دول » الكويت

خليجي 26.. دفعة إيجابية للسياحية والاقتصاد الكويتي

في 2025/01/03

متابعات

أسهمت استضافة الكويت لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم خليجي 26 في تحقيق انتعاش اقتصادي ملحوظ، حيث عززت من الحركة التجارية، وشهدت القطاعات السياحية والترفيهية ارتفاعاً كبيراً في العوائد.

ومع تدفق آلاف المشجعين من مختلف دول الخليج والعراق، استفادت المنافذ الحدودية والفنادق والمطاعم وشركات النقل، وشركات التحويلات المالية من الطلب المتزايد، ما أدى إلى توفير فرص عمل جديدة وتنشيط الأسواق المحلية.

ولم يكن هذا الحدث الكبير مجرد فعالية رياضية، بل كان بمنزلة دفعة اقتصادية محورية أظهرت قدرة الكويت على الاستفادة من الفعاليات الإقليمية لتعزيز التنمية الاقتصادية، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة لمستقبل الاستثمارات في قطاعي الرياضة والسياحة.

عوائد اقتصادية

لم يقتصر أثر البطولة على الحضور الجماهيري أو الأداء الرياضي، بل امتد إلى إنعاش قطاعات متعددة داخل الاقتصاد الكويتي، ما يبرز أهمية الفعاليات الكبرى في تحفيز النمو المحلي.

وكشفت صحيفة "الشرق بلومبيرغ" عن أن تكلفة حفل افتتاح البطولة بلغت أكثر من 25 مليون دولار، وفي المقابل ستجني الكويت ملايين الدولارات من بيع حقوق البث، وعوائد الإنفاق السياحي للمشجعين، فضلاً عن بيع التذاكر.

وترجّح بعض التقديرات تحقيق عوائد اقتصادية تتجاوز 30 مليون دولار بوجود أكثر من 30 ألف مشجّع دخلوا الكويت من مختلف الدول، مع واردات اقتصادية طويلة الأمد بفضل تطوير الملاعب وشبكة النقل والمواصلات وغيرها.

وبحسب تصريحات رئيس مجلس إدارة اتحاد الفنادق الكويتية غازي النفيسي لصحيفة "القبس"، ارتفعت نسب إشغال الفنادق إلى 100% خلال البطولة، وهو ما يعد قفزة كبيرة مقارنة بالمعدلات السنوية المتواضعة التي تراوحت بين 25% و30% على مدى السنوات الأربع الماضية.

ومع وجود نحو 16 ألف غرفة فندقية، سجل الإقبال على المطاعم الفندقية زيادة كبيرة، حيث تجاوزت نسب إشغالها 70% مع زخم كبير على المطاعم الشهيرة بتقديم الأطباق الخليجية والعربية.

ومع الزيادة في الطلب أكدت مصادر لصحيفة "الراي" ارتفاع أسعار الغرف الفندقية بنسبة 40% مقارنة بأسعارها في الأيام الاعتيادية، بينما شهدت المطاعم زيادة بنسبة 25%، وقد جاءت هذه الزيادة مدفوعة جزئياً بالارتفاع العام في الأسعار بسبب التضخم، وكذلك بموجب قاعدة العرض والطلب.

وأوضح النفيسي أن الفعالية لم تكتفِ برفع الإيرادات الفندقية فحسب، بل أبرزت أيضاً قدرة الكويت على استقبال زوار من مختلف دول العالم.

وعلى صعيد المطاعم أكد رئيس اتحاد المطاعم فهد الأربش للصحيفة أن الحدث ترك أثراً واضحاً على المطاعم والمقاهي الشعبية، خاصة في منطقة المباركية، وقد شهدت بعض المطاعم زيادة في المبيعات وتمديد ساعات عملها لاستيعاب الطلب المرتفع، مدعومة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة تسويقية فعالة لاستهداف الجمهور.

ووفقاً لمصادر "الراي"، لم يقتصر النشاط الاقتصادي على الفنادق والمطاعم فقط، بل شمل الأسواق التقليدية في الكويت، وخاصة سوق المباركية، حيث شهدت حركة المحلات التجارية زيادة كبيرة بنسبة تصل إلى الضعف مقارنة بالوضع المعتاد.

