سياسة وأمن » مؤتمرات سياسية

"كورونا" يهدد "قمة 20" في السعودية وإكسبو دبي.. هل تعقدان؟

في 2020/03/14

الخليج أونلاين-

بلغت تهديدات فيروس كورونا المستجد مستويات عالية في العالم، جاعلة الدول تلغي مناسبات مهمة للغاية منعاً لوقوع مزيد من الإصابات بالفيروس.

بلدان خليجية لم تكن بمنأى عن هذا الخطر، بل إن المنطقة الخليجية احتلت بلدانها صدارة الدول العربية في الإصابة بالفيروس، وهو ما أجبر حكوماتها على اتخاذ إجراءات احترازية شديدة.

وأطاحت تلك الاحترازات بأحداث مهمة كان مقرراً انعقادها، وتم التحضير لها بشكل مكثف في وقت سابق.

"إكسبو دبي 2020" فرصة الإمارات الترويجية

في ظل الخسائر التي منيت بها قطاعات اقتصادية عديدة بدولة الإمارات في السنوات الأخيرة، تحاول أبوظبي أن تستغل معرض "إكسبو دبي 2020" الذي من المقرر إقامته في أكتوبر المقبل؛ للترويج التجاري والاستثماري في البلاد للمساعدة في إنعاش الاقتصاد.

والمعرض الدولي مصمم لعرض إنجازات الأمم مرة كل 5 سنوات، ويستمر مدة تصل إلى 6 أشهر، ويستقطب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم.

لكن فيروس "كورونا" أثار قلق منظمي معرض "إكسبو دبي 2020"، وسط خشية من تأجيل الفعالية مع بدء العد التنازلي لانطلاقها.

وقال متحدث باسم المعرض إن المنظمين يواصلون متابعة الوضع على صعيد فيروس "كورونا" المستجد من كثب، ويأملون نجاح الجهود العالمية لاحتوائه.

وأضاف: "يمثل أمان وسلامة كل شخص يزور إكسبو 2020 دبي أهمية قصوى بالنسبة لنا"، وفق ما ذكرت وكالة "الأناضول"، مؤخراً.

وكانت الإمارات، التي اعتبرت أول دول عربية يصل إليها الفيروس القاتل، قد أعلنت ارتفاع عدد المصابين بـ"كورونا" إلى 74 حالة إصابة، في آخر حصيلة رسمية.

وكان موقع "زاوية" الإماراتي المعني بالشؤون الاقتصادية ذكر، في 10 فبراير الماضي، أن شركات السفر والضيافة في دبي قلقة من أن يؤثر تفشي فيروس كورونا على السياحة، وعلى أعمالها، وإمكانية انخفاض أعداد الزوار في واحد من أسواق السياحة الخليجية.

السعودية تؤجل قمماً مهمة

الحال في السعودية لا يختلف عن الإمارات إن لم يكن أكثر سوءاً؛ فقد أعلنت تأجيل ثلاث قمم مهمة قرب موعد انعقادها، خوفاً من انتشار كورونا.

الرياض أعلنت، الأربعاء (11 مارس الجاري)، تأجيل اجتماع مجموعة العشرين للزراعة والماء، الذي كان انعقاده مقرراً في 17 مارس الجاري بالسعودية.

وكان من المقرر أن يناقش وكلاء الزراعة ووكلاء وزارات وأجهزة المياه في بلدان العشرين، خلال اجتماعهم الثاني بالعاصمة السعودية الرياض، تعزيز الأمن الغذائي العالمي، والتعاون في مجال إدارة المياه المستدامة.

ولم يعلن بشكل فوري عن موعد بديل، في ظل غياب أفق لانحسار فيروس "كورونا" الجديد "كوفيد-19" سريع الانتشار.

وتعد قضيتا الأمن الغذائي وإدارة المياه من أشد القضايا العالمية إلحاحاً؛ إذ يفتقر قرابة 800 مليون إنسان إلى الموارد الغذائية اللازمة، بينما ما يزال مليار إنسان يعانون من شح المياه.

والخميس (12 مارس الجاري)، أعلنت وزارة الخارجية السعودية تأجيل عقد القمتين "السعودية - الأفريقية"، و"العربية - الأفريقية"، بعدما كانتا مرتقبتين خلال الربع الأول من العام الجاري، في إطار جهود الوقاية من فيروس "كورونا".

وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية، فإن موعداً جديداً للقمتين سيتم تحديده في وقت لاحق.

وأكد المصدر أن هذا التأجيل يتماشى مع الإجراءات التي أوصت بها الجهات الصحية المختصة للحد من التجمعات.

وجاء هذا القرار بعد التنسيق مع "رئاسة الجانب الأفريقي" وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي.

خيار الفيديو!

نتيجة للخطر الذي يتسبب به فيروس "كورونا" أخذت الدول تعقد اجتماعاتها وقممها عبر تقنية الفيديو، دون اتصال مباشر بين الأفراد المجتمعين.

والثلاثاء (10 مارس الجاري)، عقد قادة دول الاتحاد الأوروبي قمة طارئة عبر الفيديو؛ بحثوا خلالها كيفية "تعزيز تنسيق" التصدي لفيروس كورونا الجديد، مؤكدين في ختامها استخدام "كل الأدوات المتاحة" في سبيل دعم الاقتصادات الأوروبية المتضررة من جراء وباء الفيروس.

في حين أعلن وزير الطاقة بكازاخستان، الخميس (12 مارس الجاري)، أن اللجنة الفنية لمنظمة أوبك والمنتجين المستقلين ما زالت تخطط لعقد اجتماع في 18 مارس، مؤكداً أنه سيعقد عبر الفيديو تجنباً لانتشار فيروس كورونا.

ومع اعتماد تقنية الفيديو لعقد الاجتماعات الدولية المهمة، قد تلجأ السعودية التي أجلت حتى اليوم ثلاث قمم مهمة بسبب "كورونا" إلى عقدها عبر الفيديو.

وفي آخر حصيلة رسمية، أعلنت المملكة العربية السعودية أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد بلغ 86 حالة إصابة.

جدير بالذكر أن الفيروس الغامض ظهر بالصين أول مرة في 12 ديسمبر 2019، بمدينة ووهان، لكن بكين كشفت عنه رسمياً منتصف يناير الماضي.

وينتشر الفيروس اليوم في أكثر من نصف دول العالم، لكن أكثر وفياته وحالات الإصابة موجودة في الصين وإيران وكوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا.