دعوة » مواقف

إرهابيون بلا دين (1)

في 2015/11/17

سلوى العضيدان- الاقتصادية السعودية-

"كلمة إرهاب مشتقة من الفعل أرهب ويقال، أرهب فلانا: أي خوَّفه وأفزَعه". الإرهاب لا يعتبر مفهوما حديثا، بل ارتبط بوجود الإنسان على هذه الأرض. أول ضحية للإرهاب كان هابيل الذي قتل على يد أخيه قابيل دون مراعاة للأخوة بينهما، وهذا امتداد للإرهاب في زماننا الحالي الذي ينحر فيه الابن والده أو ابن عمه بحجة نصرة الدين، لكن الحقيقة أنه انتصار للنفس ممن يخالفها!

على مدار الزمن استمر الإرهاب، مرورا برجل الكهف الذي كان يستخدم أسلحته البدائية في فرض رأيه بالقوة والسيطرة وترويع من يخالفه بالقتل والعنف، مرورا بأيام الجاهلية حين ساد مفهوم الإرهاب من خلال عمليات السلب والنهب والإغارة بقوة السلاح لتحقيق مطالب سياسية ورئاسية ومادية، وإرهاب المجتمع بأفكار دموية مخيفة كالعار الذي كان يفرض على والد الجارية دفنها بالتراب وهي حية، واستخدام المرأة كوسيلة للمتعة والمتاجرة كما تفعل "داعش وطقتها" حاليا من سبي للنساء وبيعهن، مرورا بالإرهاب الدموي الذي تجرأ على قتل صحابة الحبيب عليه الصلاة والسلام "عمر وعثمان وعلي" رضي الله عنهم وأرضاهم، مرورا أيضا بالإرهاب السلطوي الاستبدادي الذي صاحب ما قبل الثورة الفرنسية وتسبب فيها، إلى الإرهاب المغولي الذي أسقط بغداد وعاث فيها فسادا وقتلا واغتصابا لنسائها، وتشويها لحضارتها وحرقا لكتبها و و و، والقائمة تطول!

لكن الإرهاب في زمن التكنولوجيا أصبح أكثر دموية وخلطا للأفكار وأشد شراسة ووحشية وذلك لسهولة وصول فكر ومعتقد هذه الفرق الإرهابية الضالة إلى فئات المجتمع كافة من خلال تنوع وسائل التواصل الاجتماعي كـ "تويتر وسناب شات وإنستجرام وتليجرام وفيسبوك وواتساب"، وتغلغلها إلى عقول كثير من المغفلين والسذج و"المفتونين" بفكرة الخلافة الإسلامية واستخدامها الدين كمظلة تحمي بها "هرطقاتها" التي لا تمت للدين بصلة، في ظل غياب الرقيب الداخلي "الذي يكون في حالة "تنويم مغناطيسي"، منقادا بلا فكر ولا تعقل ولا تقدير للنتائج الدنيوية والآخِرِيَّة، ودون وجود الرقيب الرسمي على هذه المواقع. أما الرقيب الأسري فأظنه في خبر كان!

"داعش" التي تتبنى معظم العمليات الإرهابية الدموية التي تحدث سواء كانت في بلد إسلامي أو غير إسلامي، هي من أكثر الفرق التي استخدمت سلاح الأفكار واستهدفت عقول الشباب من خلال التأثير فيهم، بهذا السلاح الخطير.

في مقالي القادم سأحدثكم عن (سلاح الأفكار) وكيف نحمي شبابنا بحول الله تعالى.

وخزة

يقول توماس باين (محاولة التحاور مع شخص تخلى عن أي منطق أشبه بإعطاء الدواء لجثة).