مجتمع » ظواهر اجتماعية

"التفقع".. رحلة الشتاء الصحراوية التي يمارسها القطريون بشغف

في 2020/01/22

الخليج أونلاين-

مع بداية سقوط الأمطار على قطر والدول الخليجية، وارتواء الصحراء بعد عطش الصيف الطويل، يبدأ القطريون والخليجيون برحلات البحث عما يعرف بـ"الفقع" أو "الكمأة"؛ أحد النباتات الصحراوية غالية الثمن.

ويطلق أهل قطر على هذا الرحلة بـ"التفقع"، والسعوديون "الوسمي"، وباقي الدول "البحث عن الفقع"، إذ يسخرون لها أوقاتاً طويلة، ومركباتهم، مع التخييم في الصحراء لجمع أكبر كمية من "الفقع".

وتداول القطريون مؤخراً صوراً للأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة أثناء رحلة "التفقع"، وهي إشارة إلى حب أهل قطر لهذه العادة السنوية وجني "الفقع" الذي يطلقون عليه اسم "هبة الرعد للصحراء".

وينمو "الفقع" في قطر بمناطق مختلفة، وفي الأماكن البرية، وتحديداً بجانب النباتات، بعد هطول الأمطار المصحوبة بالرعد والبرق والتي يجب أن تليها أمطار (التلوي) كما يسميها أهل الخليج.

ويصل "الفقع" إلى 5 حتى 15 سنتيمتراً تحت الأرض، وينبت دون أي جذور، أو تدخل من الإنسان، ويستخدم في طهي الطعام، ويتراوح  وزنه بين 30 و300 غرام، في حين يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 100 دولار، لأهميته الغذائية.

و"للفقع" فوائد غذائية عديدة، بسبب احتوائه على عدد من العناصر المعدنية، أبرزها نسب من البوتاسيوم إضافة إلى الكالسيوم، والماغنيزيوم، والفوسفور، والصوديوم، والحديد، والزنك.

ثروة طبيعية

الباحثة والناشطة البيئية القطرية ظبية بنت عبد الله السليطي تؤكد أن "الفقع" ينتشر في صحراء قطر خلال موسم الأمطار الغزيرة، حيث يكون الإنتاج مميزاً ووفيراً.

ويعد "الفقع"- حسب حديث السليطي لصحيفة "الوطن" القطرية- ثروة طبيعية وطنية قطرية، خاصة أن البيئة البرية بها تعد من البيئات المناسبة التي ينمو وينبت بها ويتكاثر.

وارتبط "الفقع" بوجدان شعب قطر وثقافتهم الشعبية، إذ يحرصون دائماً على جنيه كغذاء فاخر وليس كتجارة خلال فصل الشتاء وسقوط الأمطار، وفق السليطي.

مع بداية سقوط الأمطار على قطر والدول الخليجية، وارتواء الصحراء بعد عطش الصيف الطويل، يبدأ القطريون والخليجيون برحلات البحث عما يعرف بـ"الفقع" أو "الكمأة"؛ أحد النباتات الصحراوية غالية الثمن.

ويطلق أهل قطر على هذا الرحلة بـ"التفقع"، والسعوديون "الوسمي"، وباقي الدول "البحث عن الفقع"، إذ يسخرون لها أوقاتاً طويلة، ومركباتهم، مع التخييم في الصحراء لجمع أكبر كمية من "الفقع".

وتداول القطريون مؤخراً صوراً للأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة أثناء رحلة "التفقع"، وهي إشارة إلى حب أهل قطر لهذه العادة السنوية وجني "الفقع" الذي يطلقون عليه اسم "هبة الرعد للصحراء".

وينمو "الفقع" في قطر بمناطق مختلفة، وفي الأماكن البرية، وتحديداً بجانب النباتات، بعد هطول الأمطار المصحوبة بالرعد والبرق والتي يجب أن تليها أمطار (التلوي) كما يسميها أهل الخليج.

ويصل "الفقع" إلى 5 حتى 15 سنتيمتراً تحت الأرض، وينبت دون أي جذور، أو تدخل من الإنسان، ويستخدم في طهي الطعام، ويتراوح  وزنه بين 30 و300 غرام، في حين يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 100 دولار، لأهميته الغذائية.

و"للفقع" فوائد غذائية عديدة، بسبب احتوائه على عدد من العناصر المعدنية، أبرزها نسب من البوتاسيوم إضافة إلى الكالسيوم، والماغنيزيوم، والفوسفور، والصوديوم، والحديد، والزنك.

