مجتمع » حريات وحقوق الانسان

لنوقف «العنف» ضد المرأة

في 2015/11/30

نورة المنصوري- الأيام البحرينية-

عندما نتطرق للعنف يرد في خيالنا معان كثيرة، كالقسوة والضرب والشتم، وحيث ان ظاهرة العنف ليست بحديثة وإنما يعود تاريخها الى المجتمع الانساني الاول من حكاية قابيل مع أخيه هابيل ومنذ ذلك اليوم شهدت البشرية اصنافا لا تحصى كما من مظاهر القوة والعنف والذيكانت سببا مباشرا للعديد من القصص المأساوية التي تطالعنا بها وسائل الاعلام أو نشهدها بأنفسنا.

ويعرف العنف بشكل عام بأنه سلوك عمدي سواء كان لفظي او غير لفظي ويتضمن مواجهة الآخرين ماديا او معنويا وهو مصحوب بتعبيرات تهديدية وله اساس غريزي.

والعنف ضد المرأة هو أحد أشكال العنف وهو يختص بأية اعمال عنيفة تمارس بشكل متعمد، حيث تم تعريفه من قبل الامم المتحدة بأنه أي ممارسة عنيفة على الجنس ومن الممكن ان يكون ايذاء جسديا او نفسيا مثل: التهديد، الحرمان ومنع الحريات.

ومع نهوض الحركة النسوية في السبيعينات من القرن العشرين اصبح العنف ضد المرأة من الموضوعات ذائعة الصيت اذ تزايد الاهتمام بها في كل المجتمعات المعاصرة باختلافاتها الثقافية.

وفي مملكة البحرين تشير الاحصائيات الصادرة من وزارة الداخلية في عام (2001 – 2004) الى ان حوالي 1344 حالة معنفة وتتدرج ضمن جرائم الاعتداء الجسدي والجنسي واللفظي، وفي عام (2005 – 2006) اجرى المجلس الاعلى للمرأة دراسة بعنوان (العنف الموجهضد المرأة في مملكة البحرين) واوضحت بأن الرجل هو اكثر الممارسين للعنف ضد المرأة.

ويرتبط ذلك ايضا بمستوى دخل الاسرة فكلما قل دخل الاسرة ازدادت احتمالات العنف، كما كشفت الدراسة عن أن المرأة المعنفة تعتمد على ثلاث استراتيجيات الا وهي الصمت والبقاء خوفا من الفضيحة والطلاق والخوف من فقدان حضانة الاطفال، وأوصت الدراسة الى ضرورةاجراء التعديلات على المستوى التشريعي من خلال تحديث قانون احكام الاسرة والمستوى القانوني في تعجيل وثيقة الزواج وتحديد سنه القانوني وسن قوانين رادعة لممارسي العنف واعادة النظر في ما تبثه وسائل الاعلام وتعديل الصورة النمطية على المستوى الاعلامي وامابالنسبة للمستوى الاجتماعي فقد تم توفير مراكز ايواء للنساء المعنفات واطفالهن وتعزيز ضمانات نفقة للمعنفات.

وكما قالت الحكمة الشهيرة «من تهز المهد على يمينها تستطيع ان تحرك العالم بيسارها» وطالما إن للمرأة هذه المكانة العظيمة فإنه يجب على الجميع احترامها واعطاءها مكانتها السامية، ففي الخامس والعشرين من نوفمبر يحتفل العالم بأسره باليوم الدولي للقضاء عن العنفضد المرأة والذي اعتبرته الامم المتحدة انتهاكا لحق من حقوق الانسان ووباءً عالميا لابد من مكافحته والقضاء عليه حتى لا يعيق عجلة التنمية الوطنية.