دول » السعودية

المزارع السياحية.. وجهة سعودية جاذبة للترفيه والاستثمار

في 2025/01/24

كامل جميل - الخليج أونلاين

حققت السعودية خلال سنوات قليلة تطوراً ملحوظاً في مجال السياحة الريفية والمزارع السياحية؛ بتقديمها جهوداً كبيرة لتعزيز هذا القطاع، من خلال دعم متعدد الأوجه لتطوير هذه الأنشطة.

أحد الجوانب المهمة في هذا السياق هو دعم الحكومة السعودية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في مجال السياحة الريفية، مما ساهم في زيادة عدد المزارع السياحية وتحسين خدماتها، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات لتسهيل الاستثمار في هذا القطاع؛ وهو ما أدى لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والدولية.

والسياحة الزراعية أو المزارع السياحية هي نشاط يهدف إلى فتح مزرعة للسياح وجعلها وجهة سفر يقصدها الجميع لهدف المتعة والترفيه والتعليم وشراء منتجات المزرعة.

دعم حكومي

على طريق استغلال الطبيعة الريفية والمساحات الزراعية في مجال السياحة، أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة في عام 2020 برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة "ريف"، تتمثل أهميته في:

العمل على تعزيز قدرات صغار المنتجين الزراعيين وتمكينهم.

تحقيق الأمن الغذائي وتوفير 43% من احتياجات المناطق المستهدفة، و19% من إجمالي احتياجات المملكة.

ضمان غذاء آمن وصحي ومستقر.

زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل.

الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.  

يشمل البرنامج 8 قطاعات واعدة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة وفق رؤية 2030.

التكلفة الإجمالية: 12 مليار ريال سعودي.

الإطار الزمني: حتى نهاية عام 2025.

تنفيذ البرنامج بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).

استثمار واعد

تفيد الجمعية التعاونية للسياحة الزراعية والريفية والبيئية (ريفنا)، بأن فوائد السياحة الزراعية تكمن في أنها نشاط واستثمار واعد ومميز.

وتلفت إلى أن السياحة الزراعية تعمل على تثقيف جميع أفراد المجتمع بشأن أهمية المناطق الريفية، واستثمارها بالزراعة والسياحة، وتفعيل دورها، وإسهاماتها في الاقتصاد الوطني.

وتؤكد الجمعية أن الدافع الأساسي لدخول قطاع السياحة الزراعية والريفية عدد من الاحتياجات والمصالح الخاصة بالمزارع، ومن تلك الاحتياجات الرئيسية التي تحفز المزارعين على دخول هذا المجال ما يلي:

- توفير دخل إضافي بما يساعدهم في تنمية قدراتهم وتحسين المستوى المعيشي.

- زيادة قيمة المزرعة التي تقدم برامج السياحة الزراعية.

- بيع منتجات المزرعة للسياح والزوار.

- مساعدة مالك المزرعة في استغلال عناصرها بشكل أفضل.

وتفيد وزارة البيئة والمياه والزراعة أنها أصدرت 190 ترخيصاً لمزارع ريفية في مختلف مناطق السعودية، للمساهمة في زيادة الاستثمارات الزراعية، ودعم المحتوى المحلي.

مشاريع تجذب المزارعين

عبد الله الشهري، من سكان النماص جنوب السعودية، حوّل مزرعته العائلية إلى مزار سياحي يتيح للزوار قطف الفواكه الموسمية والاستمتاع بتجارب زراعية مميزة.

حسب ما ذكرت "العربية.نت" أوضح الشهري أنه يخطط لتطوير المزرعة لتشمل أنشطة زراعية وتراثية، بهدف تعزيز مفهوم السياحة الزراعية في المنطقة وإحياء التراث الزراعي للأجيال الجديدة.

وأشار إلى أن مشروعه يعكس قدرة الإنسان على تحويل الأفكار البسيطة إلى مشاريع ناجحة تسهم في خدمة المجتمع وتعزيز السياحة المحلية.

بدوره استغل المزارع إبراهيم السفياني من الطائف نجاحه في زراعة الورد الطائفي، حيث يمتلك أكثر من 4 آلاف شتلة وينتج العطور ومنتجات الورد داخل مزرعته، لتعزيز تجربة السياحة الريفية.

وبحسب صحيفة "الرياض"، أوضح السفياني أنه استفاد من دعم برنامج "ريف" لتطوير الزراعة، مشيراً إلى خطته لإنشاء نزل ريفية توفر تجربة إقامة فريدة للزوار، مما يعزز الاقتصاد الريفي والسياحة المستدامة في المنطقة.

التنمية الريفية

السياحة الريفية تأتي في إطار "التنمية الريفية" التي يقول عنها علي القاسم، الأستاذ المساعد بقسم السياحة والفندقة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، إنها مصطلح ظهر لأول مرة في أواخر القرن العشرين.

وبحسب وكالة "واس" يوضح القاسم أن التنمية الريفية تمثل عملية سياحية تهدف إلى تحقيق الاتساق بين العولمة الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة على المدى الطويل.

وأشار إلى أن السياحة الريفية تُقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وتشمل السياحة التراثية والثقافية والسياحة الطبيعية والسياحة الزراعية. 

وأكد أن السياحة الزراعية توفر تجربة مميزة للمواطنين والمقيمين، تتيح لهم فرصة التفاعل مع الطبيعة والمساهمة في الأنشطة الزراعية، بما يعزز من معرفتهم الثقافية والبيئية، ويجعلها وجهة مثالية للهروب من ضغوط الحياة اليومية. 

مظلة رؤية 2030

في مقال بصحيفة "المدينة" بعنوان "مستقبل السياحة الريفية في المملكة" يتطرق الكاتب أحمد العمري إلى الظهور الأول للسياحة الريفية خلال السنوات الأخيرة من القرن الماضي وأهدافه.

ويلفت إلى أن مناطق المملكة المتعددة تتفرد بالمزارع الريفية الدائمة، والفعاليات الموسمية "حيث باتت البيوت والنزل الريفية تحقق جاذبية لقضاء أوقات الإجازات القصيرة".

وأكد أنه "مع رؤية المملكة 2030 لتطوير القدرة التنافسية للمناطق الريفية، وتحسين نوعية الحياة في تلك المناطق وتشجيع تنوع الاقتصاد الريفي ازدهرت هذه السياحة وزاد حجم استثماراتها".

ويرى أن ذلك يدلّ على "ازدياد رغبة أصحاب المزارع في المشاركة في هذا المفهوم الجديد للسياحة من أجل زيادة إثراء تجربة السائح، وكذلك مصادر دخل إضافي للمزارعين والسكان المحليين".

وأضاف: "لا شك أن السياحة الريفية تعود بالنفع على السياح والمجتمع المحلي، ولها أهمية كبيرة للحياة الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين، لذلك أصبحت السياحة الريفية أسلوب حياة واتجاهاً حديثاً لتطوير صناعة السياحة في بلدنا".