مجتمع » حريات وحقوق الانسان

حين تكون المرأة يرتبك القرار!

في 2015/11/28

د. هيا عبد العزيز- الخليج الجديد-

مازال حضور المرأة يشكل ارتباكا لقرار الكثير من المسؤولين ففي حين تطلب منهم وزارة الشؤون البلدية المشاركة بالانتخاب ترشيحا وتصويتا بقرار من المقام السامي نجد مسؤولي التنفيذ ضاقت بهم السبل في صوت المرأة فهل يجعلها تتواصل مع منتخبيها بالصوت أم برسائل هاتفية أم برسائل الحمام الزاجل.. ثم جاءت وزارة العمل لتؤكد حالة الارتباك في حضور المرأة حيث ينص نظامها على عقاب المرأة في حال عدم التزامها بالحجاب الشرعي.

لن أقف عند مقدار العقوبة فهذا ليس مهماً بذاته ولكن العمق في القرار يكشف عن استمرار وصايتنا على المرأة وعدم ثقتنا في قدرتها على الحفاظ على نفسها وعدم ثقتنا بمجتمعنا بأكمله.. في تعامله مع المرأة.. وكما اسلفت فقد كان قبل هذا القرار تعليمات ادارات التنفيذ في وزارة الشؤون البلدية بمنع المرأة من التواصل مع منتخبيها بالصوت مؤكدة معاقبة من تقوم بذلك بمبلغ عشرة الاف ريال..!

إشكالية حضور المرأة باتت تحاصر كثيرا من المسؤولين خاصة ممن يبحثون عن حضور وقبول شعبي دون اعتبار للمصلحة العامة ونظرة مستقبلية لما يجب ان نكون عليه ان إردنا اللحاق بالركب وليس الانعزال.

قرار وزارة العمل يفترض أن المرأة السعودية لا تستطيع الحفاظ على نفسها وحشمتها الا بقرار حكومي وعقوبة مالية.. هل يعقل أن هذه السيدة التي اشغلت مطارات العالم برفضها خلع نقابها لن تلتزم بحجابها في بلادها، أم هو القلق الدائم في حال حضور المرأة في المشهد الاجتماعي والفضاء العام..؟

من تابع السيدات اللاتي مثلن الحضور الأول في عالم التجزئة كبائعات ومحاسبات يجد أنهن يلتزمن بكامل الحشمة وفق معايير مجتمعنا وليس وفق معايير تركيا أو ماليزيا وهما من الدول الاسلامية.

حالة الارتباك في قرارات بعض المسؤولين للأسف لا تتفق مع سياسة قادة البلاد والتي تضع كامل ثقتها في المرأة السعودية.. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله يستقبل الرموز النسائية مع اخوتهن الرجال بكل ثقة وتقدير مع توقعات عالية الايجابية من المرأة وهن شقيقات الرجال ومربياتهم.. المرأة هي مدرسة التربية الاولى في حياة كل انسان..

الاشكالية الاضافية في حضور المرأة وقبوله وتحجيمه باتت ترتبط للأسف ببحث بعض المسؤولين عن شعبية في مواقع التواصل الاجتماعي حيث تجد أن بعض المسؤولين يتخذ القرار الخاص بالمرأة وهو تحت تأثير صراخ مرتادي تويتر على وجه الخصوص..

وهذا طبعا منهج ضعيف في تحمل المسؤولية فأنت مساءل امام الله ثم أمام ولي الأمر وامام مجتمع بأكمله وليس أمام شرائح تعتقد أنها وصية على مجتمعنا وعلى افراده.. وخاصة على نسائه.. وتحديدا فيما يرتبط بحشمتهن وقيمهن فهذا جرح للجميع والتشكيك بنسائنا واظهارهن ضعيفات القيم والقدرة على حماية انفسهن وانهن غير جديرات أن يكن شريكات فاعلات في التنمية والبناء..

المسؤول الذي يعمل ويتخذ قراراته وهو تحت تأثير صرخات مرتادي تويتر عليه أن يستقيل ويترك الميدان لمن يعمل وهو تحت تأثير القسم أمام ولي الأمر لخدمة مصلحة البلاد وخدمة اهلها بما يتفق مع نظام الحكم الاساسي للبلاد والمرتكز على شريعة الاسلام السمح، الشريعة التي كرمت الانسان دون تمييز ولم يكن ديننا يوما دين شك او ريبة في عباد الله سواء في نسائهم او رجالهم.