في 2025/06/16
متابعات
في تطور لافت ينذر بتصعيد إقليمي خطير، شنّت "إسرائيل" السبت (14 يونيو 2025)، ضربة جوية استهدفت منشأة في حقل "بارس" الجنوبي للغاز بمحافظة بوشهر الإيرانية، إحدى أكبر البنى التحتية للطاقة في البلاد.
ويعد حقل بارس الجنوبي الامتداد الإيراني لأضخم حقل غاز بحري مشترك في العالم، والمعروف في الجانب القطري باسم "حقل الشمال"، حيث تتقاسم الدولتان استغلاله عبر حدود بحرية مشتركة في مياه الخليج العربي.
ورغم أن الضربة لم تطل الجانب القطري من الحقل، فإن مراقبين يتابعون التطورات بقلق بالغ؛ خشية تداعيات محتملة على استقرار الإمدادات، في ظل الطبيعة الحساسة لهذا المورد الاستراتيجي.
ويعتبر استقرار الإنتاج في الحقل عاملاً محورياً في الحفاظ على مكانة قطر كمصدر موثوق للطاقة، لاسيما في ظل التزاماتها بعقود توريد طويلة الأجل مع شركاء رئيسيين في أوروبا وآسيا.
مرحلة نهائية بسلسلة الإنتاج
الخبير الاقتصادي الدكتور حامد أحمد المرواني، يؤكد أن الضربة التي استهدفت حقل بارس الجنوبي الإيراني لن يكون لها أي تأثير مباشر على إنتاج الغاز من الجانب القطري، رغم ضخامة الحادث إعلامياً.
ويضيف المرواني الذي تحدث لـ"الخليج اونلاين": "ما جرى هو استهداف لمرافق معالجة الغاز في نهاية خط الإنتاج على الجانب الإيراني، وهي منشآت مخصصة للتصفية فقط، ولا ترتبط بالحقل المشترك من الناحية التشغيلية أو التقنية مع الجانب القطري".
وأوضح أن "المصفاة المتضررة تقع ضمن ما يعرف بـ(facilities for gas treatment)، وتعد مرحلة نهائية في سلسلة الإنتاج الإيراني، مما يؤكد أن عمليات الإنتاج والتخزين من الجانب القطري لم تتأثر إطلاقاً".
وتابع: "بالنسبة للمعطيات الحالية فإن الحقل لم يتأثر ويعمل بشكل طبيعي، والمنشآت القطرية بمعزل تام عن الحادث، ومن ثم لا نتوقع تأخيراً في التزامات قطر التصديرية أو عقودها طويلة الأجل".
لكن في المقابل، لفت المرواني إلى أن مثل هذه الحوادث "تقلق الأسواق الدولية"، قائلاً: "رغم أن التأثير الفني محدود، فإن سوق الغاز حساس للغاية، وقد نشهد تقلبات مؤقتة في أسعار الغاز بسبب مخاوف جيوسياسية عامة، وليس بسبب تأثير مباشر على الإنتاج".
وختم المرواني تصريحه بتأكيد أن "ما حدث لا يمس الحقل المشترك ولا منشآت الغاز القطرية من قريب أو بعيد، وهو حادث محصور في الجانب الإيراني في نهاية خط الإنتاج".
حقل بارس الجنوبي
يعد حقل بارس الجنوبي من أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، ويقع بشكل مشترك بين إيران وقطر، ما يمنحه أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة.
تم اكتشاف الجانب الإيراني من الحقل في أواخر القرن العشرين (تحديداً في التسعينيات) بواسطة شركة النفط "نيوك"، أما الجانب القطري، فتم اكتشافه في عام 1971، ويعرف في قطر باسم "حقل الشمال البحري".
وتقدر احتياطيات الغاز الطبيعي في حقل بارس الجنوبي بنحو 14 تريليون متر مكعب (ما يعادل نحو 1800 تريليون قدم مكعبة)، حسب الخرائط العالمية المتخصصة في حقول النفط والغاز.
ويبلغ إنتاج الحقل نحو 1.5 مليون متر مكعب يومياً من الغاز، يخصص الجزء الأكبر من هذا الإنتاج للاستهلاك المحلي في إيران، خاصة لتشغيل محطات الكهرباء والصناعات التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، في حين تصدر حصة من الغاز إلى الخارج.
يشكل هذا الحقل ركيزة أساسية في دعم اقتصاد إيران؛ لما له من دور محوري في توفير الطاقة وتلبية الطلب المتزايد محلياً وخارجياً.