ملفات » قرصان المملكة

كيف تم اختراق هاتف بيزوس.. وكيف بدأ الخلاف مع محمد بن سلمان؟

في 2020/01/24

الحرة-

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً مفصلاً تتحدث فيه عن كيفية اختراق هاتف الرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس، وذلك بعد التقارير التي تحدثت عن الموضوع واتهمت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالوقوف وراء هذه الخطوة.

تاريخ العلاقة

بداية لا بد من الإشارة الى الجدول الزمني للنزاع بين بيزوس والسعودية، بحسب ما نشرت وسائل إعلام عالمية، حيث بدأ على خلفية عمل الراحل جمال خاشقجي مع صحيفة واشنطن بوست التي يملكها بيزوس في سبتمبر 2017.

في أبريل 2018 حضر بيزوس حفل عشاء مع ولي العهد وتبادلا الأرقام، بعدها وتحديداً في مايو 2018 تلقى بيزوس ملف فيديو MP4 مشفرا تم إرساله من حساب واتساب الشخصي لولي العهد، وبعدها بدأت كميات هائلة من البيانات بالتسرب من هاتف بيزوس.

وفي أكتوبر 2018 قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول بتركيا، وبحسب وسائل إعلام بين نوفمبر 2018 - فبراير 2019 تلقى بيزوس رسائل واتس آب من بن سلمان قال بيزوس انها تحتوي معلومات خاصة وسرية عن حياته الشخصية.

في يناير 2019 نشرت صحيفة "ذا إنكويرير " (National Enquirer) الشعبية تقريرا عن علاقة لبيزوس خارج إطار الزواج مع لورين سانشيز، وفي فبراير 2019 بيزوس اتهم الصحيفة "بالابتزاز والتهديد".

وبحسب الصحيفة الأميركية فقد تلقى بيزوس بعد ظهر 1 مايو 2018، رسالة على واتساب من حساب تابع للأمير السعودي، وهو عبارة عن مقطع فيديو يزيد حجمه عن 4.4 ميجابايت وفقاً لتحليل من التقنيين الذين كلفهن بيزوس بتحليل بيانات هاتفه لاكتشاف من قام باختراق جهازه من نوع iPhone X.

وكان بيزوس في بحث لمعرفة من اخترق الجهاز منذ أوائل عام 2019، عندما سُربت المعلومات الخاصة إلى صحيفة ناشيونال إنكوايرار وفيها محادثة خاصة بينه وبين صديقته المذيعة السابقة لدى شبكة تلفزيون فوكس، لورين سانشيز، قبل شهر واحد من تسريب تلك الرسائل الخاصة، أعلنت ماكنزي بيزوس، زوجة جيف بيزوس، أنها تخطط للطلاق، مؤكدة أنهما كانا منفصلين منذ "وقت طويل".

تقرير الطب الشرعي الخاص بتحليل محتوى هاتف بيزوس اتهم الأمير السعودي أساسا باستخدام البرامج الضارة التي أنشأتها شركة خاصة للأمن السيبراني للتجسس على بيزوس وتخويفه.

تبقى العديد من الألغاز التقنية حول تسلل هاتف بيزوس، بما في ذلك نوع البرامج الضارة التي تم استخدامها.

ولم يوضح تقرير الطب الشرعي ما إذا كان السيد بيزوس قد فتح الملف الذي تم إرساله إليه عبر حساب واتساب، وقال خبراء الأمن السيبراني إن بعض البرامج الضارة لا تتطلب من أي شخص النقر على الملف ليتم تثبيته على الهاتف.

لم يذكر التقرير أي شركة خاصة للأمن السيبراني تم استخدامها، لكنه أشار إلى أن مجموعة NSO ومقرها تل أبيب وفريق Hacking Team ومقرها ميلانو لديهم القدرات لمثل هذا الهجوم.

وكشف الاختراق أيضا كيف أن منصات المراسلة الشائعة مثل واتساب تحتوي الكثيرمن نقاط الضعف يمكن للمهاجمين استغلالها.

برامج التجسس

في أكتوبر رفعت واتساب دعوى قضائية ضد مجموعة NSO في محكمة اتحادية، مدعية أن تكنولوجيا التجسس الخاصة بـ NSO استخدمت في خدمتها لاستهداف الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان. وقام واتساب، المملوك لموقع فيسبوك، بإصلاح الخلل الذي استخدمته البرامج الضارة.

وقال ديفيد كاي، المقرر الخاص للأمم المتحدة الذي شارك في التحقيق الخاص بشأن محتوى الهاتف: "هذه القضية تسلط الضوء فعلاً على التهديدات التي تشكلها صناعة المراقبة الخاصة التي لا تخضع للقانون والمساءلة، إن الشركات التي تصنع هذه الأدوات تتسم بالبراعة والعدوانية، وهي لعبة قطة وفأر في هذه المرحلة".

وقالت NSO إنها لم تكن متورطة في أي اختراق لهاتف بيزوس، كما رفض واتساب التعليق، كما فعلت FTI Consulting، الشركة التي استأجرها فريق بيزوس لفحص هاتفه.

أصبحت البرمجيات الخبيثة التي تم إنشاؤها لغرض الاختراق، والمعروفة أيضًا باسم برامج التجسس، صناعة تبلغ قيمتها مليار دولار. في حين اتُهمت شركات مثل NSO Group و Hacking Team بنشر برامج التجسس الخاصة بهم مع الحكومات لمراقبة المنشقين وغيرهم، تبيع الشركات الأصغر أيضًا إصدارات أبسط من البرنامج مقابل أقل من 10 دولارات، مما يسمح للناس بالتطفل على أزواجهم أو أطفالهم.

وسرد التقرير برامج التجسس المعروفة باسم Pegasus، التي طورتها مجموعة NSO، وبرامج التجسس التي تسمى Galileo، التي طورها فريق Hacking، كأداتين على الأرجح تستخدم لتنفيذ الهجوم. وأضاف التقرير أن سعود القحطاني، وهو مستشار مقرب من الأمير، يمتلك حصة 20 في المائة في Hacking Team.

وقال بعض خبراء الأمن السيبراني إن هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات حول الاختراق للتحقق من استنتاجات التقرير.