خاص الموقع

الزيّارة السّعودية لموريتانيا ..هل لها علاقة بالتّطبيع؟

في 2020/10/13

(أحمد شوقي/راصد الخليج)
في توقيتٍ يشهد أزمة عالميّة جَعلت من جميع الدول تنكفئ على ذاتها اقتصادياً، وفي وقتٍ تمرّ به دول الخليج ذاتها بأوضاعٍ صعبةٍ وفقاً لجميع التّقارير المعتَبرة، وفي وقتٍ يشهد أزمات حادّة في سوريا ولبنان ومصر، تكاد تهدّد هذه الدّول بخللٍ كبيرٍ في الإستقرار، قامت المملكة السعوديٍة بخطوةٍ غريبةٍ من حيث التّوقيت، حيثُ وصل وزير الدولة السّعودي لشؤون الدول الأفريقيّة أحمد بن عبد العزيز القطّان، إلى نواكشوط في زيارةٍ لموريتانيا.

وأكّد الوزير خلال الزيارة أنّ المملكة بصدد إرسال وفد من الصّندوق السّعودي للتنمية لمراجعة المشاريع التي يموّلها في موريتانيا، والنّظر في تمويل مشاريع جديدة إذا أمكن القيام بها.

ونقلت وكالة الأخبار الموريتانيّة عن الوزير السّعودي في تصريحٍ للإعلاميين عقب لقاء جمعَه مع الرّئيس محمد ولد الغزواني بالقصر الرئاسي، أنّه ناقش مع الرّئيس المشاريع الإنمائيّة التي يموّلها الصندوق السعودي للتّنمية في موريتانيا، وتطرّق اللّقاء للدّور الذي تقوم به المملكة العربيّة السعوديّة في مُساندة ودعم مجموعة الخمس في السّاحل لمُحاربة الإرهاب.

وكقضية منطقيّة، يمكنُنا أن نقول أنّه بما أنّ السّعودية مأزومة ولا تقدّم مُساعدات إلّا لأسباب سياسيّة، إذن هناك سبب سياسي لهذه الخطوة، ونضيف أنّه وبما أنّ هناك أزمة طارئة مُضافة للأزمة العامّة، إذن هناك سبب سياسي طارئ وعاجل وراء الزّيارة والخطوة السّعوديّة.

يُمكننا هنا الإستشهاد بما قاله موقع "أفريكا إنتلجنس" الفرنسي، منذ خمسة أشهر، حيثُ ذكر الموقع أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حاول إقناع رئيس موريتانيا محمد ولد الشّيخ الغزواني، بتفعيل علاقات بلاده مع "إسرائيل" مجدّداً وذلك خلال زيارة الرئيس الموريتاني إلى الرّياض وأبوظبي في شباط/فِبراير الماضي.

وأوضح الموقع أنّ زيارة رئيس موريتانيا إلى الرّياض لم تسِر على ما يُرام إذ تخلّلتها إشادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمام الصّحافة، بالرئيس الموريتاني السّابق محمد ولد عبد العزيز ما أدّى إلى انتهاء الزّيارة من دون إعلان أي دعم سعودي لموريتانيا.

ولفت الموقع إلى أنّ رئيس موريتانيا فوجئ بطلب ولي عهد السعودي منه التّواصل مع رئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو، فردّ الغزواني أنّ الأمر يتطلب سياسة عربيّة موحّدة تجاه "إسرائيل".

إضافةً إلى ذلك، تواترت التّقارير التي تُفيد بأن رشّحت موريتانيا والسودان مرشّحين للإلتحاق بالمطبّعين العرب الجدد، وذلك بعد إبرام الإمارات والبحرين اتفاقاعلى التطبيع مع الكيان المحتلّ.

وكانت الخارجيّة الموريتانيّة قد أكّدت في تصريحً لموقع العربي الجديد أنّه لا نيّة لموريتانيا في تطبيع العلاقة مع الكيان الصهيوني.

إلّا أنّ موريتانيا أعلنت عن دعمها لدولة الإمارات في المواقف التي تتّخذها وفق مصالحها ومصالح العرب والمسلمين وقضاياها العادلة!

وأكّدت موريتانيا ثِقتها المُطلقة في أنّ قيادة الإمارات تُراعي مصالح الأمّة والشّعب الفلسطيني في أي موقف تتّخذ!.

بالعودة لزيارة القطّان لموريتانيا، فقد أكّد القطّان شكر وتقدير حكومة المملكة العربيّة السعوديّة لمواقف موريتانيا التي وصفها بالمشرّفة والإيجابية تجاه مختلف القضايا التي تهمّ السعوديّة، مشيراً إلى أنّه أوضح للرّئيس ولد الغزواني أنّه سمِع خلال جولته الإفريقية من كافّة الرؤساء الذين قابلهم تطابُق وجهات النّظر إزاء هذه القضايا.

يبدو أنّ هناك جزرة سعودية مقدّمة لموريتانيا، لتعويض التلكؤ السوداني، للخروج بأيّ إنجاز قبل الإنتخابات الأمريكية التي اقتربت كثيراً ولا يعرف ترامب كيف يُنقذ وضعه البائس بها وفقاً للاستطلاعات.

هل تحوّل الخليج إلى بئر للتّطبيع والخِيانة إمّا مطبعا وإمّا عراباً؟!