سياسة وأمن » تصريحات

مفاوضات الدوحة: الفجوة لا تتقلّص

في 2024/03/21

متابعات- 

تسلّم الوسطاء ردّ إسرائيل على ردّ حركة «حماس»، على مقترح «باريس 2». وبحسب ما أفاد به القيادي في الحركة، أسامة حمدان، فإن «رد الاحتلال جاء سلبياً، ولا يستجيب لمطالب شعبنا». وأشار حمدان إلى أن «حماس قدّمت رؤيتها في ما يتعلّق بملف تبادل الأسرى وأبدت إيجابية ومرونة عالية»، لكن «الاحتلال يصعّد جرائمه ضد شعبنا مع كل جولة مفاوضات (...) ونتنياهو وحكومته الإرهابية ومن يدعمونه يتحمّلون مسؤولية تعطيل جهود إنقاذ صفقة التبادل». وأكّد أن «الاحتلال تراجع عن موافقات قدّمها للوسطاء سابقاً، إمعاناً في المماطلة، ما قد يوصل المفاوضات إلى طريق مسدود».وعليه، فإن «التوصّل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل ليس وشيكاً، لكن المحادثات تحرز تقدماً بطيئاً»، وفق مصادر مطّلعة تحدثت إلى صحيفة «وول ستريت جورنال». وأفادت هذه المصادر بأن «الاتفاق على إطلاق سراح 40 أسيراً إسرائيلياً مقابل هدنة من 6 أسابيع، حُسم تقريباً، والتفاوض على التفاصيل». وفيما أقرّت بأن «حماس تُبدي مرونة في الاتفاق على الأسماء التي سيتمّ إطلاق سراحها من السجون الإسرائيلية»، فهي أكّدت أن «الحركة تُصرّ على عودة سكان شمال غزة إلى مناطقهم». من جهتها، توضح مصادر مطّلعة على المفاوضات، في حديث إلى «الأخبار»، أن «هنالك خلافاً بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في الأهداف والأولويات، وهذا يظهر في التفاوض بوضوح، حيث يجهد الإسرائيليون في بحث مسألة تبادل الأسرى، ويولونها الاهتمام الأكبر، ويناقشون في الأسماء والتفاصيل الصغيرة في هذا السياق. ولكن حماس تبدو أكثر إصراراً على بحث المسألة الإنسانية في القطاع، وخصوصاً في شماله، وضرورة إيصال المساعدات، وانسحاب العدو من مناطق محددة للسماح بعودة النازحين إلى الشمال، وتضع مسألة الأسرى في المرتبة التالية لهذه المطالب».

وبحسب المصادر نفسها، فإن «العدو لا يزال مصراً على عدم سحب قوّاته من الطرقات الرئيسية، وخصوصاً شارعي الرشيد وصلاح الدين، الواصلين بين الجنوب والشمال»، إذ يعتقد أنه بذلك يخسر واحداً من منجزات الحرب بنظره، وهو تهجير أهالي الشمال، وتحقيق سيطرة كاملة على المداخل والمخارج، ما يمنحه أفضلية أمنيّة واضحة. كما يرفض العدو، وفق المصادر، أن يكون لحركة «حماس» أي دور أو صلة بتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، لأنه يعتقد أن عودة النازحين، واستعادة الحركة سيطرتها المدنية في الشمال، سيعنيان خسارة ما يعتبرها «إنجازات» الحرب. ومن هنا، بحسب ما نقلته «القناة 14» العبرية عن مصادرها، فإن «تعليمات لوفد التفاوض الإسرائيلي، صدرت، بعدم الموافقة على وقف إطلاق نار ضمن صفقة تبادل»، في وقت تظاهر فيه عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين في تل أبيب، وقطعوا طرق أيالون، واحتجّوا أمام منازل الوزراء. وعلى الرغم من كل تلك التعقيدات، يتجنّب طرفا التفاوض، ومعهما الوسطاء، حتى الآن، إعلان انهيار جولة المباحثات الجارية في الدوحة، والتي من المتوقّع أن تستمرّ لمدة تتجاوز الأسبوع الواحد، في حال لم يستجدّ ما يدفع الى انهيارها بسرعة.

من المقرّر أن يلتقي بلينكن، اليوم، الرئيس المصري، حيث سيكون محور النقاش العملية العسكرية الإسرائيلية المتوقّعة في رفح

وعلى صعيد موازٍ، تحتضن القاهرة، اليوم، الاجتماع الثاني من نوعه خلال أقلّ من شهر، بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزراء خارجية «المجموعة السداسية العربية» (الأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر والسلطة الفلسطينية)، بهدف إجراء مناقشات موسّعة حول مستقبل الوضع في غزة خلال مرحلة ما بعد الحرب، على أن تعقب ذلك سلسلة لقاءات مماثلة على مستويات مختلفة لمناقشة الملف الذي باتت الولايات المتحدة تعدّه مدخلاً أساسياً لوقف الحرب. ويأتي الاجتماع السداسي الذي رُتّب على عجل، بناءً على طلب أميركي، بغرض وضع خطط عملية لـ«اليوم التالي»، الذي يشكّل مصدر قلق أساسي للولايات المتحدة وإسرائيل، حيث يروّج الأميركيون أن «تل أبيب تخشى إيقاف الحرب في الوقت الراهن، كونه سيسمح للفصائل الفلسطينية باستعادة قوتها العسكرية والمدنية، واستعادة القدرة على تهديد إسرائيل».

وبينما قدّمت القاهرة، مع أطراف عربية أخرى، «تصوّرات» قائمة على إتمام «المصالحة الفلسطينية»، وإعادة هيكلة السلطة، بما يسمح باستيعاب الفصائل الأخرى خلال المرحلة الانتقالية، إلى حين إجراء انتخابات، فإن معضلة رئيسيّة تواجه هذا المسار، وهي تفاقم الخلافات بين الفصائل والسلطة في رام الله، وعدم تنفيذ الأخيرة ما يجري الاتفاق عليه، أو عدم استجابتها للنقاشات المطروحة أصلاً. ويتزامن ذلك مع اشتباكات بالأسلحة، وقعت مساء أمس، بين مقاومين في مدينة جنين في الضفة الغربية، وعناصر الأمن التابعين للسلطة، خلال تشييع مقاومين شهداء كان قد قتلهم الجيش الإسرائيلي قبل ساعات.

ومن المقرّر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي، اليوم، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حيث سيكون محور النقاش العملية العسكرية الإسرائيلية المتوقّعة في رفح، والمخاوف المصرية في هذا الخصوص. وكان بلينكن قد وصل إلى السعودية أمس، وسيزور مصر اليوم، على أن يحطّ غداً في تل أبيب، ضمن جولته الإقليمية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين عدم توقّعهم أن «تسفر الزيارة عن اختراقات كبيرة»، وإعرابهم عن «أملهم بأن تدفع المباحثات إلى الأمام». وفي مقابلة مع قناة «الحدث» السعودية، قال بلينكن «نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة»، مؤكداً أن واشنطن «عرضت على إسرائيل بدائل للعمل في رفح». وأضاف: «سأناقش في جولتي الحالية الحكم في غزة بعد الحرب (...) ولدينا تصوّر عن سلام دائم في المنطقة سنبحثه مع اللجنة السداسية».