دعوة » مؤتمرات

ضجيج الإمارات أزعج اليمنيين.. وسخاء مساعدات الكويت لا يتوقف

في 2019/12/19

الخليج أونلاين-

ساهمت المساعدات التي تقدمها الكويت في عدة دول فقيرة حول العالم إلى حد كبير في إعطاء العمل الإنساني العالمي زخماً كبيراً عبر ما تقدمه، وكانت اليمن إحدى تلك الدول التي حظيت بدعم ووقوف كبير إلى جانبها.

وبينما تواصل الكويت، منذ عشرات السنين، في تمويل المشاريع الخدمية وتقديم المساعدات المختلفة لليمن، يرى الكثير من اليمنيين أن الإمارات لم تقدم شيئاً لبلادهم عبر مساعداتها المحدودة، بل اتخذتها ذريعة لارتكاب انتهاكات ضد المواطنين، وشرعنة استمرار احتلالها لبلادهم منذ دخول قواتها إلى اليمن، في 2015، في تحالف عسكري مع السعودية ضد الحوثيين.

وتحظى المعونات والمشاريع التي تقدمها الكويت بترحاب وابتهاج بين اليمنيين، وعلى النقيض أصبح اسم الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن يثير الرعب؛ بعدما ارتبط بأنشطة استخبارية وانتهاكات بحق اليمنيين.

مشاريع كويتية لا تتوقف

ولا يرتبط اسم الكويت فيما تقدمه بمساعدات آنية، بل بمشاريع طويلة الأمد، والتي كان آخرها افتتاح مخيم "السلام" للنازحين في محافظة الجوف الحدودية مع السعودية (شمال).

وافتتح وكيل السلطة المحلية، عمر الحاشدي، في 15 ديسمبر الجاري، المخيم الذي يضم 100 وحدة سكنية، والمقدم من جمعية الشيخ "عبد الله النوري" الخيرية بالكويت.

وفي 11 ديسمبر الجاري، اختتمت الجمعية الكويتية للإغاثة مشروعاً لتأهيل وتدريب 150 امرأة في ثلاث محافظات يمنية على الخياطة، ومنحتهن ماكينات خياطة ضمن حملة "الكويت بجانبكم" الإنسانية المستمرة منذ سنوات.

كما اختتمت "شبكة استجابة للأعمال الإنسانية"، مطلع ديسمبر، مشروع توزيع المياه على تجمعات ومخيمات النازحين بمأرب اليمنية بتمويل من الجمعية الكويتية للإغاثة ضمن الحملة ذاتها، وذكرت أن المشروع الذي استمر لنحو شهر استفادت منه نحو 2200 أسرة، بما يعادل 15 ألف شخص.

مقارنة بين الكويت والإمارات

وحظي افتتاح مخيم للنازحين بالجوف باهتمام لدى اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين وضعوا مقارنة بين ما تقدمه الكويت والإمارات.

وكتب وكيل وزارة الإعلام اليمنية، فؤاد الحميري، على صفحته بـ"تويتر" قائلاً: "بنى صباح العرب لنازحينا بيوتاً صارت جزءاً من اليمن، واكتفى شيطان العرب بحماماتٍ استعادها حين لم يجد له فينا وطناً، الكويت أهدت ما يشبهها فهي (بيت العرب)، والإمارات أهدت ما يشبهها فهي (حمام العرب)".

ووضع الصحفي اليمني علي الفقيه مقارنة بين صورتين، معلقاً بقوله: "بين مخيم سكني بنته الكويت للنازحين وطاولات قدمتها الإمارات لفصل دراسي.. كم علماً في الصورة الأولى؟! وكم علماً في الصورة الثانية؟!".

وقال ناشط: "لا إعلام لا صور لا منة لا رياء، لا ينتظرون منا كلمة شكراً لأنهم يعملون مع الله، هذه هي دولة الكويت العظيمة (..) فرق شاسع بين الكويت وغيرهم ممن اشتهروا بالتصوير وإهانة اليمني لمكاسب سياسية حقيرة".

وعلقت بلقيس قائلة: "سلام الله على الكويت وأهل الكويت الكرام! كم أهدونا من صروح علمية وصحية وكم أغاثونا في النوائب، شكراً لهم من القلب، والهدية دائماً تعلمك قدر وسمو ورقي وكرم المُهدي وعلمه بأنفة وقدر وعزة الشعب المهدى إليه".

الكويت.. ومشاريع قديمة

يقول الناشط السياسي عبد الله السامعي، إن افتتاح مخيم النازحين في الجوف ليس الأول الذي تقدمه الكويت لليمن، مشيراً إلى وجود "الكثير من المشاريع التنموية التي أنشأتها الكويت سابقاً، وما زالت تدعم اليمنيين دون أي منةٍ منها".

وأكد أن الكثير من المشاريع التي تنفذها الكويت لم تظهر بوسائل الإعلام، موضحاً في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن الكويت "تقدّم الدعم الإنساني دون أي اعتبارات خارج هذا الإطار".

وفي المقابل يرى "السامعي" أن الإمارات "أظهرت نفسها في أكثر من مرة كدولة احتلال، وتسعى لاستخدام الدعم الإنساني كوسيلة من وسائل الاحتلال، ومن أجل تحسين صورتها المشوّهة بفعل سياستها المرفوضة لدى اليمنيين، كما تستخدم منظماتها الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي على سبيل المثال كأدوات استخبارية أكثر مما هي منظمات إنسانية".

