سياسة وأمن » حروب

دفع سعودي حثيث نحو التهدئة: غروندبرغ يستأنف وساطته

في 2025/04/25

متابعات

وسط تراجع ملحوظ منذ يومين للغارات الأميركية على صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة حركة «أنصار الله»، مقارنة بما جرى في الأيام السابقة، استأنف المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، تحركاته للمرة الأولى منذ بداية الجولة الثانية من التصعيد الأميركي في آذار الماضي، وذلك بالتزامن مع ضغط سعودي على «المجلس الرئاسي» للدفع نحو إتمام اتفاق السلام. وزار غروندبرغ، في بداية جولته، سلطنة عمان التي وصلها أمس، وعقد سلسلة لقاءات مع الوسطاء العمانيين وسفراء الدول المعنية بالملف اليمني، ورئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام. وذكر مكتبه، في بيان على منصة «إكس»، أن «المبعوث الأممي ناقش عدة ملفات أبرزها الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، وتجنّب التصعيد العسكري في مختلف الجبهات في الداخل اليمني، لعدم تقويض جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام».

وأشار إلى أن «الجهود الجديدة التي يبذلها غروندبرغ تأتي استكمالاً لمشاورات سابقة قادها مطلع العام الجاري، وتهدف إلى معالجة الانقسام النقدي والمالي بين صنعاء وعدن، وتنفيذ خطوات بين الجانبين».

وتقول مصادر دبلوماسية مطّلعة، لـ«الأخبار»، إن المبعوث الأممي يعمل بدعم صيني - روسي - أوروبي - سعودي لحثّ الأطراف اليمنية على الانخراط في جولة مفاوضات جديدة ذات طابع اقتصادي وإنساني. وأشارت إلى أن «ميل معظم أطراف المجتمع الدولي إلى دعم جهود السلام في اليمن، قد يدفع نحو تحقيق اختراق في عدد من الملفات المعقّدة وأبرزها الملفات الإنسانية». وكان عبد السلام ذكر، في منشور على «إكس»، أنه ناقش مع المبعوث الأممي المسار السياسي في اليمن، وسبل معالجة الملفات الإنسانية والعودة إلى مسار السلام.

وأثار تحرّك غروندبرغ موجة تذمّر في أوساط الموالين للتحالف السعودي - الإماراتي، والذين يرون أن هناك تناغماً بين جولة المبعوث الأممي والمشاورات التي تجريها السعودية مع حلفائها في جنوب اليمن. وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار»، من مصادر مقرّبة من حكومة عدن، أن السعودية استدعت العديد من أمناء الأحزاب السياسية الموالية للتحالف، بعد أن تعمّد بعضها خفض تمثيله في لقاءات الرياض، والتي تجري مع مسؤولي الملف اليمني في الديوان الملكي، وذلك بهدف إلزامها بتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه. وعلى خلفية ما تقدّم، قلّل ناشطون موالون لـ«المجلس الرئاسي» من إمكانية حدوث أي تصعيد عسكري على الأرض، في وقت دعا فيه قائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي، العميد طارق صالح، خلال زيارة قام بها لأحد الألوية التابعة لفصائله جنوب الحديدة، القيادات اليمنية التي تتواجد في السعودية، إلى العودة إلى الداخل إذا كانت تريد التصعيد ضد صنعاء.

ووسط حديث عن دفع واشنطن بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، أكّدت حركة «أنصار الله»، على لسان قائدها، عبد الملك الحوثي، أمس، استعدادها لأي مستوى من مستويات التصعيد الأميركي. وأضاف الحوثي، في خطابه الأسبوعي، أن «ضربات قواته سوف تتواصل لإفشال كل مفاعيل القوة البحرية الأميركية، مع استمرار عمليات الإسناد لقطاع غزة من دون توقف حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع».

وفي إطار الرد على العدوان الأميركي أيضاً، أقرّت صنعاء منع دخول البضائع الأميركية إلى الأسواق الواقعة تحت سيطرتها، والتي تتجاوز 67% من إجمالي السوق اليمني، ومنحت التجار والمستوردين ثلاثة أشهر للتخلّص من تلك البضائع كافة، مع وقف استيراد أي منتجات وسلع من الولايات المتحدة، علماً أن الواردات من الأخيرة تصل فاتورتها سنوياً إلى أكثر من 150 مليون دولار، وفق مصادر اقتصادية. وجاء هذا القرار بعد أيام من إعلان الصين إعفاء كل الصادرات اليمنية من الرسوم الجمركية. كما أعلن «مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، المعنيّ بتنظيم مرور السفن في نطاق عمليات «أنصار الله»، فرض عقوبات على 15 شركة أميركية مصنّعة للأسلحة، بعد تصنيفها كـ«داعمة للكيان الصهيوني»، ما يعني أن قوات صنعاء سوف تهاجم أي شحنات سلاح أميركية قد تُنقل بحراً.

ميدانياً، تعرّضت صنعاء لسلسلة غارات أميركية استهدفت منطقة براش الواقعة شرق جبل نقم، كما تعرّضت منطقة مفتوحة في حي الجراف الواقع شمال العاصمة لغارتين، في حين استُهدفت منطقة آل سالم الحدودية مع السعودية في محافظة صعدة بثلاث غارات. ووفقاً لمصادر محلية في محافظة مأرب، فإن الطيران الأميركي هاجم أيضاً، فجر أمس، منطقة تماس تابعة لفصائل موالية للتحالف.