علاقات » عربي

حجاج غزة محرومون من أداء الفريضة.. ومناشدات للسعودية بالتدخل

في 2025/03/17

متابعات

بملابس الإحرام وقف الحاج محمد عبد الرحمن في وقفة احتجاجية على استمرار التهديد بضياع موسم الحج لهذا العام على حجاج غزة للعام الثاني على التوالي؛ بفعل إغلاق سلطات الاحتلال معابر القطاع، ووضعها قيوداً على سفر السكان وعودتهم.

هذا العام، كما العام الذي سبقه، لن يكون لعبد الرحمن نصيب في أداء فريضة الحج، حتى الآن، رغم أنه كان ينتظر هذه اللحظة بشوق كبير، وكان يقتطع جزءاً من دخله القليل ليتمكن يوماً من السفر إلى بيت الله الحرام.

وعند محالفة الحظ لعبد الرحمن في قرعة الحج، جاء العدوان الإسرائيلي وحرمه هو ومئات الحجاج من أهالي قطاع غزة من أداء الفريضة عام 2024، ولا يزال هذا الموسم أيضاً مهدداً، بسبب الإجراءات التي يضعها الاحتلال على المعابر.

أمام مبنى لبلدية خان يونس جنوب قطاع غزة، اجتمع بعض كبار السن (15 مارس/آذار) الذين حالفهم الحظ في الفوز بالقرعة العام الماضي، لكن الحصار منعهم من السفر، وجلسوا يتحادثون عن اشتياقهم إلى رؤية الكعبة، وعن دعواتهم التي تأجلت عاماً آخر، وربما إلى أجل غير معلوم.

بحسرة قال الحاج الستيني عبد الرحمن لـ"الخليج أونلاين": "العام الماضي، بسبب الحرب حُرمنا من أداء فريضة الحج التي انتظرناها منذ سنوات، والآن أيضاً يريدون حرماننا من هذه الفريضة".

وأضاف: "حتى الآن لا يوجد أي أمل بالسماح لنا- نحن حجاج قطاع غزة- بالخروج والسفر إلى السعودية، وبذلك نكون للعام الثاني على التوالي حُرمنا من أداء الفريضة التي يشتاق إليها كل مسلم في المعمورة".

مناشدات للسعودية

مدير جمعية الحج والعمرة، محمد الأسطل، حذر من أن موسم الحج لسكان غزة يواجه خطر الإلغاء للعام الثاني على التوالي، نتيجة استمرار إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي المعابر وتشديد الحصار المفروض على القطاع، وهو ما يحرم آلاف الفلسطينيين من أداء هذه الفريضة الإسلامية العظيمة التي ينتظرونها بفارغ الصبر.

وفي تصريح خاص لـ"الخليج أونلاين"، قال الأسطل: "للعام الثاني على التوالي، تحرم دولة الاحتلال مواطني قطاع غزة من حقهم المشروع في أداء أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة الحج، وهذا الحرمان الجائر يتسبب في إحباط كبير لدى المسجلين للحج، خاصةً كبار السن الذين انتظروا لعقود طويلة حتى تتحقق أمنيتهم في زيارة بيت الله الحرام".

وأوضح أن "الاحتلال الإسرائيلي مستمر في انتهاك حقوق المواطنين الفلسطينيين بحرمانهم من أداء الفريضة، عبر استمرار إغلاق معبر رفح، الذي يعتبر المنفذ الوحيد لسكان القطاع إلى العالم الخارجي، مما يعوق تحركات الحجاج بشكل كامل، ويتركهم في حالة انتظار غير محددة المصير". 

واعتبر الأسطل أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكاً صارخاً للحرية الدينية، ومثالاً واضحاً على سياسات العقاب الجماعي التي تتعارض مع القوانين والأعراف الدولية.

وأشار إلى أن قطاع غزة فقد عدداً كبيراً من الحجاج المسجلين في قرعة الحج لعام 2023، حيث استشهد أكثر من 200 حاج، أو توفوا قبل أن يتمكنوا من أداء الفريضة، بعدما ظلوا يحلمون بهذه اللحظة سنوات طويلة.

ورغم هذه التحديات، أكد الأسطل أن جمعية الحج والعمرة واصلت عملها؛ لضمان استعداد الحجاج للسفر في حال تم فتح المعابر، حيث تم إنجاز معظم الإجراءات المتعلقة بسفر الحجاج لهذا العام.

وقال: "لقد استكملنا عمليات تسديد الدفعة الأولى من رسوم الحج، والتي تبلغ 2000 دينار أردني للحجاج المقبولين في قرعة 2023، كما قمنا بحصر الحجاج المتوفين واستبدالهم، إضافة إلى تسجيل المرافقين للحالات التي تتطلب ذلك، مثل المرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة".

وناشد الدول العربية والإسلامية، خاصة في السعودية وقطر والإمارات والكويت والجزائر وتركيا، داعياً إياها إلى الوقوف بجانب حجاج قطاع غزة، وتقديم الدعم اللازم لهم؛ لمساعدتهم على تجاوز التحديات المالية والإدارية التي تواجههم، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والحصار المستمر.

وطالب المملكة بزيادة حصة حجاج قطاع غزة لهذا العام، بحيث يتم رفع العدد إلى 7500 حاج بدلاً من 2500 فقط، وذلك تعويضاً عن النقص الحاد في أعداد الحجاج خلال السنوات الماضية، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير في عام 2024.

كما دعا الأسطل الوسطاء والمفاوضين في مصر وقطر إلى تكثيف جهودهم والعمل على فتح معبر رفح في الاتجاهين؛ حتى يتمكن حجاج قطاع غزة من السفر وأداء المناسك دون مزيد من التأخير.