ولخصت صحيفة "القبس" 6 فوائد اقتصادية بارزة لـ"خليجي 26":

نمو الإيرادات السياحية: جذبت البطولة أعداداً كبيرة من المشجعين، مما زاد الطلب على خدمات الإقامة والمطاعم والتسوق.

تحفيز الاستثمارات: تطوير البنية التحتية والمرافق الرياضية فتح المجال لاستثمارات جديدة محلية وأجنبية.

خلق فرص عمل: وفر الحدث وظائف مؤقتة ودائمة في مجالات الضيافة والأمن والنقل.

تعزيز التجارة: ساهم ارتفاع أعداد الزوار في تنشيط الأسواق المحلية وزيادة الطلب على السلع والخدمات.

تعزيز العلامة التجارية الوطنية: أظهرت البطولة صورة إيجابية للكويت على المستوى الإقليمي والدولي، مما يعزز فرص الاستثمار المستقبلي.

انتعاش قطاع التجزئة: حققت مراكز التسوق والمحال التجارية زيادات ملحوظة في المبيعات، مدعومة بانخفاض الضرائب المحلية.

وتؤكد هذه الفوائد أهمية استثمار الكويت في الفعاليات الكبرى، ليس فقط لتعزيز الاقتصاد المحلي ولكن أيضاً لتطوير صورتها كوجهة رياضية وسياحية رائدة.

انعكاسات إيجابية

ويقول الأكاديمي الرياضي الدكتور فراس عبد الحميد، إن استضافة الكويت للبطولة ينعكس إيجابياً على الجانب الاقتصادي، لا سيما مع قدوم آلاف المشجعين من مختلف البلدان الخليجية، وذلك له عوائد مالية جيدة.

ويضيف لـ"الخليج أونلاين" أن المشجعين القادمين إلى الكويت سيحتاجون إلى فنادق وطعام وشراء الهدايا وبعض الاحتياجات الأخرى، وذلك كله سيصب في دعم وانتعاش الاقتصاد المحلي، من خلال إدخال العملة الصعبة للبلاد.

ويبين عبد الحميد أن إقامة البطولات الرياضية تعتبر فرصة للاطلاع على قدرات البلد المستضيف وإمكانياته، وهذا يمكن أن يسهم في خلق فرص للاستثمار، من خلال فتح مصانع أو شركات مختلفة من قبل رواد الأعمال القادمين.

وأشار إلى زيادة الأسعار وارتفاع الطلب على الخدمات خلال البطولة، موضحاً أن "ذلك أمر طبيعي في ظل قدوم أعداد كبيرة من المشجعين، مما يزيد الطلب على الخدمات والمساكن في الفنادق ويسهم برفع الأسعار".

ويرى عبد الحميد أن من الضروري أن تكون هناك أسعار مدعومة للخدمات في البلدان التي تحتضن مثل هذه الفعاليات والبطولات الرياضية، لجذب أكبر عدد مشجعين من الخارج، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي للبلد المستضيف.

انتعاش قطاعات الأعمال

امتد تأثير البطولة ليشمل قطاعات النقل والصرف المالي، مع تسجيل نمو ملحوظ في حركة السحوبات المالية وحجوزات الغرف والمطاعم، مما انعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني.

وفيما يتعلق بالسحوبات المالية كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "الراي" الكويتية عن أن شركة "كي نت" للخدمات المصرفية الآلية المشتركة رصدت زيادة في حجم السحوبات عبر أجهزة نقاط البيع خلال الأيام العشرة الأخيرة من 2024، وبلغت هذه الزيادة بين 15% و17% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، ما يعكس تحسناً ملحوظاً في حركة المدفوعات التجارية.

وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي النمو الذي سجلته السحوبات المالية عبر "كي نت" طوال العام المالي المنتهي في 31 أكتوبر 2024 بلغ 20%.

كما لوحظت زيادة في حركة وسائل النقل بمختلف أنواعها، سواء النقل البري أو الجوي، وعلى الرغم من أن غالبية الزوار في هذه الفترة يأتون من دول الخليج فإن 13 ألف عراقي دخلوا الكويت خلال بطولة "خليجي زين 26".

أما فيما يتعلق بقطاع التأمين فقد لوحظ انخفاض في نسبة إصدار وثائق التأمين على السيارات مقارنة بالقطاعات الأخرى، ويرجع ذلك إلى أن معظم الزوار اعتمدوا على وسائل النقل الجماعي، خاصة في حال كانت الزيارة قصيرة.