عبد الله بن إبراهيم الكعي- الرياض السعودية-
ما هذا الذي يحدث؟
ما الذي غيّرنا وجعل بعضنا يُقدم على إزهاق روح إنسان هكذا بدمٍ بارد كما يقال؟
ما هي الدوافع التي جعلت جريمة القتل أمرا معتادا يحدث كل يوم على مدار العام؟
الآن عرفت سبب تسمية الزمن الماضي ب(الزمن الجميل) وحنين البعض الى ذلك الزمن الذي يهتز فيه جسد المجتمع بكامله حين يسمع بجريمة اعتداء على النفس.
زمن كان الناس بالكاد يسمعون فيه عن جريمة قتل ويعرفون تفاصيلها في نهاية نشرة أخبار التلفزيون بعد ظهيرة يوم الجمعة حين تتغير تقاسيم المذيع وهو يقول "بيان من وزارة الداخلية" ثم يبدأ بالآية من القرآن الكريم التي تبيّن جزاء من يقتل نفسا بغير حق ثم يسرد تفاصيل الجريمة والحُكم بالقصاص قتلا أمام الملأ في المدينة التي ارتكبت فيها الجريمة مع التحذير بأن هذا جزاء كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على حياة الآخرين.
وحسب صحيفة الوطن السعودية في عددها الصادر يوم الأحد 14 فبراير 2016 فقد تلقت المحاكم في كافة مناطق المملكة 306 قضايا قتل واعتداء على الآخرين خلال الفترة 1435-1436ه فقط وهو بلا شك رقم مقلق جدا يدل على أن المجتمع يتجه لحل خلافاته بأسلوب العنف والاعتداء والانتقام حيث أكّد المختصون الذي استضافتهم ذات الصحيفة بأن شرارة جريمة القتل تبدأ بمشاجرة وتنتهي بإزهاق روح أحد المتشاجرين.
قرأنا عن جريمة قتل بسبب الاختلاف على موقف سيارة، وأخرى بسبب الاختلاف على من له الحق في العبور، وثالثة ورابعة وعاشرة بسبب اختلاف الأقارب أو بين الأصدقاء حول أمور يمكن حلها بالإصلاح بين ذات البين. كل هذه الجرائم لا تستحق حتى مجرّد التلاسن فكيف بالقتل؟
يتندر الناس حول بعض البيانات التي تصدر فور معرفة المجتمع بها والتي تُلقي السبب في ارتكاب الجريمة على عدم سلامة عقل الجاني وهذه إدانة للمجتمع بالكامل في سويّة عقله!.
على العموم، أطرح ذات السؤال الذي طُرِحَ من قبل: هل للديات المليونية وفزعة الحمولة أو القبيلة لجمعها من أجل إنقاذ القاتل من القصاص أحد أسباب استسهال فعل جرائم القتل والاعتداء على النفس؟
السؤال يخص مركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية.
أفيدونا فأنتم من يعرف البير وغطاها.