علاقات » عربي

الرياض أكثر ميلاً إلى التسوية

في 2025/04/24

وكالات

في الوقت الذي دفعت فيه إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالمزيد من قواتها إلى الشرق الأوسط، وسط تطوّر موازٍ لدى قوات صنعاء في القدرات العسكرية، واستعدادات تجريها الأخيرة لإفشال أي تصعيد داخلي على مختلف الجبهات، كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية يمنية عن حراك سياسي مفاجئ تقوده السعودية بشأن الملف اليمني، متوقّعة حدوث تطورات على هذا الصعيد، قد تكبح كل تطلّعات الفصائل المحلية إلى التصعيد ضد «أنصار الله».

وفي أعقاب لقاءات أُجريت في الرياض مع أمناء الأحزاب الموالية للمملكة، وجهات حكومية، ودفْع «المجلس الرئاسي» إلى الانعقاد في العاصمة السعودية، مساء أول أمس، تحدّثت وسائل إعلام يمنية ومقرّبون من حكومة عدن وحزب «الإصلاح» عن تغيير في الموقف السعودي من مسار السلام، وُصف بأنه «انقلاب أبيض على الشرعية». وأشارت المصادر إلى أن التوجه السعودي الذي يبدو أنه ثمرة من ثمار زيارة وزير دفاع المملكة، خالد بن سلمان، إلى طهران، الأسبوع الماضي، قد يُفشل مساعي التصعيد ويفوّت الفرصة على الفصائل المحلية.

في المقابل، سارعت واشنطن إلى الاعتراض المُسبق على أي خطوات سعودية قد تدفع نحو تسوية في اليمن، وأبدت على لسان سفيرها لدى اليمن، ستيفن فاجن، رفضها الدفع بمسار السلام قبل وقف العمليات البحرية والجوية اليمنية المساندة لقطاع غزة. وكتب فاجن على مواقع التواصل الاجتماعي أن «استعادة حرية الملاحة، كفيلة بتمهيد الطريق أمام تسوية شاملة لتحقيق حل سياسي في اليمن»، في حين لوّح مقرّبون من حزب «الإصلاح» برفض أي تسوية تنخرط فيها السعودية وسلطنة عُمان في اليمن.

وعكس الحراك السعودي المفاجئ، والذي يأتي بعد الإعلان عن زيارة ترامب إلى الرياض الشهر المقبل ضمن جولة تشمل أيضاً الدوحة وأبو ظبي، رغبة المملكة في إغلاق الملف اليمني لتجنيب مصالحها تداعيات أي حرب واسعة في اليمن. ووفق مراقبين، تتّجه الرياض نحو التخلي عن حلفائها حتى لا تكون عرضة لهجمات «أنصار الله»، فضلاً عن أن تطوّر صراع النفوذ السعودي - الإماراتي في جنوب اليمن، مثّل دافعاً آخر لها للقيام بذلك. وعلى رغم حديث بعض أوساط عدن عن وجود ممثّلين لصنعاء في الرياض، إلا أن «أنصار الله» لم تعلّق على تلك الأنباء.

ميدانياً، استهدفت قوات صنعاء، لأول مرة، أمس، مدينة حيفا في شمال فلسطين المحتلة، بصاروخ جديد، كما استهدفت تل أبيب للمرة الثانية في غضون 72 ساعة، وفق إعلان المتحدّث العسكري، العميد يحيى سريع، الذي أكّد، في بيان، تمكّن تلك القوات من تطوير قدراتها العسكرية بما يواكب التحديات التي فرضها العدوان الأميركي الذي تواجهه منذ أكثر من شهر. وقالت مصادر في صنعاء، لـ»الأخبار»، إن القوات المسلحة أجّلت الحديث عن نوعية الصاروخ المُستخدم في قصف حيفا، خلافاً للبيانات السابقة التي حدّد فيها سريع أنواع الصواريخ المُستخدمة. وأكّدت المصادر أن الصاروخ المُستخدم أمس جديد، وأثبت أنه يتّسم بمواصفات حديثة من حيث التخفّي والمناورة وتجاوز الدفاعات الجوية المعادية، مشيرة إلى أن ذلك يمثّل تحوّلاً استراتيجياً في المعركة.

وفي حين ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أن الهجوم الصاروخي على حيفا يُعدّ حدثاً غير عادي، وأن هذه هي المرة الأولى التي تُفعّل فيها صافرات الإنذار في شمال فلسطين المحتلة نتيجة إطلاق صاروخ من اليمن، اهتمّت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية بالحدث، لافتة إلى أن ما جرى يُعدّ تطوراً نادراً.