متابعات
لطالما ارتبط حجر الكهرمان بسكان منطقة الخليج العربي منذ زمن طويل، إذ ارتبط بالجمال والرفاهية والذوق الرفيع، لا سيما تميزه بألوانه الذهبية والبرتقالية الدافئة، حتى تحول من حجر كريم إلى جزءٍ أصيل من التراث الخليجي.
والكهرمان حجر عضوي يتشكل من أشجار الصنوبر التي تكون مطمورة تحت الأرض لملايين السنين، مثله مثل الألماس الذي يستخرج من باطن الأرض، من مناطق عديدة.
وتعد روسيا من أكبر مناطق الإنتاج بالإضافة دول في شمال أوروبا، مثل بولندا، لاتفيا، ليتوانيا، وفي بعض البلدان في شرق أفريقيا مثل كينيا وتنزانيا.
علاقة شعوب الخليج مع الكهرمان قديمة وتعود معرفتهم به، من خلال طرق التجارة التي جلبت هذا الحجر النادر من مناطق البلطيق وأوروبا الشرقية.
وعلى الرغم من أن حجر الكهرمان يدخل في العديد من الصناعات لا سيما التحفيات والهدايا والزينة، لكن في منطقة الخليج، اشتهر الكهرمان كثيراً في صنع المسابح التي يستخدمها الرجال.
نتيجة ذلك، اشتهرت دول الخليج بصناعة المسابح الكهرمانية، حيث تُعدّ هذه الحرفة إرثاً ثقافياً تتوارثه الأجيال.
وفي المجتمعات الخليجية، يمكن وصف المسابح الكهرمانية علامة على المكانة الاجتماعية والذوق الرفيع؛ لذلك يحرص الكثيرون على اقتنائها، سواء للاستخدام الشخصي أو لتقديمها هدايا في المناسبات الرسمية والخاصة.
معرض كتارا الدولي للكهرمان
نتيجة لما ورد في أعلاه؛ تبنت قطر استضافة معرض دولي لحجر الكهرمان يقام كل عام في الحي الثقافي (كتارا)، ويحمل عنوان "معرض كتارا الدولي للكهرمان".
ومنذ انطلاقه عام 2019 يسعى المعرض للحفاظ على تميزه باعتباره أول معرض متخصص في الكهرمان على مستوى قطر، وثاني أكبر معرض عالمي يختص بخامة الكهرمان بعد المعرض الدولي.
ومع الاستعداد لانطلاق النسخة الخامسة من المعرض الثلاثاء (7 يناير الجاري) يمكن تلخيص أهميته بما يلي:
يُعدّ أحد أبرز الفعاليات العالمية المتخصصة في عرض أحجار الكهرمان واستخداماتها المتنوعة.
يجمع تحت سقفه نخبة من العارضين والخبراء والتجار من مختلف أنحاء العالم، ليصبح محطة مهمة لعشاق هذا الحجر الفريد.
يُبرز الدور الريادي لدولة قطر في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الحرف التقليدية.
يُعرض الكهرمان بجميع أشكاله واستخداماته، من المسابح الفاخرة والمجوهرات إلى التحف الفنية.
يسهم في تعزيز التجارة العالمية لهذه الصناعة التي تحمل قيمة اقتصادية وثقافية كبيرة.
تقام فيه جلسات نقاشية وورش عمل متخصصة تتيح للزوار التعرف على تاريخ الكهرمان وأسراره.
يُقدم منصة لتبادل الخبرات بين الحرفيين وصناع الكهرمان، مما يسهم في تطوير تقنيات صناعة المسابح والحلي المستوحاة من التراث.
يساهم في تعزيز مكانة قطر بصفتها وجهة ثقافية عالمية ومركز لصناعة الكهرمان.
موسم الكهرمان
ولكون المسابح هي المنتج الخليجي الأكثر استخداماً فيما يخص منتجات الكهرمان، يعدّ شهر رمضان السوق الأهم لهذه الصناعة، وهو ما يجعل العاملين في هذا المجال الاستعداد جيداً للموسم وشراء الكميات والنوعيات الكافية.
وبحسب صحيفة "الراية" القطرية يشهدُ شهرُ رمضانَ المُبارك انتعاشَ مبيعات مسابح الكهرمان ، لتصل إلى أَوْجِها في الأسبوع الأخير من رمضان؛ تمهيداً لاستقبال عيد الفطر المُبارك، حيث تبدأ الأسعار في الأسواق من نحو 3 دولارات إلى 2700 دولار.
ومسابح الكهرمان على أنواع، منها الفيروز والمرجان وعاج الفيل والياقوت والـ "أمتس" والنوع الحشري والعظم والنوع الكولومبي الأخضر والنوع الطبيعي والكهرم الكبس ونوع بدرة الكهرمان ونوع أخير يُسمّى "يسر" وهو نوع من أنواع المَرجان.
أهمية كبيرة
خالد العدواني عارض كويتي في مشاركة سابقة بمعرض كتارا للكهرمان، قال لقناة "الجزيرة"، وهو يستعرض مسابح ذات أوزان ثقيلة وحبات كبيرة: كان في السابق كبار السن يستخدمونها لما تمثله من قيمة ووجاهة، لكن الذائقة اليوم اختلفت وباتت مثل هذه المسابح تعرض للزينة وتقدم كهدية.
في حديث لقناة معرض كتارا الدولي للكهرمان أكد مشاركون أن أهمية كبيرة يوفرها المعرض لهم، حيث يمكنهم من المشاركة بعرض منتجاتهم والتعرف إلى منتجات أخرى وعقد شراكات.
العارض علي الدرويش يستعرض مسابح طويلة طولها نحو 1.40 متر، ذات حبات كبيرة، قال:
هذه المسابح ألمانية الصناعة وعمرها أكثر من 150 سنة.
تتميز بلونها الذي تغير ويصل وزن المسبحة 1200 غرام.
تتراوح أسعارها بين 150 إلى 200 دولار
هذا النوع من الحجر الذي صنعت منه المسبحة نادر لكون المصنع الذي أنتجه قصف في الحرب العالمية.
العارضة خلود القحطاني من الكويت تشارك بأعمال فنية مختلفة جميعها مصنوعة يدوياً من الكهرمان، تقول:
أكثر ما أعرضه هي أعمال نسائية تشمل القلائد والأقراط والخواتم.
أعرض أيضاً مصنوعات للرجال مثل المسابح والخواتم بالإضافة إلى مجموعة من التحفيات والحقائب.