في 2025/12/08
متابعات
استهلّ الرئيس السوري أحمد الشرع الذكرى الأولى لـ"تحرير سوريا" من نظام بشار الأسد بأداء صلاة فجر اليوم الاثنين في المسجد الأموي الكبير بدمشق، ووضع قطعة من ستار الكعبة المشرفة قدّمها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ودخل الشرع إلى المسجد بالزي العسكري، في خطوة رمزية تعكس العملية العسكرية التي نفّذتها الفصائل السورية وأفضت إلى إنهاء حكم نظام الأسد وإعلان "تحرير سوريا" قبل عام في مثل هذا اليوم.
وألقى الشرع عقب أداء الصلاة كلمة قصيرة قال فيها: "سنعيد بناء سوريا بطاعة الله عز وجل، وبنصرة المستضعفين، والعدالة بين الناس"، وسط تكبيرات تعالت من الحشود في باحات المسجد.
ومن على المنبر تابع الشرع خطابه قائلاً: "أيها السوريون، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فوالله لن يقف في وجهنا أي أحد مهما كبر أو عظم، ولن تقف في وجهنا العقبات، وسنواجه جميعاً كل التحديات بإذن الله".
وفي معرض حديثه استذكر الشرع أولى زياراته الخارجية بعد "النصر المبين"، موضحاً: "بعد أن منَّ الله علينا بالنصر المبين، كانت أولى زياراتنا الخارجية إلى المملكة العربية السعودية".
وتابع: "آثرنا في ذاك اليوم إلا أن نزور بيت الله الحرام، ونشكر الله ونعتمر لله عز وجل، فأكرمنا في ذاك الوقت بدخول الكعبة المشرفة، وصلّينا في داخلها".
واستكمالاً لروايته كشف الشرع عن تفاصيل الهدية قائلاً: "وعند عودتنا قد أكرمنا الأمير محمد بن سلمان بهدية، قطعة من ستار الكعبة، مكتوب عليها: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)".
وأوضح الشرع سبب اختيار المسجد الأموي لوضع القطعة قائلاً: "آثرنا أن تكون هذه القطعة في مسجد بني أمية، لتتحدّ بذلك الدول، وتمتد أواصر المحبة والأخوة من مكة المكرمة إلى بلاد الشام، واخترنا أن يكون تدشينها في اللحظات الأولى لذكرى النصر".
يمثّل تحرير سوريا نقطة التحوّل الأبرز في المشهد السوري الحديث، بعدما استطاعت الفصائل السورية المنظمة – بدعم شعبي واسع – إنهاء سيطرة نظام بشار الأسد على مفاصل الدولة، في واحدة من أكثر العمليات تعقيداً منذ اندلاع الثورة عام 2011.
وجاءت العملية، التي انطلقت قبل عام، تتويجاً لجهود المعارضة السورية ونجاح الفصائل في توحيد غرف عملياتها وإقامة تنسيق ميداني غير مسبوق، مكّنها من السيطرة على مراكز عسكرية استراتيجية في محيط دمشق وشمال البلاد وجنوبها.
وبإعلان تحرير سوريا دخلت البلاد مرحلة جديدة، تتصدرها ملفات إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتعزيز الأمن المحلي، وفتح الباب أمام تسوية سياسية شاملة تعيد للسوريين دورهم في رسم مستقبل بلادهم، وسط تحديات هائلة في الاقتصاد والإعمار وبسط الاستقرار.