وأضاف: "تصنع من أبسط مشروع تنفذه هالة إعلامية كبيرة وربما بعضها لا يقارن بالمشروعات التي تقوم بها المبادرات الشبابية الطوعية، كما أن بعض الدعم الذي قدمته الإمارات، وخاصة المشروعات الكبيرة، لم يصل إلى اليمن أو لم يستكمل، بينما في وسائل الإعلام تظهر هذه الأعمال بأنها مكتملة".

الهلال الأحمر الإماراتي.. أداة استخبارية

وتتعدد نشاطات الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن لتخرج عن نسقها المعتاد والطبيعي المفترض أن يمارسه؛ وهو الطابع الصحي والطبي، بالإضافة إلى الطابع الإنساني والإغاثي.

لكنّ أبوظبي جعلت منه وسيلة استخبارية حقيقية عمدت من خلاله إلى إنشاء غرف ومراكز إعلامية؛ على شاكلة الذباب الإلكتروني السعودي في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقامت أبوظبي باستنساخ التجربة، لكن هذه المرة على الأراضي اليمنية لممارسة سياسة التفرقة بين أبناء اليمن ومناطقه عبر بثّ الأخبار والشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي، ومحاولة التشكيك في الشخصيات اليمنية التي ترفض الوجود الإماراتي-السعودي وسياستها المتبعة على الأراضي اليمنية.

وخلال مطالبة اليمنيين، في الأشهر الماضية، بمغادرة الإمارات بلادهم، وعقب اتفاق الرياض سحبت الإمارات الكثير من المساعدات الخدمية التي قدمتها لليمن، وفي مقدمتها سحب أجهزة وتوربينات كانت قد قدمتها لمؤسسات الكهرباء والمياه بعدن.

فروقات شاسعة

ويقول الصحفي اليمني عامر الدميني، إن الفروقات التي تظهر اليوم بين الدور الإنساني لدولتي الكويت والإمارات في اليمن تبرز العديد من الدلالات؛ وفي مقدمتها "عراقة الدور الإنساني والإغاثي لدولة الكويت في اليمن، والذي بدأ في وقت مبكر جداً، وشمل العديد من مناحي الحياة، وأسهم في رفع المعاناة عن الشعب اليمني".

ويرى في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن ما يميز العمل الإنساني لدولة الكويت في اليمن "أنه يقدَّم لليمنيين بلا أجندة سياسية، ولا يستهدف التشويش ولخبطة الأوضاع داخل اليمن، أو يوجه لمجموعة يمنية معينة، وبلا ضجيج وتضخيم وصخب إعلامي، ويمضي بهدوء محققاً أهدافه في استهداف الإنسان اليمني وتلبية حاجاته".

وأضاف: "إذا وُضع الدور الكويتي في خانة والدور الإماراتي في خانة مقابلة على مستوى الأعمال الإغاثية التي تقدمها الدولتان تتضح الصورة بشكل ناصع؛ فأعمال دولة الكويت تنطلق من الحاجة الفعلية للمجتمع والإنسان اليمني".

وتابع: "الدور الإماراتي جعل من العمل الإغاثي الإنساني وسيلة للتغلغل في المجتمع اليمني وتحقيق مكاسب مشبوهة، وإحداث عملية فرز مجتمعي بناء على ما تقدمه، وفوق ذلك تنفيذ مشاريع سطحية مؤقتة لا تلامس الاحتياج الفعلي للناس، ومترافقة مع آلة إعلامية مضللة، وأساليب انتهازية تجعل اليمني يبدو متسولاً، وتظهر المجتمع اليمني بصورة سيئة ومستفزة".

مشاريع قديمة

وتميزت العلاقة بين اليمن والكويت بالاحترام والود، رغم إعلان اليمن وقوفه إلى جانب العراق أثناء غزو الكويت، في تسعينيات القرن الماضي.

ومثلت مرحلة الستينيات البدايات الأولى والمباشرة لقيام العلاقات اليمنية-الكويتية، وبدأت المساعدات الكويتية للجمهورية العربية اليمنية قبل الوحدة، وتوالت منذ السنوات الأولى التي أعقبت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962.

ويعد مستشفى الكويت بصنعاء من أبرز المشاريع الصحية التي بُنيت، بالإضافة إلى خمسة مستشفيات أخرى؛ منها المستشفى العسكري بصنعاء، ومستشفى الحديدة العام، و18 مستوصفاً صحياً، والمعهد الصحي، وبنك الدم، والمختبر المركزي.

وكانت دولة الكويت تخصص ميزانية سنوية إجمالية تبلغ 12 مليون دولار لتسديد أجور وحاجيات العاملين والمتطلبات في مستشفى الكويت وفي جامعة صنعاء، بالإضافة إلى تمويل نفقات وأجور واحتياجات مدرسين وأساتذة جامعيين وأطباء وممرضين.

وأنشأت دولة الكويت سكناً للموظفين في المستشفى ولطلبة المعهد الصحي، وبنت كلية للشرطة بجميع تجهيزاتها بصنعاء، وسلمتها هدية للحكومة اليمنية، إلى جانب 10 مستوصفات صحية في مناطق مختلفة من الجمهورية، أما في المجال التربوي والتعليم العالي فقد تم بناء أكثر من 100 مدرسة، وتقديم ودائع للبنك المركزي.

كما بنت 8 مستشفيات في كل من عدن، ولحج، وأبين، بالإضافة إلى مركزين صحيين في شبوة والمهرة.

وساهم الصندوق الكويتي في تمويل مشروع توسيع وتطوير ميناء عدن، وتمويل الطاقة الكهربائية، وتمويل طرق رئيسية في عدة محافظات، وإنشاء عدة مشاريع في جزيرة سقطرى، أهمها مشروع إنشاء رصيف ميناء سقطرى، ومشروع كلية المجتمع، التي تحمل اسم "كلية الشيخ صباح الأحمد الصباح".