أغلبهم بأسماء مستعارة) لفتاوى علماء، قالوا إنهم طالما حذروهم سابقا من «الغناء والموسيقى»، بينما ظل صوت وسائل الإعلام موحدا على نغمة التحذير من الفتنة التي يلعن الله من يوقظها.