متابعات
شرح وزير خارجية سلطنة عمان، بدر بن حمد البوسعيدي، مواقف بلاده من شؤون المنطقة والعالم وذلك خلال مؤتمر صحافي في العاصمة مسقط، وتطرق إلى قضايا الساعة الكبيرة، كالوضع في غزة وسوريا والبحر الأحمر، ولوحظ في أجوبة الوزير ربطه مجمل المسائل بالقضية الفلسطينية وضرورة حلها.
وحول سؤال عن دور محتمل لعمان يتعلق بما يسمى “اليوم التالي” في غزة، في ضوء ما تم تداوله عن موافقة بعض دول الخليج العربي على ابتعاث قوات لضبط الأمن في القطاع قال البوسعيدي إن سلطنة عمان تؤمن بأن “فلسطين هي للفلسطينيين، أولا وثانيا وثالثا وأخيرا”.
ورأى الوزير أن الحل الأمثل لهذه القضية هو الحل القائم على إرادة الشعب الفلسطيني وعلى قواعد الشرعية الدولية التي حددت في الكثير من قرارات مجلس الأمن وفي مبادرة السلام العربي.
وقال البوسعيدي: “لا نرى حاجة لإرسال قوات خارجية إلى غزة أو لغير غزة”. مؤكدا أن “فلسطين فيها من الكفاءات والقدرات والامكانيات التي تمكنها من إدارة أراضيها”.
واعتبر أن “الدول المحبة لفلسطين والسلام تستطيع ان تساعد” الفلسطينيين عبر تمويل وتوفير الإمكانيات وعبر القيام بعمل دبلوماسي وسياسي كبير. وأكد قائلا: “محصلة القول النهائية هي أن فلسطين للفلسطينيين”.
وحول سؤال من إمكانية فتح مكتب لحركة “حماس” في السلطنة قال إن هناك سفارة لعُمان في رام الله وهناك سفارة لفلسطين في مسقط. وأضاف: نحن دائما ننادي بوحدة الصف الفلسطيني ونرجو من كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس ان تنضم إلى سلطة واحدة متفق عليها لأننا نعتقد ان جزءا أساسيا من حل القضية الفلسطينية هو في وحدة الصف الفلسطيني.
وحول كيفية الوصول إلى وقف الجرائم الإسرائيلية في غزة قال البوسعيدي “إن المحاولات لم تتوقف لمحاولة تحقيق اختراق لوقف هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل”، ورأى أن هناك تناميا عالميا كبيرا لصالح القضية الفلسطينية وعدالتها”.
واعتبر أن الأمر لا يجب ان يتوقف عند وقف إطلاق النار في غزة وأنه يجب ان يتم التوصل إلى حل عادل وشامل يستعيد فيه الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كما اقرته القرارات والشرع الدولية ومبادرة السلام العربية، مؤكدا على وجود اجماع عربي على تجريم الأفعال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وإدانة التدمير الاجرامي واستنكار الخسائر البشرية والمادية.
وأشار البوسعيدي إلى أن الحل العادل لقضية فلسطين صار محل اهتمام للكثير من الدول بما فيها بعض الدول التي كانت مواقفها محايدة وتميل لصالح إسرائيل وأن العديد من هذه الدول صارت تتحدث حول الحق الفلسطيني بإقامة دولته واستنكار ما تقوم به إسرائيل من جرائم.
وطالب الإدارة الامريكية الجديدة بالسعي لحل المسألة الفلسطينية بـ”الاتجاه الصحيح”، معتبرا “أن المنطقة لن تهنأ ما لم تحل هذه القضية”.
وحول إمكانية سفر وفد عماني إلى دمشق، ومواقف السلطنة من دعم الإدارة السورية الجديدة، تحدث البوسعيدي عن بحث الموضوع مع نظرائه الخليجيين وأن التوجه كان لمناقشة “كيف يمكن ان تساعد بلدان الخليج، فرديا وجماعيا، الأشقاء في سوريا على التعافي” وشدد على اتفاقهم على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وشدد الوزير العماني على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري، واستعادة الدور السوري في محيطها العربي والدولي مشيرا إلى أن “سوريا ستحتاج إلى وقت والى دعم عربي كبير ولكن أيضا تحتاج أيضا ان تتخذ هي أيضا ما تراه في مصلحة، الشعب السوري أولا”، مشيرا إلى أن عُمان تؤكد دائما على “أن حل مشكلة أي دولة عربية يبدأ من الداخل قبل ان تفرض عليها حلول من الخارج”.
