دعوة » مواقف

إلى ناصر العمر: من هم المنافقون يا فضيلة الشيخ؟

في 2015/11/18

علي سعد الموسى- الوطن السعودية-

ولولا أنني قرأت التغريدة على حسابه الشخصي لداخلني الشك أن الدكتور ناصر العمر لم يكتبها بيده حين يقول (تسارع المنافقين لإرضاء أعداء الأمة والملة، داء قديم يتجدد عند كل أزمة "فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة"). وبالطبع فإن الدكتور ناصر العمر كان يعلق على ردة الفعل على أحداث باريس الأخيرة. صاحب الفضيلة: أولاً، أضئ لنا وأمامنا خارطة الطريق فقد نكون بنينا مواقفنا تجاه إرهاب باريس على طريقة "المنافقين" الذين عبرت عنهم في تغريدتك. ولكننا أيضاً في حيرة يا صاحب الفضيلة في توصيف "المنافقين" فقد كان معنا في بيانات الشجب والإدانة والإنكار الواضح الصريح هيئة كبار العلماء ورابطة العالم الإسلامي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف، مثلما كان معنا في بيانات وجمل الإدانة والإنكار آلاف العلماء المسلمين من الداخل أو من الخارج. كان معنا يا صاحب الفضيلة زعماء دول إسلامية وفيهم ومن بينهم من اشتغل مكتملاً بالهم الإسلامي، وأنا واثق يا صاحب الفضيلة أنك تعلم تماماً أن "الرياض" كانت من أوائل دول العالم التي سارعت إلى الإدانة والاتصال بالرئيس الفرنسي. وأمام هذا الطيف الواسع من العلماء والهيئات والاتحادات الإسلامية سأعترف لكم يا صاحب الفضيلة أنني لم أعد أعرف من هو المنافق ومن هو الذي في قلبه مرض.

تعلم، ثانياً، يا صاحب الفضيلة أن جسد الكتلة الإسلامية اليوم في غرب أوروبا يفوق ربما عدد حاملي جنسيات دول الخليج. هؤلاء يا صاحب الفضيلة في غاية القلق والخوف من التبعات القانونية والأخلاقية ومن هاجس الحصار المجتمعي. تعلم يا صاحب الفضيلة أن هذه الملايين المسلمة في المهجر قد أعطيت من الحريات وعلى رأسها حرية العبادة ما لم يحصلوا عليه في دولهم ومجتمعاتهم الأصل. تعلم يا صاحب الفضيلة أن كل هذا الطيف الواسع لا يدين ولا ينكر سوى أفعال "داعش"، وأظنك يا فضيلة الشيخ لم تقرأ بيانها حين تبنت إرهاب باريس تحت ذريعة "أعداء الأمة" حين ورد المصطلح نفسه في بيانها لمرتين. ماذا ستقول يا صاحب الفضيلة للمئات من الإخوة الكرام من أئمة مساجد فرنسا وكل فرد منهم ينتظر فرصة للحديث إلى أي شاشة ولو لدقيقتين؟ وماذا ستقول للعشرة الكبار من أصحاب الفضيلة الذين نذروا حياتهم لرئاسة العمل الإسلامي في فرنسا؟ وماذا ستقول أيضاً يا صاحب الفضيلة في حق أكثر من 300 جمعية إسلامية تعمل لهداية جالياتها المسلمة على التراب الفرنسي وكلها أدانت وشجبت وأنكرت؟ هل كل هؤلاء يا فضيلة الشيخ من سرب المنافقين أو من طوابير الذين في قلوبهم مرض. صاحب الفضيلة: العالم الرباني المسلم لا يقبل العيش في "كانتون" مغلق، بل يرفع رأسه عالياً كي يقرأ باكتمال وكمال صورة العالم من حوله.