اقتصاد » تطوير بنى

"عام الحرف اليدوية" يعزز حضور التراث السعودي محلياً ودولياً

في 2024/09/20

محمود جبار - الخليج أونلاين-

إطلاق السعودية تسمية العام القادم 2025 بـ"عام الحرف اليدوية"، يبرز الدور الكبير الذي تتبناه المملكة للحفاظ على تراثها الحِرفي، وسعيها المستمر إلى إحيائه وتعليمه للأجيال.

مجلس الوزراء السعودي، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أقر في اجتماعه الثلاثاء (17 سبتمبر الجاري)، تسمية "عام الحرف اليدوية"، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، أكد بدوره أن وزارته ستعمل من خلال "عام الحرف اليدوية على تعزيز حضور الحِرف اليدوية السعودية محلياً ودولياً، وتمكين الحرفيين السعوديين من إبراز إبداعاتهم في الأحداث والفعاليات داخلياً وخارجياً، وزيادة مستوى مساهمتها في الاقتصاد المحلي".

أنواع مختلفة

التراث الحرفي السعودي لا يعكس فقط براعة الإنسان في التعامل مع المواد الطبيعية، ولكنه أيضاً يعكس أسلوب حياة وثقافة مجتمعية تم تناقلها عبر الأجيال.

ويشمل هذا التراث مجموعة واسعة من الحِرف التقليدية التي توارثتها الأجيال، والتي تتجسد في العديد من الصناعات اليدوية والفنون الشعبية، ومن أبرز هذه الحرف:

حرفة السدو؛ وهو فن حياكة النسيج باستخدام الصوف، أو القطن، أو الوبر، ومن أبرز استخداماته في صناعة البُسط والخيام التقليدية.

الخزف والفخر؛ لتشكيل الأواني والأدوات المنزلية يدوياً ثم حرقها في أفران تقليدية.

المشالح (البشوت)؛ نوع من العباءات التقليدية التي يرتديها الرجال في المناسبات الرسمية.

صناعة السلال؛ تصنع السلال بأنواع وأشكال مختلفة من سعف النخيل.

صناعة الذهب والمصوغات التقليدية؛ تحمل هذه الحرفة تصميمات هندسية وزخرفية خاصة تميز الإرث السعودي.

النحت على الخشب؛ يشتهر الحرفيون بالنحت الدقيق على الخشب باستخدام أنماط زخرفية تقليدية، تتجسد خاصة في صناعة الأبواب والنوافذ التقليدية القديمة.

حرفة التطريز؛ فن يدوي يزين الملابس التقليدية والأقمشة بالتصاميم المستوحاة من البيئة المحلية، تمتهنها النساء.

الحفاظ على الهوية الوطنية

يمثل التراث الثقافي الحِرفي في السعودية جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية والثقافة التاريخية للمملكة.

وتولي السعودية اهتماماً كبيراً للحفاظ على الحرف التقليدية، من خلال إنشاء مراكز تدريب وتشجيع الحرفيين على تسويق منتجاتهم، فضلاً عن أن هيئة التراث تعمل على تعزيز هذه الصناعات من خلال مهرجانات ومعارض تحتفي بالتراث الوطني. 

وفي وقت تسعى المملكة إلى تعزيز القطاعات غير الربحية والصناعات اليدوية، والذي يعدّ جزءاً من رؤيتها الشاملة للتنمية المستدامة والاقتصاد المتنوع، أخذت باستمرار تدعم كل ما من شأنه إبراز الحرف التقليدية.

من بين هذه الخطوات توقيع "الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية"، اتفاقية تعاون استراتيجية مع جمعية "حرفة" -متخصصة بالحفاظ على المورث التراثي السعودي وتطوره- الرامية على وجه الخصوص إلى دعم وتعزيز الصناعات اليدوية والحرفية في المملكة.

الاتفاقية الموقعة في أبريل الماضي، تهدف إلى تسويق وعرض المنتجات الحرفية الخاصة بالجمعية في منافذ بيع الشركة، إضافة إلى تصنيع هدايا خاصة وفريدة من نوعها، مستلهمة من تراث المملكة الثقافي المتنوع.

