شقيقان في الرياض وشقيقان في القطيف اختلفت مذاهبهم وتوافق إرهابهم، جميعهم تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، جميعهم مارسوا الغدر والغيلة في قتل ضحاياهم، في الرياض الضحية أم انتظرت أن يلبسها أبناؤها ثوب العيد فألبسوها كفن الموت، وفي القطيف الضحية رجل شرطة يحرس أمن المجتمع ورجل مرور يحرس سلامة الطرقات!
لا فرق بين الجريمتين حتى وإن كانت الأولى تبدو أكثر بشاعة للجرأة على قتل الأم التي حملتهم في بطنها تسعة أشهر وأرضعتهم من ثديها قوت الحياة، فالجريمة الثانية أيضا لا تقل بشاعة ضد الوطن الذي منحهم شرف الانتماء والاحتضان ووفر لهم سبل الحياة الكريمة والآمنة والتعليم والرعاية الصحية!
كتبت قبل أسابيع عن ظاهرة «التوحش» في المجتمع السعودي التي أبرزتها أخبار ومشاهد الشجار والضرب والطعن بالسكاكين والسواطير وحتى إطلاق النار في مجتمعنا المتكررة، وكيف أن الجرأة على الشروع في القتل باتت لأسباب تافهة لا يردعها وازع ديني أو اجتماعي!
واليوم تبرز صورة أشد قبحا عندما يمتزج التوحش بالخيانة، فليس من الطبيعي أن يطلق أحدهم النار على شخص أو يطعنه بسكين أو يهوي على رأسه بساطور مهما كان سبب الخلاف، فللحياة حرمة عظيمة، فكيف بمن يزهق روح والدته المسنة التي أرضعته حليبها طعنا بالسكاكين أو يغتال رجل المرور الذي يحفظ سلامته في الطرقات غدرا بالرصاص؟!
ما حصل في السنوات الأخيرة يؤكد أن المعركة أصبحت خلف أسوارنا من الداخل، وأن العدو الذي انتظرنا مواجهته أمامنا أصبح خلف ظهورنا سلاحه الغدر وغذاؤه التوحش!
خالد السليمان- عكاظ السعودية-