مجتمع » حريات وحقوق الانسان

انتقادات دولية لجحيم يتعرض له أفارقة في سجون سعودية

في 2020/09/03

متابعات-

واصلت صحف بريطانية نشر تداعيات تحقيقها الحصري الذي نشرته إحداها قبل يومين، حول "الجحيم الذي يعانيه العمال الأفارقة" المهاجرون في المملكة العربية السعودية داخل معسكرات الاحتجاز الخاصة بالمشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا.

واهتمت "الديلي تليغراف" في تقريرها بمتابعة ردود الفعل الدولية، وجاء بعنوان "الإدانات الدولية تنهال على السعودية بعد تقرير التليغراف الاستقصائي حول مراكز الاحتجاز الرهيبة".

وتوضح الصحيفة أن التقرير الأول كشف عن تكدس المهاجرين في مراكز الاحتجاز في ظل ظروف قاسية، ودرجات حرارة مرتفعة؛ مما أدى إلى وفاة بعضهم، علاوة على خضوعهم لعمليات تعذيب وجلد من قبل الحراس، والإساءة إليهم بشكل عنصري.

ويشير التقرير إلى أن أحد المقاطع المصورة التي وصلت إلى الصحيفة تظهر حال المهاجرين "البائسة" في مراكز الاحتجاز، ويمكن فيها سماع صوت واهن لأحدهم يقول: "انظروا إلى هذه الحال وافعلوا شيئاً لأجلنا من فضلكم".

كما يوضح التقرير أن التحقيق الذي نشرته "صنداي تلغراف" أثار "عاصفة عالمية من الانتقادات من جانب منظمات حقوق الإنسان والسياسيين، وحتى نشطاء حملة "حياة السود مهمة" ضد أسلوب السعودية في التعامل مع المهاجرين".

وأشار إلى أن "الحكومة البريطانية أعربت عن قلقها العميق ومعارضتها الرسمية للوضع، وطالبت الرياض بإجراءات فورية لمعالجة الأمر".

ويضيف التقرير أن الملف أثار أيضاً تفاعلات كبيرة في وسائل إعلام عربية، حيث تناولته محطات تلفزيون ومواقع عربية مهمة ما أثار استجابات غاضبة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة لم تذكر اسمه، أن "المنظمة قد فتحت بالفعل تحقيقاً في الموضوع".

وكانت "صنداي تلغراف" البريطانية كشفت، في 30 أغسطس الماضي، عن حبس آلاف المهاجرين الأفارقة في السعودية في معسكرات شبيهة بمعسكرات العبيد في ليبيا، للحد من انتشار فيروس كورونا.

ونشرت الصحيفة، الأحد، صوراً أرسلها مهاجرون محتجزون داخل المعسكرات للصحيفة، تظهر عشرات الرجال بحالة هزال بعد أن أصيبوا بالشلل بسبب الحرارة العالية في الدولة العربية، التي تعد إحدى أغنى دول العالم.

وقالت إنّ المحتجزين "مستلقون بلا قمصان في صفوف مكتظة بإحكام في غرف صغيرة ذات نوافذ بقضبان".

كما أظهرت إحدى الصور التي نشرتها "تلغراف" جثة مغطاه، يقول المحتجزون إنها لـ"مهاجر مات من ضربة شمس".

وأشار المهاجرون إلى أنهم "بالكاد يحصلون على ما يكفي من الطعام والماء للبقاء على قيد الحياة".

وحسب الصحيفة، كشفت صورة أخرى انتحار شاب إفريقي محتجز منذ أبريل بعد فقده الأمل، كما قال أصدقاؤه.

وتمكنت "صنداي تلغراف" من تحديد الموقع الجغرافي لاثنين من المراكز؛ أحدهما في الشميسي، قرب مدينة مكة المكرمة، والآخر في جازان، وهي مدينة ساحلية قرب اليمن.

وبدأت السلطات السعودية احتجاز المهاجرين الأفارقة عندما ضربت جائحة كورونا البلاد في مارس الماضي، وخشية من أن يكون المهاجرون، الذين يقيمون في كثير من الأحيان في ظروف مزدحمة، بمثابة ناقلين للفيروس.

وعليه فقد رَحَّلت أجهزة الأمن السعودية ما يقرب من 3000 إلى إثيوبيا في الأيام العشرة الأولى من أبريل الماضي.

يشار أن هناك مراكز احتجاز أخرى مكتظة بالنساء ولكنها منفصلة عن تلك الخاصة بالرجال، حسب الصحيفة ذاتها.