في 2025/02/20
كامل جميل - الخليج أونلاين
تعكس صدارة النساء الخليجيات في أول نسخ قائمة "فوربس" لأقوى 20 سيدة عربية بالقطاع الحكومي تحولات جوهرية في دور المرأة الخليجية؛ حيث باتت تسهم في رسم السياسات العامة وإدارة القطاعات الحيوية مثل الاقتصاد والصحة والتعليم والاستثمار.
يؤكد هذا التصنيف العالمي أن دول الخليج تمضي قدماً في دعم المرأة وتمكينها من الأدوار القيادية من خلال تشريعات متقدمة، وبرامج تدريبية، ومبادرات تحفيزية تهدف إلى تعزيز حضور المرأة في مختلف المجالات.
يأتي ذلك في ظل إصلاحات متسارعة تتبناها دول الخليج لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة، انسجاماً مع الرؤى التنموية الطموحة.
لم يقتصر نجاح السيدات الخليجيات في الوصول إلى مواقع صنع القرار على عدد المناصب فقط، بل انعكس في إنجازات نوعية ساهمت في تحسين الأداء الحكومي ورفع كفاءة المؤسسات.
تسلسل النساء في القائمة
تصدرت الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، قائمة "فوربس".
تعد الشيخة المياسة بنت حمد نموذجاً للمرأة العربية ذات الأثر الرائد في ميادين الثقافة والتربية والتوعية.
وأسهمت بدور محوري في تعزيز الدور الثقافي لدولة قطر من خلال مسيرتها بالعمل الحكومي، وخاصة في متاحف قطر.
جاءت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، سفيرة السعودية في أمريكا بالمرتبة الـ2 عربياً.
تشغل الميرة ريما عدة مناصب في مجال الرياضة، وأطلقت مبادرات بيئية عبر مؤسسة كاتموسفير، منها "كات ووك" لحماية السنوريات، و"ويف" لتجديد المحيطات.
حلت الإماراتية بدور القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، بالمرتبة الـ3 عربياً.
تعمل على تعزيز الاستثمار الثقافي في الشارقة عبر استكشاف الفرص وربط المستثمرين برواد الأعمال.
بالمركز الـ4 حلت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة).
أطلقت الشيخة لطيفة "منحة دبي الثقافية" بقيمة 49 مليون دولار لدعم المواهب الإبداعية.
جاءت في المركز الـ5 الإماراتية منى المرّي، نائبة الرئيس والعضوة المنتدبة لمجلس دبي للإعلام، والمديرة العامة للمكتب الإعلامي لحكومة دبي.
المرّي ناشطة في دعم المرأة منذ 2003، وشاركت في تأسيس مؤسسة دبي للمرأة عام 2006. وتشغل أيضاً نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين منذ 2015.
بالمركز الـ7 عربياً والـ6 خليجياً جاءت الإماراتية رزان خليفة المبارك، العضوة المنتدبة لهيئة البيئة – أبوظبي.
أسهمت رزان في حماية التنوع البيولوجي وتحسين جودة الهواء والمياه. وترأست الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة منذ 2021، وتشغل الرئاسة المشتركة لفريق الإفصاحات المالية المتعلقة بالطبيعة (TNFD) منذ 2024.
الإماراتية مريم المهيري حلت بالمرتبة الـ8 عربياً والـ7 خليجياً، وهي ترأس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة الإماراتي.
المهيري هي أيضاً الرئيسة التنفيذية لشركة (2PointZero) العالمية القابضة التي تركز على الاستدامة الذكية، ويتوقع أن تتجاوز قيمة محفظتها 27 مليار دولار.
بالمرتبة الـ9 عربياً والـ8 خليجياً حلّت السعودية الشيهانة العزاز، المستشارة في الديوان الملكي بالمرتبة الممتازة.
الشيهانة ترأس مجلس إدارة الهيئة السعودية للملكية الفكرية، التي أشرفت على حملات تفتيشية لمكافحة السلع المقلدة بالتعاون مع هيئة الغذاء والدواء.
بالمرتبة الـ10 عربياً والـ9 خليجياً جاءت الإماراتية عائشة ميران، المديرة العامة لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي.
شغلت سابقاً مساعدة الأمين العام لقطاع الإدارة الاستراتيجية والحوكمة في المجلس التنفيذي لإمارة دبي. وفي نوفمبر 2024، أطلقت الهيئة مبادرة "تميَّز أينما كنت" ضمن استراتيجية التعليم في دبي 2033.
بالمرتبة الـ11 عربياً والـ 10 خليجياً جاءت هيفاء الجديع، سفيرة ورئيسة بعثة السعودية لدى الاتحاد الأوروبي والجمعية الأوروبية للطاقة الذرية.
