متابعات
تقترب المملكة العربية السعودية من استضافة كأس العالم 2034، في إطار سعيها لتعزيز دورها كقوة رياضية عالمية واستثمارها في تحقيق أهداف "رؤية 2030".
هذه الخطوة تأتي بعد نجاحات عديدة في تنظيم واستضافة بطولات رياضية دولية، منذ عام 2018 مثل الفورمولا 1، والجولف، والملاكمة، والعديد من البطولات الرياضية الأخرى في كرة القدم مثل السوبر الإيطالي والإسباني.
ومن المنتظر أن تستضيف السعودية أيضاً بطولة كأس العالم للأندية في ديسمبر القادم، مما يعزز استعدادها لاستضافة كأس العالم 2034.
وفي أكتوبر 2023 أعلنت السعودية ترشحها لاستضافة مونديال 2034، علماً بأنها الدولة الوحيدة التي تقدمت لاستضافة هذا الحدث العالمي.
الوعد 11 ديسمبر
وبحسب ما أعلنه رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل، فإن المملكة ستكون أول دولة في التاريخ تستضيف كأس العالم بشكلها الجديد بمفردها، في حال فوزها باستضافة البطولة في الحفل الذي سيرعاه الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في 11 ديسمبر المقبل.
وتعهد المسحل بأن تقدم المملكة أفضل نسخة في تاريخ بطولات كأس العالم، مؤكداً أن "هناك تكاتفاً وتناغماً من القطاعات الحكومية كافة بلا استثناء، لإنجاح ملف استضافة بطولة كأس العالم".
وأكد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن المملكة حصلت على دعم أكثر من 125 اتحاداً كروياً حول العالم، مما يعزز فرصها بشكل كبير في الفوز بالاستضافة.
وفي يوليو الماضي تقدمت السعودية بملف الترشح الرسمي لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034، خلال حفل أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس.
وبحسب قناة "الإخبارية" السعودية، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنهى مرحلة التقييم لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034.
وأوضحت القناة، في 3 نوفمبر الجاري، أن انتهاء مرحلة تقييم ملف المملكة لاستضافة مونديال 2034، جاء بعد زيارات ميدانية للملاعب والأماكن المرشحة لاستضافة الحدث العالمي.
كما نقلت القناة عن مصادرها، أن التقييم يركز بشكل أساسي على الجوانب المتعلقة بالبنية التحتية والجوانب التجارية أيضاً، مشيرةً إلى أن "الفيفا" سينشر تقريره النهائي الخاص بتقييم الملف السعودي في نهاية نوفمبر الجاري، في حين سيعلن قراره النهائي في 11 ديسمبر المقبل.
مرشح وحيد
وباتت السعودية مرشحة بقوة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2034 بعدما أكدت أستراليا أنها لن تقدم عرضاً لاستضافة البطولة في اليوم النهائي لتقديم العروض في أكتوبر 2023.
وستصبح السعودية، التي تستثمر بقوة في الرياضة مؤخراً، ثالث دولة عربية تستضيف المونديال خلال 12 عاماً، بعد قطر 2022 والمغرب 2030.
وأشاد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي الذي تنتمي إليه أستراليا، بالعرض السعودي، وقال: إن "عائلة كرة القدم الآسيوية بالكامل ستدعم هذا العرض".
وعقب إعلان المملكة تقديمها طلب استضافة البطولة في 2034، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: إن "الخطوة تعكس تقدم البلاد في المجالات كافة".
كما أدلى وزير الرياضة عبد العزيز بن تركي الفيصل آل سعود، بتصريحات مماثلة، وقال: إن "الفوز بشرف استضافة كأس العالم 2034، سيكون حجر أساس مهماً في تحول البلاد".
وأضاف: "باعتبار أننا بلد طموح يرحب بجميع الألعاب الرياضية، نعتقد أن استضافة كأس العالم لكرة القدم هي الخطوة التالية الطبيعية في رحلتنا بعالم كرة القدم".
وكون السعودية المرشح الوحيد لاستضافة مونديال 2034، يعكس قدرتها على تلبية متطلبات "الفيفا" وتنظيم حدث ضخم يعزز مكانتها الدولية ويعكس رؤية طموحة للمستقبل باستضافة 48 منتخباً.
كما أن حصول السعودية على دعم أكثر من 125 اتحاداً كروياً يعكس قوة التحالفات الرياضية والدبلوماسية التي نجحت المملكة في بنائها، والتي تسهم في تعزيز فرصها في تنظيم البطولة وتقديمها بأفضل صورة.
ومن المتوقع أن يكون لاستضافة السعودية لكأس العالم 2034 آثار إيجابية على الرياضة في المنطقة ككل، حيث تسهم في رفع مستوى البنية التحتية الرياضية، وتحفيز النشاطات الشبابية، وتعزيز اهتمام الجماهير بالرياضة.
ماذا أعدت المملكة؟
تعهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بأن المملكة جاهزة لتنظيم كأس عالم استثنائية تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والثقافة الغنية في المنطقة، وستعمل على ضمان تجربة رياضية مميزة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
وأكد المسحل أن السعودية جاهزة لاستضافة المونديال في الصيف أو الشتاء على غرار مونديال قطر 2022، مشيراً إلى أنه لم يتم تحديد موعد إقامة البطولة بعد.
وقال في يوليو الماضي، إنه تم اختيار موقعين لمنطقة الجماهير في كل مدينة مستضيفة للمونديال، وبطولة كأس آسيا 2027 ستكون فرصة لتجربة بعض ملاعب بطولة كأس العالم 2034.
كما قال رئيس ملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 حماد البلوي، إن مباراتي الافتتاح والنهائي لكأس العالم 2034 ستقامان في الرياض، وأبعد مسافة يقطعها المشجع في المملكة هي ساعتان.
وتعتمد خطة السعودية لاستضافة المونديال على تطوير بنيتها التحتية بشكل شامل، وضمن ذلك بناء وتجديد الملاعب والمنشآت الرياضية، وتحسين شبكات النقل والفنادق، وذلك لضمان استضافة بطولة بمستوى عالمي.
وتأتي هذه المشاريع في سياق "رؤية 2030"، التي تهدف إلى تعزيز السياحة وتنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن الاعتماد على النفط.
وتشمل الاستعدادات السعودية إقامة المباريات في خمس مدن رئيسة، وهي: الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم، مع الاعتماد على 15 ملعباً متطوراً، منها 11 ملعباً جديداً.
كما أن استاد الملك سلمان في الرياض سيكون الملعب الرئيس وسيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية، بقدرة استيعابية تتجاوز 92 ألف متفرج.
كما تم التخطيط لوجود أكثر من 230 ألف غرفة فندقية موزعة على المدن المستضيفة والمجاورة، إلى جانب توفير 132 مقر تدريب للمنتخبات المشاركة.