في 2025/04/10
وكالات
أكدت الخرطوم، أنها تمتلك «ما يكفي من الأدلة» لإثبات تورط أبو ظبي في ارتكاب «إبادة جماعية» بحق السودانيين، قبل يومٍ من نظر «محكمة العدل الدولية» في شكوى رفعها السودان ضدّ الإمارات.
وقال المتحدث باسم الحكومة، خالد الأعيسر، في مؤتمر صحافي مع وزير الداخلية السوداني وممثلين عن وزارتي العدل والخارجية، إن «الإمارات لعبت دوراً محورياً في تأجيج نيران الصراع في السودان، وارتكبت أخطاء لا علاقة لها بالإنسانية، وجرائم تتصل بالملاحقات الدولية».
واتهم الأعيسر أبو ظبي بأنها «متواطئة في إبادة جماعية ضد المساليت (إحدى قبائل السودان في إقليم دارفور غرب البلاد) عبر إصدار توجيهات وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري المكثف لميليشيات الدعم السريع المتمردة».
وقبل يوم من نظر «محكمة العدل الدولية» في لاهاي، في الدعوى المقدمة من الخرطوم ضد أبو ظبي، والتي تتهمها فيها بـ«التواطؤ في إبادة جماعية»، عبر دعمها المُفترض لـ«قوات الدعم السريع»، أكد الأعيسر أن «حكومة السودان عندما تتحدث عن تورط دولة الإمارات (فهي) تمتلك من الأدلة ما يكفي لكي تتقدم بهذه الشكوى العادلة».
وأوضح ممثل وزارة العدل، الفاتح بشير، أن الخرطوم طلبت من المحكمة اتخاذ إجراءات «عاجلة لإلزام الإمارات بإيقاف الدعم المستمر الذي تقدمه لميليشيا الدقلو»، في إشارة إلى «قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو.
وكان مسؤول إماراتي قد رأى، في بيان تلقته وكالة «فرانس برس»، أن شكوى السودان «ليست أكثر من حيلة دعائية خبيثة تهدف إلى تحويل الانتباه عن التواطؤ الراسخ للقوات المسلحة السودانية في الفظائع الواسعة النطاق التي لا تزال تدمر السودان وشعبه».
كما اعتبر المسؤول، الذي لم تكشف الوكالة عن هويته، أن «الادعاءات التي قدّمها ممثل القوات المسلحة السودانية أمام محكمة العدل الدولية تفتقر إلى أي أساس قانوني أو واقعي، وتمثل محاولة أخرى لصرف الانتباه عن هذه الحرب الكارثية»، مشيراً إلى أنه أبو ظبي «ستسعى إلى ردّ هذا الطلب الذي لا أساس له فوراً».
وتطالب الخرطوم أبو ظبي في شكواها بـ«إصلاح الضرر الكامل الناجم عن أفعالها غير المشروعة دولياً، وخصوصاً دفع تعويضات لضحايا الحرب»، علماً أن قرارات المحكمة ملزمة قانوناً، ولكنّها لا تملك وسائل لفرض تنفيذها.
يأتي ذلك بعد مرور عامين على اندلاع الحرب بين الجيش النظامي و«قوات الدعم السريع»، والتي أسفرت عن مقتل عشرات آلاف السودانيين ونزوح أكثر من 12 مليوناً. وكان الجيش قد استعاد أخيراً السيطرة على الخرطوم، بعد عملية عسكرية استمرت أسابيع.