ثروة طبيعية

الباحثة والناشطة البيئية القطرية ظبية بنت عبد الله السليطي تؤكد أن "الفقع" ينتشر في صحراء قطر خلال موسم الأمطار الغزيرة، حيث يكون الإنتاج مميزاً ووفيراً.

ويعد "الفقع"- حسب حديث السليطي لصحيفة "الوطن" القطرية- ثروة طبيعية وطنية قطرية، خاصة أن البيئة البرية بها تعد من البيئات المناسبة التي ينمو وينبت بها ويتكاثر.

وارتبط "الفقع" بوجدان شعب قطر وثقافتهم الشعبية، إذ يحرصون دائماً على جنيه كغذاء فاخر وليس كتجارة خلال فصل الشتاء وسقوط الأمطار، وفق السليطي.

ولهذه النبتة الغذائية أنواع مختلفة، كما تؤكد السليطي، أولها "الفقع الزبيدي" الذي يتميز بلونه الأبيض، و"الفقع الخلاصي" ذو اللون البني الداكن المعروف بسماكته، وهما أجود وأكثر الأنواع انتشاراً في قطر.

"ومن المعروف والمأثور عند أهل قطر أنها (كلها مفاقع) مع توزع أماكن توفره وتواجده في معظم مناطق الدولة البرية، حيث كان قبل المد العمراني والصناعي والاقتصادي المتلاحق، متوفراً حتى في أغلب المناطق القريبة من المناطق السكنية"، والحديث للسليطي.

ومع المد العمراني والصناعي والزيادة السكانية في أنحاء عديدة من مناطق الدولة، انحسرت معظم مناطق انتشار "الفقع" إلى أماكن محددة.

ويعد شهر فبراير القادم أفضل أشهر السنة لجمع وجني "الفقع" من الصحراء، إذ يكون في أحسن وأجود وأكبر أحجامه وحالاته، كما تقول الباحثة البيئية.

ويختلف "الفقع" عن الفطر، كما تؤكد السليطي، إذ يعد الأول أعلى درجة وقيمة غذائية من الثاني.

ربيعة بن صباح الكواري، أبرز الأكاديميين والمفكرين القطريين، يؤكد أن موسم البحث عن "الفقع" في قطر يبدأ مع دخول فصل الشتاء، وهو ليس منتشراً في قطر فقط بل في كل بلدان الجزيرة العربية والعراق وإيران وشمال إفريقيا، وفي بعض دول أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا.

"وللفقع" مكانة كبيرة داخل أوساط المجتمع القطري منذ عهد الآباء والأجداد، كما يقول الكواري في مقال له نشر في صحيفة "الشروق" القطرية في يناير الجاري.

ويتسابق أهل قطر بحثاً عن "الفقع"، حسب الكواري، مع ظهوره في هذه الأيام للتمتع به وبطعمه اللذيذ، خاصة أنه يستفاد منه في  علاج بعض الأمراض كتلك التي تصيب العيون.

تراث قطري

حسن بن إبراهيم الأصمخ، رئيس قسم البحوث النباتية بوزارة البلدية والبيئة القطرية، يؤكد أن وزارته تهتم بالحفاظ على "الفقع" لكونه يمثل جانباً من التراث الوطني القطري، مع حرص سكانها على جمعه، وتفضله لأهميته الغذائية.

والاسم العلمي "للفقع"، حسب حديث الأصمخ لصحيفة "لوسيل" القطرية، هو "الكمء"، وهو نبات يخرج من الأرض، ويتميز بلذته، ورائحته العطرة، ويتراوح حجمه بين البندقة والبرتقالة.

ويظهر "الفقع" في قطر- وفق ما يؤكد الأصمخ- في الشتاء بعد هطول الأمطار بـ 50 يوماً، ويعرف بارتفاع ثمنه، بسبب قلة وجوده، ولجهل معظم الناس بأنواعه وأزمنة ظهوره وأماكن نباته.

ويتميز "الفقع" بأنه ذو قيمة غذائية عالية، واحتوائه على كمية كبيرة من البروتينات، خاصة فيتامين (أ)، مع تميزه بلون أبيض ناصع ورائحة قوية مميزة، حسب حديث المسؤول القطري.

ولأهمية "الفقع" التراثية أقامت الحكومة القطرية محميّة طبيعيّة له، تنظّم الرحلات الطلابية إليها؛ للتعرف على أحد الأطعمة التقليدية التي كانت سائدة لدى الأجداد في الصحراء.