سياسة وأمن » حوادث

احتساب من نوع آخر

في 2016/04/19

صالح الشيحي- الوطن السعودية-

خلال الأيام الماضية التي غمرت فيها مياه الأمطار أحياء ومزارع كاملة في بلادنا، وتضررت منها عائلات كثيرة، وسقط خلالها مصابون وقتلى، لم تنقل لنا الصحف أي "احتساب"، أو نشاط تطوعي منظم، يساند أجهزة الإنقاذ والبحث!

كل ما يتداوله الناس هو اجتهادات فردية يقوم بها الناس على اختلافهم، وتبعا لشجاعتهم ونخوتهم.. شاهدت وافدًا كريمًا من الجنسية الباكستانية ينقذ مواطنًا من الغرق.. وكالعادة هناك أشياء حدثت بعيدًا عن الكاميرا.

ليس مقبولًا الاعتماد على المبادرات الشخصية وحدها في هذه الظروف.. المنقذ الذي تدفعه النخوة والشجاعة وحدها قد يضر أكثر مما ينفع خاصة في الحوادث الصعبة.. ناهيك عن أن الأفراد ليسوا سواء.. هناك من ينجو بنفسه ويمضي ويقول: "هذا شغل الدفاع المدني"..!

وأسوأ من هذا من يشاهد الناس يحاولون مساعدة ملهوف يستغيث، ويقول: "يستاهل.. وين رايح وسط السيل"!

لا أكاد أستطيع إحصاء المقالات التي نشرتها الصحافة السعودية عن قيمة العمل التطوعي المنظم والمدرب.. في هذا المكان نشرت مقالات كثيرة على مدى 15 عامًا.. وما نزال في مربع النخوة و"الفزعة" عند أي ظروف بيئية أو حوادث تشهدها بلادنا!

وحتى أكون أمينا في النقل، فهناك اجتهادات في بعض المناطق لا يمكن تجاهلها.. صحيفة "الوطن" نشرت تقريرًا يشير إلى أن إحدى جمعيات الخدمات الصحية التطوعية المتخصصة في تقديم الخدمات التطوعية الصحية أكدت مشاركة أكثر من 441 متطوعاً في قوافلها وجولاتها الطبية خلال العام الماضي في منطقة مكة المكرمة.

نحن بحاجة اليوم إلى تنظيم وتشجيع المبادرات والمؤسسات التطوعية في الداخل.. وهذا اقتراح سبق لي طرحه، نحن في حاجة إلى إقرار جمعيات إنقاذ مختلفة في كل منطقة، تضم طاقات شبابية يتم تدريبها وتوجيهها بشكل مناسب. كثير من الحوادث المفجعة والإصابات المميتة بإمكاننا الحد منها لو حولنا الشباب المتجمهرين حولها إلى كفاءات مدربة.