السلطة » خلافات سياسية

أمراء سعوديون مستاؤون من بن سلمان.. من البديل؟

في 2019/10/03

وكالات-

كشفت وكالة "رويترز" عن وجود حالة إحباط واستياء لدى العديد من أمراء الأسرة الحاكمة السعودية، من إدارة ولي العهد محمد بن سلمان لأزمة قصف "أرامكو" التي وقعت في 14 سبتمبر الماضي.

ونقلت "رويترز" عن 5 مصادر، في تقرير لها نشر مساء الأربعاء، أن هجوم الحوثيين على منشآت أرامكو أثار قلقاً بين العديد من الفروع البارزة لعائلة آل سعود الحاكمة، والتي يبلغ عدد أفرادها قرابة 10 آلاف عضو، حول قدرة ولي العهد على الدفاع عن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وقيادتها.

وقالت المصادر: إن "الهجوم أثار سخطاً بين البعض في دوائر النخبة، الذين يعتقدون أن ولي العهد سعى بشدة للسيطرة على السلطة".

وتسبب الحدث في تعالي أصوات وانتقادات بين أفراد الأسرة الحاكمة، الذين يعتقدون أن بن سلمان اتخذ موقفاً عدوانياً مفرطاً تجاه إيران.

وقال أحد المصادر، وهو أحد أعضاء النخبة السعودية التي تربطها صلات ملكية: "هناك الكثير من الاستياء من قيادة ولي العهد"، متسائلاً: "كيف لم يتمكنوا من اكتشاف الهجوم؟"، مضيفاً أن "بعض أفراد النخبة في الأسرة لا يثقون بولي العهد".

وقال دبلوماسي غربي للوكالة: إن "هناك صدمة في الأسرة الحاكمة لأن ولي العهد لم يتمكن من منع الهجمات على أرامكو، على الرغم من إنفاقه مئات المليارات من الدولارات على الدفاع"، معتبرين أن سياساته ومحاولاته السيطرة على الحكم بشكل مطلق "أضرت بالمملكة".

وتعرضت منشأتا بقيق وهجرة خريص التابعتان لـ "أرامكو" لاستهداف بالطائرات المسيرة، في 14 سبتمبر 2019، وهو الهجوم الذي ألقى بظلاله بقوة على الأسواق العالمية؛ إذ انخفض إنتاج المملكة النفطي إلى النصف.

 وتبنى الهجوم مليشيا "الحوثي" اليمنية، وأعلنت أن ذلك تم بـ10 طائرات مسيرة، في حين اتهمت الرياض وواشنطن إيران بالوقوف خلفه.

من البديل؟

تقول مصادر سعودية ودبلوماسية غربية إن الأسرة من غير المرجح أن تعارض محمد بن سلمان ووالده، العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، على قيد الحياة، كما أن هناك اعتقاداً سائداً أن الملك سلمان لن ينقلب على ابنه المفضل ويقيله من ولاية العهد.

تنقل "رويترز" عن مصادر غربية أن الملك سلمان فوض معظم صلاحياته السلطوية لابنه، لكنه لا يزال يترأس اجتماعات مجلس الوزراء الأسبوعية ويستقبل شخصيات أجنبية.

وتقول مصادر إنه بغض النظر عن موقف العاهل السعودي، قد يكون من الصعب تحدي سلطة بن سلمان نظراً لسيطرته على الأجهزة الأمنية.

لكن أمراء سعوديين ينظرون إلى الأمير أحمد بن عبد العزيز (77 عاماً) كبديل لمحمد بن سلمان، قد يحظى بدعم أفراد الأسرة الحاكمة والأجهزة الأمنية ​​وبعض القوى الغربية.

يقول مصدر  سعودي لـ "رويترز": "كلهم ينظرون إلى الأمير أحمد ليروا ماذا سيفعل، فأفراد من نخبة العائلة لاتزال تعتقد أنه الوحيد الذي يستطيع إنقاذهم".

مصدران سعوديان أكدا لـ "رويترز" أن الأمير أحمد كان واحداً من ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة المكونة من أفراد الأسرة الحاكمة، ممن عارضوا أن يصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد عام 2017.

يشار إلى أن الأمير أحمد بن عبد العزيز غادر السعودية فور تولي بن سلمان ولاية العهد فيما يشبه احتجاجاً صامتاً، وأمضى في لندن نحو عام قبل أن يعود إلى الرياض في نوفمبر 2018 بعد تعهدات دولية بعدم التعرض له، كما عرف عنه معارضته لحرب اليمن.