حدث أليم وفاجعة لكل الكويتيين، وهي ذكرى التفجير الغادر في جامع الإمام الصادق الذي راح ضحيته شهداء أبرار صائمين مصلين، هذا الحدث له أثر كبير في القلب والوجدان في جميع أطياف الشعب الكويتي فقد جسد اللحمة الوطنية الصلبة في التكاتف والتعاضد والمؤازرة، وسيبقى موقف وكلمة صاحب السمو أمير البلاد الخافتة الصابرة الحزينة «هذولا عيالي» تناسم أسماع الشعب فتهتز لها الراية زهواً وولاء، ودرسا لا ينسى في الأذهان والنفوس للعالم، فكانت الحكمة هي التي تتسيد الموقف وفي هذا الظرف كانت الدعوة دون داعي سوى نداء الوطن والتكاتف والالتفاف حول الحكم.
والذكرى ليست مجرد صفحات وصور ومشاهد تدعونا إلى الحزن والأسى على فراق الشهداء، وانما احياء هذا الدرس للاستذكار ولنأخذ منه العبرة والحيطة والحذر، وللابتعاد عن كثير من الخلافات والمسائل والقضايا والمواضيع بعصبية وتشدد والتي تقسم المجتمع وتضرب الوحدة الوطنية، فمن قام بهذا الفعل هو الإرهاب، والتنظيم القائم الذي يتمدد عبر الفكر الضال، فما زال هذا الإرهاب يضرب العالم، ما علينا الا التصدي والمحاربة بكل الوسائل والأدوات المتاحة.
فالتاريخ لن ينسى ما حدث في جامع الأمام الصادق في منطقة الصوابر بتاريخ 26 يونيو 2015م الموافق 9 رمضان 1436هـ وذلك أثناء صلاة الجمعة، حيث قام بالعملية الإرهابية فهد القباع وهو سعودي الجنسية، حيث دخل الجامع وفجر بالحزام الناسف ونتج عن هذا الحادث الأليم ما لا يقل عن 27 شهيدًا و227 جريحًا وبعد الحادث بدقائق معدودة حضر صاحب السمو صباح الأحمد الى موقع الجريمة بنفسه رغم الكثير من المخاطر، وكان الموقف والكلمة «هذولا عيالي».
حقائق وصور ومشاهد لن ينساها التاريخ في هذه الذكرى التي جمعت الكويتيين في صف واحد، نسأل الله تعالى أن يرحم ويغفر لشهدائنا الأبرار وهنيئا لهم هذه الشهادة، واللهم احفظ الكويت من كل سوء.
رحم الله تعالى شهداء الكويت، سيبقون ذكرى وذاكرة خالدة في صفحات وتاريخ الكويت.
ولا ننسى أن جموعاً غفيرة من المواطنين بمختلف الشرائح والأطياف والمقيمين والمعزين من مختلف دول العالم شاركوا في التعزية والمواساة للكويت وأهالي الشهداء، ووجدنا في نفس الوقت مع الأسف من قبل البعض من يتخذ هذا الموقف للظهور وأيضا للتكسب واظهار الشماتة في هذا المصاب الجلل، وفي النهاية نقول اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.
عبدالعزيز خريبط- الشاهد الكويتية-