الراي الكويتية-
24 ساعة فقط، كانت كفيلة لفك خفايا الجريمة المزدوجة التي حصلت في عاريا (قضاء بعبدا) على بعد 12 كيلومتراً من العاصمة اللبنانية، وذهب ضحيتها الكويتيان حسين محمد حسين النصار ونبيل بنيامين يعقوب غريب، اللذان قُتلا بواسطة مطرقة حديدية وبدافع السرقة في طبقة سفلية من المبنى الذي يملكانه وفيه مطعم مهجور.
وتمكنت القوة الضاربة في شعبة المعلومات اللبنانية من توقيف قاتلي المواطنين الكويتيين، وهما من الجنسية السورية أحدهما ناطور المبنى (عمار حمد) وشريكه (س.م)، بعد أن كانت أوقفت زوجة وابنة الناطور الذي توارى عن الأنظار فور انكشاف الجريمة، واعترف المضبوطان بأنهما ارتكبا الجريمة بواسطة مطرقة حديدية بدافع السرقة.
وبدت عاريا التي زارتها «الراي» أمس في حال صدمة، وهي التي تعوّدت احتضان الرعايا الكويتيين والخليجيين في قلْبها وفي أحضان سفوحها الجميلة. فالمطعم المهجور على الطريق العام من البقاع الى بيروت تحوّل مقصداً لوسائل الإعلام المحلية والعربية، لمواكبة القضية التي صارت حدَثاً لم يكن في الحسبان.
وحكاية هذا المطعم، الذي بدّل إسمه من «ماريدو» الى «قمر»، لا تقلّ غموضاً عن الجريمة، وسط معلومات عن ان المبنى المؤلف من طبقة أرضية تُستخدم كمطعم و3 طبقات سفلية للسكن ولإقامة الناطور، كان يملكه بداية رجل مسنّ اسمه محمد شمس الدين خضع لسطوة رجلٍ بقاعي نافذ من آل المصري فقام بتأجير المطعم لرئيس حزب «غد الثورة» المصري أيمن نور الذي استخدمه لأنشطة سياسية، قبل ان تنتقل ملكيّته للشيخ اللبناني طاهر بركة.
وتشير المعلومات الى ان عملية مقايضة تمت بين النصار وبركة، فحصل الأول على المطعم لقاء حصول الثاني على عقارٍ يملكه الكويتي في عاليه. ورغم ان بركة قام بتسديد ضرائب متراكمة مع مرور الوقت على المبنى بعدما اشتراه النصار، فإن الانطباع الذي كان سائداً لدى أوساط معينة هو أن صفقة البيع لم يكن ممكناً أن تكتمل لعدم قدرة الكويتييْن على تسجيل العقد في الدوائر العقارية لكونهما غير لبنانيين ولكون تملُّكهما يحتاج الى مرسوم من مجلس الوزراء.
والمبنى (المطعم والشقق) المهجور وغير المهجور، أُقفل بعد العثور على الجثتين المضرجتين بالدماء بالشمع الأحمر ومُنع على الإعلاميين دخوله، بعدما كانت المباحث الجنائية وأجهزة التحقيق عاينت موقع الجريمة وأجرت مسحاً لمسرحها.