عمر محمود \ الخليج أونلاين
شهد معرض قطر الدولي للسياحة والسفر 2024 (كيو تي إم) تجمعاً عالمياً بارزاً، حيث سلط الضوء على الطفرة السياحية التي يشهدها الخليج، وسط إقبال دولي واسع للتعاون مع الدول الخليجية في هذا القطاع المتنامي.
واستعرض المعرض، الذي يعد منصة متكاملة لصناع القرار وخبراء السياحة، الفرص الاستثمارية والمشاريع الرائدة التي تجعل منطقة الخليج وجهة جاذبة للسياح والمستثمرين على حد سواء، مما يعكس تطلعات دول مجلس التعاون لتعزيز مكانتها كمحور رئيسي للسياحة العالمية.
المعرض الذي اختتمت فعاليات نسخته الثالثة الأربعاء (27 نوفمبر 2024) شهد مشاركة أكثر من 300 عارض من 60 دولة، وهو الحضور الأكبر في تاريخه.
وهدف المعرض الذي بدأ أعماله يوم الاثنين (25 نوفمبر 2024) إلى عكس صورة قطر كوجهة سياحية عالمية رائدة تحت شعار "اكتشف الأماكن والأشخاص والثقافات".
وشهد المعرض في نسخته الثالثة استقطاب أجنحة متميزة لعدد من الدول الراغبة في التعريف بنفسها سياحياً مثل روسيا وتركيا والمغرب، وذلك عبر استعراض مشروعاتها السياحية الضخمة ومعالمها على الجمهور والزوار.
تسعى الشركات والدول المشاركة في فعاليات المعرض لبناء شراكات مع دول الخليج العربي وتعزيز وجود السياح الخليجيين في بلدانهم، بحسب رأي عدد من المشاركين استطلع "الخليج أونلاين" آراءهم.
وأكد المشاركون قدرة الدول الخليجية على زيادة نمو استقطاب السياح من مختلف دول العالم؛ وذلك عبر بناء برامج سياحية مشتركة تشمل عدداً من المناطق السياحية في دول مجلس التعاون.
تعزيز التعاون
مدير المكتب الإقليمي الوطني المغربي للسياحة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا رشيد حمزاوي، يؤكد أن مشاركة المملكة المغربية في معرض قطر الدولي للسياحة والسفر بجناح ضخم يدل على حرص بلاده على الحضور في الفعاليات السياحية الكبرى في دول الخليج.
ولفت إلى أن تلك الفعاليات تشكل فرصة أمام المغرب لتعريف السياح الخليجيين بما تمتلكه من مناطق سياحية وطبيعية خلابة وتراث.
ويرى أن تبادل الخبرات والتعرف على التجربة القطرية في الترويج السياحي، وتعريف زوار المعرض بمناطق السياحية في المغرب، وتعزيز التعاون مع دول الخليج هي إحدى أبرز أهداف المشاركة المغربية في المعرض.
يوضح حمزاوي في حديثه لـ "الخليج أونلاين" أن السياحة الخليجية للمغرب شهدت انتعاشاً ملموساً بعد تجاوز آثار أزمة جائحة "كورونا"، التي أثرت بشكل مباشر على سوق السياحة والسفر، مبيناً أن القطاع بعد تعافي العالم بدأ يستعيد الأرقام التي كان يصل إليها ما قبل الحائجة.
وحول الحركة السياحية الخليجية إلى المغرب، يؤكد حمزاوي أن العام 2024 شهد نمواً بنحو 15% مقارنة مع أرقام العام الماضي، وستتجاوز ما قبل كورونا في العام 2019، وهي من الأعوام التي حققت فيها السياحة المغربية أرقاماً قياسية.
منصة خليجية
سهام المطيري، المؤسسة والشريكة في شركة "آر إن بي" للسياحة بالسعودية، تحدثت عن أهمية مشاركة الشركات الخليجية السياحية بالمعارض والمؤتمرات التي تنظم في دول مجلس التعاون؛ "لما لها من أثر إيجابي في استقبال السياح والزوار من مختلف دول العالم".
تكشف المطيري في حديثها لـ"الخليج أونلاين" عن فكرة تأسيس مشروع رقمي طموح تتبناها بشكل شخصي، قائلة: "أعمل على تأسيس مشروع رقمي يهدف إلى توفير تجارب سفر سلسة للسياح وجذب المستثمرين وذلك بالتنظيم مع الجهات المعنية".
وأضافت أن المشروع "يدعم ازدهار قطاع السياحة من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات"، مؤكدة أن هذه الفكرة تخدم السياحة الخليجية، وتكون تحت مظلة الجهات التي تعنى بالسياحة وتدعم السياحة الرقمية، بهدف استقبال السياح من مختلف دول العالم، بحسب قولها.
وترى المطيري أن السعودية تتمتع بعديد من الفعاليات والأماكن السياحية التي جعلتها وجهة للزوار على مدار العام، موضحة أن الاتساع الجغرافي للمملكة زاد من قدرة استقبال السياح من مختلف دول العالم.
السياحة الخليجية لروسيا
محمد الأطرش، مدير عام شركة "بريميوم موسكو" السياحية، يؤكد أن معرض قطر الدولي للسياحة والسفر أصبح يشكل منصة أساسية لعديد من الشركات السياحية حول العالم لاستقطاب الزوار وتبادل التجارب، مشيراً إلى أن مشاركة شركته ضمن جناح روسيا يهدف إلى الترويج للفعاليات والخدمات التي تقدمها للسياح في موسكو.
ويكشف الأطرش في حديثه لـ"الخليج أونلاين" عن أن استقبال روسيا للسياح الخليجيين شهد نمواً ملموساً، خلال السنوات الماضية، وبحسب قوله فإن عدد السياح من قطر نما أكثر من أربعة أضعاف، ومن السعودية نحو 11 ضعفاً، ومن الإمارات خمسة أضعاف مقارنة بالعام 2023.
ويعزو الأطرش الإقبال الخليجي على السياحة في روسيا إلى عدة أسباب؛ أهمها "الأمن والأمان الذي تتمتع به، إضافة إلى السعر المنافس للوجهات السياحية الأخرى".
كأس العالم
ويتفق رؤوف دراد، مدير شركة "خبرة قطر"، مع ما ذهب إليه الأطرش في أهمية معرض قطر الدولي للسياحة والسفر، ودوره بتعريف الزوار بالخدمات التي تقدمها الشركات السياحية، إضافة إلى تعزيز العلاقات فيما بينها؛ بما ينتج عنه شراكات مستقبلية تعود بالنفع على القطاع.
وحول السياحة الخليجية في قطر يوضح دراد أنها "تنقسم إلى قسمين، أولها السنوات ما قبل تنظيم كأس العالم والفترة ما بعد التنظيم، والذي جعل من قطر محط أنظار كثير من السياح والزوار على المستوى العالمي وأيضاً على المستوى الخليجي".
ويرى أن حرية التنقل بين دول مجلس التعاون والحدود الجغرافية البرية ساهمت في استقبال عديد من الوفود الخليجية التي باتت تنظر لقطر على أنها تقدم نموذجاً من السياحة الترفيهية والسياحة الرياضية خاصة، مع تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية الكبرى.
مؤشرات القطاع السياحي في دولة قطر:
زيادة بنسبة 24.5% في عدد زوار البلاد في أغسطس 2024.
توقع معدل نمو سنوي بنسبة 8.31% من 2024 إلى 2028.
إنفاق قطر السياحي الدولي بلغ 16.5 مليار دولار في عام 2023.
توقع أن يصل سوق السفر والسياحة في قطر إلى مليار و800 مليون دولار بحلول عام 2028.