سياسة وأمن » دراسات أمنية

برنامج للدعم الأمني

في 2015/10/17

كافية الكعبي- الخليج الاماراتية-

أطفال اليوم أجيال الغد .. يواجه الأطفال العديد من المخاطر والتحديات في المجتمع، وأحد أهم هذه المخاطر إذا ما ضاع أحدهم في مكان ما، فكيف سيكون الوضع؟ وهناك شريحة كبيرة من ذوي الإعاقة الذين ليست لديهم المقدرة على التعريف بعناوين إقامتهم، أو حتى تحديد أرقام هواتف ذويهم، والطفل قد لا يجيد لغة التحاور مع المجتمع، إما لأسباب ضعف اللغة لديه، وفي كثير من الأحيان انعدامها بسبب إعاقة ألمّت به.

ولعلّ ما حدث لي شخصياً في التجربة المريرة التي خاضتها الأسرة عندما خرجت ابنتي المصابة بالتوحد وضاعت في يوم عاصف، هو ما دفعني للتفكير في حل يوفر الأمان لهذه الفئة الهامّة التي هي عماد الحاضر وركيزة المستقبل لكل الأوطان، هناك حلول معروضة للبيع، ولكني أردت أن يكون الحل مكمّلاً لدور بلادي في توفير الأمن والأمان للمجتمع بأسره، فكانت فكرة برنامج «Seif-Mark»، حيث سيوفر هذا البرنامج الدعم الأمني للأسر كي تنخرط بأمان وسهولة في كل فعاليات المجتمع، لأنه يعتمد على نظام خاص سيتم تطويره لمتابعة الشخص المستفيد من هذا البرنامج في أي مكان، وطريقة عمله بسيطة تُمكّن الجميع من الاشتراك وتوفير الحماية لأبنائهم، والنظام سيعمل بأسلوب عالي التقنية يمكّن الوصيّ أو الجهة المسؤولة من متابعة الطفل المستفيد من هذا البرنامج في أيّ مكان.

الإمارات أثبتت للعالم أنها موطن الأمن والأمان، والطّفل في الإمارات يحظى برعاية خاصّة وعناية فائقة، وله في جميع مراحل عمره اهتمام من جميع أجهزة الدّولة، له خصصت الدولة دور الرعاية الصحيّة، والتعليمية، والترفيهية، ومن أجله تمت صياغة مواد قانونية صارمة لتحميه وتتعهده بالرعاية، والدولة من السباقين إلى توقيع معاهدات حضر العمالة الصغيرة والداعمين للحفاظ على كرامة الطفل وصون جسده الصّغير وروحه البريئة، والمجتمع في تناميه المطّرد ترد فيه بعض المخاطر على الطّفل والكبير على السواء، ولكنها في عُرف الإمارات غير منسيّة، ونحن كأفراد في هذا المجتمع الذي وسِع أبناء العالم أجمعين، يجب علينا أن نبادله عطاء بعطاء، وخيراً بخير، والتفكير في زرع ثقافة الوقاية يتأتّى من المجتمع قبل الجهات المعنيّة، وتقديم المقترح سيعود بالنّفع على الجميع.

يُعّد «Seif-Mark» إضافة أمنية جديدة ومتميّزة، وهذا البرنامج قد يحظى بقدر عالٍ من النجاح الذي سيستقطب المجتمع المحلّي بأسره، سواء كان ذلك على الصعيد الفردي أو المؤسسي، وقد يكون الجهد في تطويره أن يصل للعالمية فيدفع بأمن الطفل وأمانه علامة تجارية جديدة عنوانها الإمارات، وقد يكون ثمرة برامج مجتمعية أخرى تعمل على رفد كل ما يتناسب مع حياة الأسرة في مجتمع خالٍ من المخاطر والمهدّدات التي تنغّص من صفو الحياة ورغد العيش على أرضها.