في 2025/07/25
متابعات
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، سبتمبر المقبل، في خطوة لاقت ترحيباً خليجياً وعربياً ودولياً واسعاً، فيما رفضتها واشنطن وتل أبيب.
وقال ماكرون، في تدوينة على منصة "إكس"، إن هذه الخطوة تأتي "وفاءً بالتزام فرنسا التاريخي بتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن "الحاجة الملحة اليوم هي إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين".
وأرسل ماكرون رسالة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال فيها إن باريس، باتخاذها خطوة الاعتراف، تنوي "تقديم مساهمة حاسمة من أجل السلام في الشرق الأوسط"، لافتاً إلى أنها "ستحشد كل شركائها الدوليين الراغبين في المشاركة".
وقال مسؤول فرنسي لصحيفة "فايننشال تايمز" إن بلاده تأمل أن تحذو دول أخرى حذوها خلال مؤتمر الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.
ترحيب خليجي واسع
ورحبت وزارة الخارجية السعودية بإعلان ماكرون، مشيدةً بهذا "القرار التاريخي الذي يؤكد توافق المجتمع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف".
كما شددت الخارجية السعودية، في بيان لها، على أهمية مواصلة الدول اتخاذ خطوات تُسهم في إنفاذ القرارات الدولية وتعزز الالتزام بالقانون الدولي، وجددت المملكة دعوتها لبقية الدول التي لم تعترف بعد، لاتخاذ مثل هذه الخطوات الإيجابية والمواقف الجادة الداعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني.
من جانبها، أعربت دولة قطر عن ترحيبها بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرةً في بيان لوزارة الخارجية هذه الخطوة، بمثابة "دعم مهم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأضافت الخارجية القطرية، أن هذه الخطوة الفرنسية تجسّد توافق المجتمع الدولي على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبرت قطر هذا الإعلان "تطوراً إيجابياً ينسجم مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويساهم في تعزيز فرص تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، مجددةً دعوتها لجميع الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين إلى اتخاذ خطوات مماثلة تعكس الالتزام بالقانون الدولي.
ورحبت الكويت بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، مشيرةً إلى أن هذه الخطوة الهامة، ستسهم في تحقيق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن، ومبادرة السلام العربية بشأن تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشددت الخارجية الكويتية في بيان لها، على ضرورة اتخاذ سائر الدول خطوات مماثلة من أجل إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
من جهتها، أعربت سلطنة عُمان عن ترحيبها بما أسمته "الإعلان التاريخي" للرئيس الفرنسي، ودعت في بيان لوزارة الخارجية، بقية الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية أن تبادر بذلك؛ "تجسيداً لحل الدولتين وترسيخاً للحق الشرعي للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، دفعاً لفرص تحقيق السلام والعدالة في الشرق الأوسط".
كما رحب أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، بإعلان الرئيس الفرنسي، واعتبر في تصريح نشره الموقع الرسمي لمجلس التعاون، هذا القرار "خطوة مهمة تعكس التزام فرنسا الراسخ بمبادئ العدالة والشرعية الدولية، لدعم كافة القضايا الإقليمية والدولية، وسعيها الدؤوب إلى ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار العالمي".
ودعا البديوي كافة الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين، إلى "اتخاذ هذه الخطوة التاريخية والمسؤولة، بما يسهم في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ويعزز المسار نحو تحقيق السلام العادل والدائم".
وجدد تأكيده على الموقف الثابت لمجلس التعاون الخليجي في دعم للقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ترحيب عربي دولي
ورحبت فلسطين بالإعلان الفرنسي، وقال حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، إن هذا الموقف يمثل التزام فرنسا بالقانون الدولي، ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
فيما اعتبرت حركة "حماس" قرار ماكرون "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف الشعب الفلسطيني المظلوم، كما أنه يُعد تطوراً سياسياً يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية".
الخارجية الأردنية رحبت هي الأخرى بإعلان الرئيس الفرنسي، وقالت في بيان لها إن القرار "يُعد خطوة هامة للتصدي لمساعي إنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة وذات السيادة على ترابه الوطني".
وعدّت مصر الخطوة التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي "فارقة وتاريخية"، مشيرةً في بيان لوزارة الخارجية إلى أنها تدعم الجهود الدولية الهادفة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، مشددةً على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية في وضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
رفض أمريكي إسرائيلي
في المقابل، رفضت الولايات المتحدة نية فرنسا، وقال وزير خارجيتها ماركو روبيو إن بلاده ترفض بشدة مخطط الرئيس الفرنسي للاعتراف بدولة فلسطينية.
ووصف روبيو، في تصريحات صحفية، القرار بأنه "متهور"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة لا تخدم سوى دعاية "حماس"، كما أنها تعيق جهود تحقيق السلام، حسب وصفه.
كما ندد رئيس وزراء "إسرائيل"، بنيامين نتنياهو، بقرار فرنسا، زاعماً أنه "يكافئ الإرهاب" ويشكل تهديداً وجودياً للكيان الإسرائيلي.
وقال نتنياهو، في تصريحات صحفية، إن الفلسطينيين لا يسعون إلى دولة بجانب "إسرائيل"، بل يريدون دولة بدلاً من "إسرائيل"، في حين قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن قرار ماكرون "استسلام للإرهاب ومكافأة لحماس".
ورحب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بانضمام فرنسا إلى إسبانيا ودول أوروبية أخرى في الاعتراف بدولة فلسطين، داعياً إلى العمل من أجل حماية ما يحاول نتنياهو تدميره، ومؤكداً أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا تشارك السعودية في رئاسة المؤتمر الدولي بشأن الدولة الفلسطينية، والذي سيُعقد على مستوى الوزراء في مقر الأمم المتحدة بنيويورك يومي 28 و29 يوليو الجاري.