دعوة » مواقف

الجهاد ضد الإسلام والمسلمين!

في 2015/11/16

خالد السليمان- عكاظ السعودية-

استعاد كثيرون البارحة تحذير الملك عبدالله (رحمه الله) للمجتمع الدولي من خطر تمدد الإرهاب ووصوله إلى أوروبا وأمريكا إذا لم تبادر دول العالم إلى التصدي له ومعالجة أسبابه في الشرق الأوسط!.

فالتنظيمات الإرهابية التي وجدت في بيئة الفوضى والإقصاء والقمع مناخا صالحا لنموها، أصبحت اليوم قادرة على تجاوز حدود المنطقة خاصة مع عجز المجتمع الدولي عن فرض رحيل نظام الأسد في سوريا وتصويب المسار السياسي في العراق ومنع التدخلات الإيرانية في شؤون جيرانها وكبح جماح العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني!.

أما المسلمون فإنهم اليوم يدفعون ثمن استغلال الدين الإسلامي في ممارسة الإرهاب وتجنيد المقاتلين باسم الإسلام وقتل الأبرياء تحت راية الجهاد الزائف، ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك والمسلمون يسددون فواتير تقنع الإرهاب بالإسلام والجهاد!.

أما من هبوا لتبرير العمليات الإرهابية للتنظيمات الجهادية كداعش وغيرها، فإنهم لم يستوعبوا درس تبرير عمليات تنظيم القاعدة ضد المصالح الغربية وتميزت نظرتهم بالقصر عندما أفاقوا على حقيقة أن القاعدة لم تعد تميز بين الكفار والمسلمين في تنفيذ عملياتها واستهداف ضحياها كما حصل في معركتنا الطويلة داخليا مع الإرهاب طيلة عقدين من الزمان، وهو ما تفعله «داعش» اليوم التي تقتل من المسلمين في سوريا والعراق وغيرهما أكثر مما قتلت من غير المسلمين وتعطي مبررا للتدخلات الأجنبية في أفغانستان والعراق وبقاء الأسد في سوريا!.

لقد أصبح الإسلام أكثر غربة وأصبح المسلمون أكثر عزلة منذ رفع الجهاد المتقنع بالإسلام راياته السوداء، ولم تعد معركته مع الكفار، بل مع المسلمين أنفسهم، وباتت هزيمة هذا الإرهاب مسؤولية إسلامية، فهو يستهدفهم من الداخل ويتخذ ذريعة لاستهدافهم من الخارج!.