سياسة وأمن » حوادث

سقوط طائرة "فلاي دبي".. هل يكون للإرهاب فيه نصيب؟

في 2016/03/21

محمد عبّود - الخليج أونلاين-

تضاربت التحليلات وآراء الخبراء حول تحطم الطائرة الإماراتية "فلاي دبي"، من نوع بوينغ 738، في مطار "روستوف أون دون" جنوب روسيا، السبت الماضي؛ الأمر الذي فرض احتمال سقوطها بصاروخ، خاصةً أن جلّ من كانت تقلهم من الروس.

وتعرضت طائرات روسية، في الآونة الأخيرة، لسقوط ووفاة جميع ركابها دون أسباب واضحة تفسر حوادث السقوط، حيث أرجعت اللجان المختصة ذلك إلى خلل فني كان وراءه، كتلك التي سقطت في شرم الشيخ بمصر أو التي سقطت في دولة جنوب السودان.

- ترجيحات واجتهادات

سقوط الطائرة "فلاي دبي" التي كانت تقل 61 شخصاً، في إطار سلسلة من حوادث سقوط الطائرات الروسية، دفع المحللين إلى توقعات بعيدة عن سوء الأحوال الجوية، كتعرضها لصاروخ من مجموعات إرهابية. وأرجعوا هذا الاحتمال إلى أن المسار الذي سلكته الرحلة والذي نشرته سلطات الملاحة الجوية الروسية قد تغير، بالإضافة إلى أن الطائرة دارت أكثر من 5 مرات في الجو بالقرب من المطار، محاولة الهبوط في ظل ظروف جوية سيئة.

وفي سياق احتمال العمل الإرهابي، أثارت تصريحات شرطي محلي يعمل في دولة لاتفيا الرأي العام بسبب تعليق كتبه حول سقوط الطائرة، قائلاً: "أنه لا بأس في حادث تحطم الطائرة البوينغ في روستوف على الدون جنوبي روسيا، لأن أغلب القتلى هناك مواطنون روس"؛ الأمر الذي دفع محافظ العاصمة اللاتفية ريغا، نيل أوشاكوف، إلى إخضاع الشرطي للتحقيق بسبب ما كتبه، واعتبر المحافظ تلك التصريحات المثيرة للجدل "مزحة في غير موضعها"، ومؤكداً أن الشرطي "لم تكن لديه نيات سيئة أو عدم احترام".

من جانبه، طالب اللواء والخبير العسكري، طلعت مسلم، بانتظار ظهور نتيجة لجنة التحقيق الروسية دون التسرع بترجيح أية احتمالات.

وأشار مسلم، في تصريح خاص لـ"الخليج أونلاين"، إلى احتمال سقوطها بسبب سوء الأحوال الجوية، مستبعداً في الوقت ذاته احتمال سقوطها بصاروخ أو بسبب عمل إرهابي.

لجنة التحقيق الروسية رجحت، حتى لحظة كتابة التقرير، أن يكون سقوط الطائرة راجعاً إلى خطأ بشري أو عطل فني، وفق ما ذكرته وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن أوكسانا كوفير جنايا، ممثلة اللجنة، التي أضافت القول: "نبحث في الوقت الراهن في نظريتين رئيسيتين لتحطم الطائرة في روستوف-أون-دون: خطأ من الطيار يتعلق بتدهور الأحوال الجوية، أو عطل فني".

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لفلاي دبي، غيث الغيث، السبت، إن من السابق لأوانه تحديد سبب التحطم، إلا أن مسؤولين لمحوا إلى أنه قد يكون بسبب خطأ من الطيار أو مشكلة فنية أو رياح عاصفة في المطار، مطالباً في الوقت ذاته بعدم الخوض في تكهنات، أو الاعتماد على تخمينات حتى انتهاء التحقيق.

الغيث شدد في الوقت ذاته، على عدم تلقي نداءات استغاثة من الطيار قبل الحادثة، فضلاً عن أن الطقس كان مناسباً، ولم يصدر أي إشارات تدل على عكس ذلك.

- تلفيات جسيمة بالصندوقين الأسودين

لجنة الطيران الروسية أعلنت، الأحد، أن الصندوقين الأسودين اللذين استخرجا من طائرة "فلاي دبي" لحقت بهما أضرار جسيمة، وأن فك شفرات البيانات قد يستغرق نحو شهر؛ ما يعزز صعوبة الوصول إلى نتائج نهائية أو أكيدة توضح سبب السقوط.

وبموجب قواعد الطيران الدولية فإن وكالة سلامة الطيران الروسية ستقود التحقيق مع مندوبين من الولايات المتحدة حيث صُنعت الطائرة، بالإضافة إلى دولة الإمارات حيث يوجد مقر شركة الطيران.

ويعكف عمال روس على البحث عن حطام الطائرة في درجات حرارة تبلغ خمس درجات تحت الصفر.

- تعويضات للضحايا

وأعلنت شركة "فلاي دبي"، الأحد، أنها تقوم بإعداد برنامج لدفع تعويضات بقيمة 20 ألف دولار أمريكي، لذوي كل مسافر من مسافري طائرتها المنكوبة، التي تحطمت في مطار رستوف جنوبي روسيا.

وقالت الشركة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: "تقوم فلاي دبي بإعداد برنامجٍ لدفع تعويضات للعائلات بقيمة 20 ألف دولار أمريكي لكل مسافر، وذلك بحسب شروط النقل الخاصة بالناقلة، وبهدف تلبية الاحتياجات المالية العاجلة لعائلاتهم".

يذكر أن فلاي دبي هي شركة طيران حكومية إماراتية، تعمل بنظام الطيران منخفض التكلفة، أنشأتها حكومة دبي في 19 مارس/آذار 2008.

وفي مارس/آذار الجاري حصلت "فلاي دبي" على شهادة عضوية الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" (IATA)، لتصبح بذلك أحدث شركة طيران تنضم إلى المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا.