متابعات
خطوة إيجابية أخرى تضاف إلى ما توليه دولة قطر من اهتمام بالمسنين، بإطلاقها مصطلح "كبار القدر" للإشارة إلى كبار السن، وهو ما لقي إشادة واستحساناً واسعاً داخل وخارج قطر.
الأربعاء (13 نوفمبر الجاري) أصدر إبراهيم بن علي المهندي، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، تعميماً إلى الوزراء ورؤساء الأجهزة الحكومية الأخرى والهيئات والمؤسسات العامة بشأن استخدام مصطلح "كبار القدر"، بدلاً من مصطلح "كبار السن".
ووفق التعميم، الذي حمل رقم (20) لسنة 2024، يأتي استخدام المصطلح الجديد انطلاقاً من الحرص على الاهتمام بكبار السن، وفي ضوء اقتراح وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة.
التعميم شدد على ضرورة أن تراعي الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى والهيئات والمؤسسات العامة استخدام مصطلح "كبار القدر" بدلاً من "كبار السن" في جميع مراسلاتها، ومواقعها الإلكترونية، وأي بيانات أو تصريحات إعلامية تصدر عنها.
وتستخدم وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة اسم "كبار القدر" في بياناتها وخطاباتها، وتبدي الوزارة اهتماماً كبيراً بهذه الفئة من المجتمع.
في أكتوبر الماضي نظمت الوزارة، عبر مركز تمكين ورعاية كبار السن (إحسان)، أحد مراكز المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي التابعة لها، ملتقى كبار القدر بالتزامن مع اليوم العربي لكبار السن.
خلال الملتقى أعربت مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، عن تقديرها الشديد لكبار القدر، مؤكدة أنهم الثروة الحقيقية التي وضعت لبنات النهضة الحديثة.
وأضافت، موجهة خطابها لكبار السن: "إن تلبيتنا لكل ما تأمرون به هو أقل ما يمكن أن نقدمه، فأنتم أهل الفضل".
وأضافت: "من البر أن نلبي احتياجاتكم، ونستمع إلى طلباتكم، ونسعى بكل جهد لتحقيقها، فنحن ملتزمون بتحسين جودة الخدمات المقدمة لكم، ونعمل دائماً على مراجعة كل ما يتعلق بتسهيل حياتكم".
تفاعل كبير
شهدت مبادرة إطلاق تسمية "كبار القدر" تفاعلاً كبيراً وإيجابياً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لاقت التسمية صدى واسعاً وأثارت إعجاب المجتمع القطري.
عبّر العديد من القطريين وغير القطريين عن تأييدهم لهذا المصطلح الجديد؛ لما يحمله من تقدير واحترام للفئة العمرية الكبيرة، معتبرين أن هذه التسمية تعكس ما يتمتع به كبار السن من خبرات وقدرات وقيمة معنوية عالية.
على وسائل التواصل الاجتماعي تناقل القطريون مصطلح "كبار القدر" بشغف، ورأوا في التسمية دافعاً للاعتزاز بكبار السن ودورهم في المجتمع.
كما اعتبر البعض أن هذه الخطوة تعزز الوعي بأهمية احترام وتقدير كبار السن، وتسلط الضوء على ضرورة توفير الدعم والرعاية لهم كجزء أساسي من الهوية الثقافية والدينية.
ويأتي هذا التفاعل أيضاً في سياق توجه قطر نحو تعزيز مفاهيم التنمية الشاملة التي تراعي احتياجات جميع الفئات العمرية، حيث يشعر القطريون بالفخر بالجهود الوطنية المبذولة لتعزيز القيم المجتمعية ودعم كبار السن كشركاء أساسيين في المجتمع.
ورأى مواطنون من دول خليجية وعربية أهمية كبيرة في إطلاق المصطلح، عادين إياه يجسد تقدير كبار السن الذي أمرت به الشريعة الإسلامية والعرف المجتمعي.
اهتمام كبير
يأتي إطلاق تسمية "كبار القدر" متوافقاً مع ما يُوليه الدين الإسلامي من اهتمام كبير لكبار السن، وحثه المسلمين على احترامهم وتقديرهم، ويعتبر توقير كبار السن جزءاً من الأخلاق الإسلامية الأساسية.
وتتوافق هذه التسمية أيضاً مع طبيعة الموروث المجتمعي للعرب؛ حيث تتمتع فئة كبار السن بمكانة اجتماعية رفيعة، ويعتبرون رموزاً للحكمة والرأي السديد، ويتصدرون المجالس الاجتماعية.
وفي قطر يمكن تلخيص وضع كبار السن بما يلي:
يُشكل كبار السن ممن هم فوق سن 65 عاماً نحو 2% من السكان.
يحق للمتقاعدين الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً، والذين كانوا يعملون في الحكومة، الحصول على معاش تقاعدي.
يجوز للمواطنين المسنين التقدم بطلب للحصول على المساعدة من وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية.
ترعى حكومة قطر مركز تمكين ورعاية كبار السن، وهي مؤسسة غير ربحية تقدم خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين، وهذه الخدمات متاحة للمواطنين والمقيمين على حد سواء. تشمل خدماتها:
- التمريض، حيث تتضمن تقديم الرعاية الصحية والاستشارات الخاصة بالنظام الغذائي.
- العلاج بالأدوية وتوجيه المسنين وأسرهم، وخدمات العلاج الطبيعي.
- إرسال متخصصين اجتماعيين لتقييم الحالات الفردية، وتقديم المساعدة اللازمة، وقد تشمل توفير الأسرَّة والكراسي المتحركة.
ساعد التقدم في مجال الرعاية الصحية على زيادة مُتوسط العمر المتوقع في قطر، ويُعدّ بكل المقاييس من العوامل المُساهمة في الرعاية العامة للمُسنين.
تنظم الدولة الخليجية بانتظام فعاليات وبرامج للمساعدة في دمج المُسِنين في المجتمع.