تغطي الاتفاقية عدة جوانب رئيسية، من بينها إنتاج منتجات بتصاميم حصرية، والتزامات محددة من كلا الطرفين لضمان الجودة والمحافظة على الهوية الخاصة بكل طرف.

أهمية شركة "حرف"

شركة "حرف" التابعة لهيئة التراث تعرف بأنها وجهة صناع الحرف اليدوية الأولى بالمملكة.

تهدف إلى تعزيز قطاع الحرف اليدوية وتنميته احتفاءً بالإرث الثقافي السعودي.

تستهدف تنمية أعمالها لتغطية 15% من حجم السوق.

تدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وجذب الاستثمارات المتنوعة للقطاع.

تتوقع استحداث نحو 9 آلاف فرصة عملة مستدامة، مباشرة وغير مباشرة، وتطمح إلى المساهمة بالناتج المحلي بقيمة مليار ريال (266 مليون دولار) بحلول 2030.

دور كبير للنساء

الاهتمام الحكومي المستمر بالمهن الحرفية جعلها إحدى القطاعات الواعدة، ودفع الرجال والنساء إلى امتهانها، في كل مناطق المملكة، ولا تخلو أي منطقة من الحرفيين والحرفيات.

إحصائية نشرتها صحيفة "الوطن" المحلية في يوليو الماضي، أكدت تفوق الإناث على الذكور في ممارسة الحرف اليدوية، جاء فيها:

تفوقت الإناث في ممارسة 9 مجالات حرفية من أصل 11 مجالاً، مقابل تفوق ممارسة الذكور في مجالين حرفيين اثنين.

بلغ إجمالي الحرفيين الموثقين في السجل الحرفي 6836 حرفياً وحرفية، منهم 5490 سيدة يمثلن نحو 80% من العدد الإجمالي.

أدى دعم وتنظيم القطاع من قبل وزارة الثقافة ممثلة في هيئة التراث والحرف اليدوية إلى تطوير القطاع.

يوجد حتى الآن 13 بيتاً حرفياً للأعمال والبرامج التدريبية للحرفيين موزعة في مواقع مختلفة من المملكة.

بلغ عدد الحرفيين المستفيدين من البرامج التدريبية في هذه البيوت 4623 مستفيداً.

 جرى إصدار 2650 رخصة للممارسين الحرفيين، و17 ترخيصاً للمحلات الحرفية في 2023.

بلغ إجمالي المنافذ التسويقية الحرفية 543 منفذاً تسويقياً حرفياً مؤقتاً.

تألق عالمي

الدعم الكبير واللامحدود للحرف اليدوية توّج أخيراً بفوز هيئة التراث السعودية بجائزة "ترانسفورم" العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2024 عن مشروع "هوية بيت الحرفيين"، وذلك في يوليو الماضي.

يهدف المشروع إلى الارتقاء بالعلامة التجارية للبيوت الحرفية التي تنفذها هيئة التراث في مناطق المملكة، حيث تستلهم الهوية ملامحها من النقوش والزخارف التي تتميز بها كل منطقة.

كانت هيئة التراث أطلقت مبادرة "بيت الحرفيين" بهدف الحفاظ على الحرف اليدوية السعودية وتطويرها.

تهدف هذه البيوت التي أنشئت في مناطق مختلفة بالمملكة إلى:

إبراز جمال الحرف اليدوية السعودية العريقة.

تطوير قدرات الحرفيين السعوديين.

تقديم دورات تدريبية وورش عمل لتعزيز المهارات الحرفية.

ويركز كل موقع من المواقع التي أنشئت فيها هذه البيوت على حرف تقليدية محددة تميز المنطقة، مثل فن القط العسيري، وحياكة نسيج السدو، وصناعة المشغولات الخشبية والفخارية وغيرها.

وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية الهيئة للتوسع في دعم الصناعات الثقافية ومنتجات الحرف التقليدية بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة.

وتعتبر جائزة "ترانسفورم العالمية" أو "Transform Awards MEA" من أبرز الجوائز التي تكرم التميز في تطوير الهوية المؤسسية وإعادة التسمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

ويعكس الفوز بالجائزة عن مشروع "هوية بيت الحرفيين" التزام هيئة التراث بإبراز الهوية التراثية السعودية وتقديمها بشكل مبتكر يتماشى مع تطلعات الجمهور المستهدف.