شغلت الجديع سابقاً المديرة العامة لـ SRMG Think، وعملت مستشارة للشؤون الدولية لوزير السياحة، والمشرفة العامة للتعاون الدولي في الوزارة، وتولت مناصب عدة في الخارجية السعودية والأمم المتحدة بنيويورك.
بالمرتبة الـ12 عربياً والـ11 خليجياً جاءت الإماراتية مريم السويدي، الرئيسة التنفيذية لهيئة الأوراق المالية والسلع، وهي أول سيدة تترأس هيئة أسواق مال خليجية.
في أكتوبر 2024، منحت الهيئة أول ترخيص لصناديق ادخار مكافآت نهاية الخدمة في الإمارات. وحتى ديسمبر 2024، عالجت الهيئة 17 ألف طلب بقيمة 39.7 مليون دولار لصرف الأرباح غير المستلمة والأرصدة النقدية الراكدة.
بالمرتبة الـ14 عربياً والـ12 خليجياً، جاءت الإماراتية نورة خميس الغيثي، وكيلة دائرة الصحة – أبوظبي.
لها دور استراتيجي في تطوير قطاع الرعاية الصحية في أبوظبي، بما في ذلك تطوير أحد أنظمة بيانات الصحة الأكثر تقدماً عالمياً.
حلت بالمرتبة الـ15 عربياً والـ13 خليجياً الإماراتية الريم الفلاسي، الأمينة العامة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الذي يعنى بسلامة الأطفال والأمهات في الإمارات.
أطلق المجلس مبادرات مثل البرلمان الإماراتي للطفل، ونظم جمعية أمهات أصحاب الهمم (همة).
بالمرتبة الـ17 عربياً والـ14 خليجياً جاءت الإماراتية نعيمة أهلي، المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمرأة، التي تعنى بتعزيز مهارات المرأة الإماراتية في سوق العمل.
تشمل كيانات المؤسسة نادي دبي للسيدات و المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم.
بالمرتبة الـ18 عربياً والـ15 خليجياً حلت السعودية بسمة الميمان، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة.
الميمان أول خليجية تشغل منصباً قيادياً في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، التي تشرف على عضوية 13 دولة، ودولة مراقبة خاصة واحدة، و51 عضواً منتسباً.
بالمرتبة الـ20 عربياً والـ16 خليجياً حلّت الإماراتية عائشة حارب، رئيسة مجلس الابتكار في شرطة دبي.
أسست حارب جمعية الضمادة الاجتماعية التي تدير أول متجر إلكتروني يروج للتسوق المسؤول.
نتاج الدعم الحكومي
المواقع التي تبوأتها المرأة الخليجية ومواصلتها تحقيق الإنجازات تؤكد نجاح سياسات الحكومات الخليجية التي سعت من خلال خطط مدروسة إلى إبراز قدرات النساء الخليجيات، وإمكانياتهن الخلاقة في المساهمة بمسيرة نهضة بلدانهن.
ذلك ما أكدته العديد من التقارير الدولية، ومنها تقرير شركة "بين أند كومباني" الاستشارية العالمية المتخصصة في أبحاث العمل والتنمية البشرية والاستشارات الإدارية، أكد فيه إن دول مجلس التعاون الخليجي تشهد تغييراً "لم يسبق له مثيل" فيما يتعلق بتمثيل المرأة في أماكن العمل.
التقرير أشار إلى أن "النساء غيرن الشكل العام للقوى العاملة في دول الخليج مع وصول عدد متزايد من المؤسسات إلى نقطة التحول بنسبة 30%".
ولفت إلى أن الضغط الحكومي من أجل المساواة بين الجنسين، كان "حافزاً هائلاً لهذا التغيير، وقد شهدت المزيد من المنظمات الفوائد الواضحة للتنوع بين الجنسين".
يبرز كثيراً دور المرأة في المجال الدبلوماسي، الذي طالما كان وما يزال يحتكر من قبل الرجال ليس فقط على مستوى العرب بل عالمياً أيضاً، لما يمثله من مسؤولية شديدة الحساسية على المستوى الدولي.
لكن المرأة الخليجي برعت في هذا الدور، وكانت الأميرة ريما بنت بندر سفيرة السعودية في واشنطن أحد أبرزهن.
في هذا الصدد يؤكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، الذي يشيد بدورالمرأة الخليجية في ميدان الدبلوماسية الإقليمية والعالمية، أن دول المجلس تقدم دعماً كبيراً لتنال المرأة مكانة لائقة دبلوماسياً.
وأوضح في تصريح سابق، أن دول المجلس دعمت بشكل لامحدود تعزيز تمثيل المرأة في القطاع الدبلوماسي، بتوفير بيئة عمل متكافئة وشاملة، وإزالة كافة العوائق والتحديات التي تواجهها، مبيناً أن إسهامات المرأة الخليجية التي قدمتها في تعزيز السلام والأمن والتفاهم الثقافي "أصبحت محل اعتزاز وفخر ومثالاً يحتذى به".