وقال إن على “الإخوة في سوريا أخذ زمام الأمور بأيديهم ونحن علينا الدعم والمساندة”. مشيرا إلى أن السفارة مفتوحة في دمشق وكذلك سفارة سوريا في مسقط وإلى أنه اتصل مع وزير الخارجية في الإدارة الجديدة أسعد الشيباني آملا “ان تتاح الفرصة لنا في اللقاء به سواء هنا في مسقط أو دمشق”.
وحول سؤال عن التوتر بين إيران وإسرائيل، والأوضاع المتفجرة في البحر الأحمر رأى البوسعيدي أن القضيتين مرتبطتان بقضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو الصراع الإسرائيلي العربي، معتبرا أن بقاء القضية الفلسطينية دون حل يولد الكثير من التحديات، والقضايا الأخرى، معتبرا أن ما نراه اليوم في منطقة البحر الأحمر “مرتبط بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
ورأى أن الكثير من خيوط النزاع الإسرائيلي مع إيران “مرتبط أيضا بالعداء واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”، وأشار إلى أن وقف إطلاق النار في غزة فاذا سيؤدي إلى تطورات إيجابية في البحر الأحمر.
وفي إشارة إلى الوساطات التي كانت تقوم بها عمان بين إيران والدول الغربية قال الوزير: “كان لنا دور في السابق وهو دور متاح لمن يريد ان يوظفه لصالح خفض التصعيد وتفادي وجود مشكلة جديدة”
ورأى أن هناك أصواتا في الإدارة الامريكية الجديدة تنادي بحل النزاع حول المشروع النووي الإيراني وأن بلاده لا تتردد في إيصال رؤيتها في هذا الموضوع الذي يحتاج، كما قال، إلى إعادة الثقة بين الأطراف المعنية كي يتوصلوا إلى حل توافقي فيما يتعلق بهذا النزاع وبالتالي يقينا من إعادة الكرة للتصعيد والتوتر والذي لن يخدم أي طرف. السلام هو المطلب النبيل الذي نسعى لتحقيقه وهذا ما نقوم عليه.
وتطرق الوزير إلى قضية الاحتلال السوري المتوسع لأراض سورية فقال إن “الاحتلال الإسرائيلي هو شغلنا الشاغل دائما وهو دائما محور مشاوراتنا وتنسيق مواقفنا بشأنها”، وأكد أن هذه القضية تبحث دائما في إطارات اللقاءات الثنائية أو المتعددة الأطراف على مستوى مجلس التعاون وعلى مستوى الجامعة العربية والأمم المتحدة والتعاون الإسلامي عدم الانحياز قمة السبعة وسبعين، وإنها “من أبرز بنود جدول الاعمال في لقاءاتنا”. معتبرا أن الدبلوماسية والمنطق والحوار هي الوسائل التي تلجأ إليها السلطنة وأن “الصراع المسلح لا يأتي بنتائج حميدة وانما بأضرار ضحيتها دائما الشعوب. الحوار وانتهاج الأساليب الحضارية”.
وأشار الوزير إلى أنه لمس لدى الإدارة الإيرانية الجديدة “كل الانفتاح والاستعداد للتوصل إلى تفاهمات مع أي طرف في أوروبا أو في أمريكا يحقق الأهداف المرجوة أو يعالج المشاغل الموجودة لدى جميع الأطراف”.
وبعد إشارته إلى أن “الانفتاح الإيراني موجود ونتمنى ان يقابله انفتاح من الجانب الغربي وأوروبا”، أكد الوزير أنه “ليس هناك رسائل متبادلة (بين الطرفين الإيراني والغربي) في هذه المرحلة”، لكن كان هناك “تأكيد على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ لكل طرف كرامته ومشاغله المشروعة”.
تطرّق الوزير إلى إعلان أمريكا تسليم 11 محتجزا يمنيا في معتقل غوانتنامو إلى مسقط فقال إن السلطنة نجحت في السابق وأن “هذه الدفعة الأخيرة”، مشيرا إلى الثقة بأن من أطلق سراحهم يتوقون إلى حياة مستقرة وآمنة متمنيا “الرجوع الآمن لهم إلى بلادهم عندما تستقر الظروف في اليمن ويكون الظرف مناسبا”.