سياسة وأمن » حوادث

في السعودية قصص مرعبة وإرهاب شوارع لا رادع له

في 2016/07/30

لم تنفع الإرشادات المرورية المستمرة والبرامج التعليمية والإرشادية التي تبث عبر وسائل الإعلام، وأخرى منتشرة في كل مكان على شكل لوائح ومطبوعات، وحملات مستمرة تتبناها المملكة العربية السعودية، في تقليل نسبة الحوادث، حتى باتت المملكة تتصدر دول العالم في هذا المجال.

عدم الالتزام بالتعليمات المرورية، وهواية "التفحيط" التي تنتشر بين الشباب السعودي، من بين أبرز الأسباب المؤدية إلى ارتفاع حوادث المرور بالمملكة، وفقاً لتقارير من جهات حكومية مختصة.

كذلك فإن أرقاماً "مذهلة" بعدد ضحايا حوادث المرور، من قتلى ودرجات إصابة مختلفة تعلن عنها الجهات الرسمية، هذا عدا عن الأضرار الكبيرة التي تخلفها الحوادث بالممتلكات العامة والخاصة.

وفي آخر إحصائية رسمية نقلتها الصحافة السعودية، أفادت بوقوع 46232 حادثاً مرورياً في طرقات المملكة، تسببت بوفاة نحو 736 شخصاً، وذلك بمعدل 24 حالة وفاة يومياً، وذلك فقط في خلال شهر مايو/أيار 2016.

وتشير إلى أنه نتج عن هذه الحوادث 3184 إصابة؛ بين كدمات بسيطة، ومتوسطة، وشديدة الخطورة، بزيادة 1.5 عن شهر أبريل/نيسان الماضي.

وتصدرت منطقة الرياض المرتبة الأولى في عدد الحوادث، تليها منطقة مكة المكرمة.

كما تفيد تقارير مرورية رسمية أنه في العام الماضي 2015، وقع 518 ألفاً و795 حادثاً مرورياً، وتسببت جميعها بوفاة 8 آلاف و63 شخصاً، وإصابة نحو 36 ألفاً و303 آخرين.

وسجلت الرياض أكبر عدد من الحوادث المرورية، تلتها مكة، ثم المنطقة الشرقية ثالثاً، في حين سجلت منطقة مكة أكبر عدد من المصابين والمتوفين بسبب الحوادث، رغم أنها تحل ثانياً من حيث عدد الحوادث.

وفيما وصف العقيد زهير بن عبد الرحمن شرف، مدير الأنظمة واللوائح في مرور منطقة المدينة المنورة، في حديث للصحافة المحلية بوقت سابق، الحوادث المرورية بـأنها إرهاب شوارع لا تقل خطورته عن الإرهاب الإجرامي المُنظم، أشار في الوقت نفسه إلى ارتفاع عدد ضحايا الحوادث في السعودية، مؤكداً أنه تجاوز في العقدين الماضيين أكثر من 86 ألف شخص.

كما أوضح أن عدد الضحايا تجاوز عدد ضحايا حروب الأرجنتين، وحرب الصحراء الغربية، وحرب الهند وباكستان، وحرب الخليج، وحرب نيبال الأهلية، وحرب استقلال كرواتيا.

وأضاف العقيد شرف إلى أن عدد ضحايا حوادث الطرق عام 2011 بلغ أكثر من 7153 شخصاً، وهو رقم يفوق عدد ضحايا العنف في العراق للعام نفسه الذي بلغ نحو 4200 شخص، كما أنه أعلى من عدد ضحايا حرب الخليج الذي بلغ 5200 شخص فقط، مؤكداً أنه في ازدياد، ومن المتوقع أن يصل عام 2019 إلى 9600 شخص في العام.

ويشار -بحسب الدراسات والأبحاث- إلى أن أكثر الحوادث تقع بسبب أخطاء العنصر البشري، خاصة السرعة، إضافةً إلى قطع الإشارة، وقيادة غير المؤهلين، واستخدام المركبات لغير ما أُعدت له مثل التفحيط، كما أن ارتفاع إصابات الحوادث يستنزف الجهود الصحية، ويشغل ثلث الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية، ويتسبب في أزمة الأسرّة في المستشفيات، حيث تشغل 30% من أسرّة المستشفيات، وأن أخطر الحوادث تشهدها الطرق السريعة، كما تعتبر الحوادث المرورية من أكبر الأخطار الأمنية التي تواجه المواطن السعودي، وهي الأكثر استنزافاً لاقتصاد المملكة.

يذكر أن التفحيط، الذي يعتبر من بين أهم أسباب الحوادث المرورية المميتة في السعودية، تعتبر المملكة من أكثر الدول التي يمارس فيها هذا النوع من الاستعراضات في الخليج العربي والمنطقة ككل، إذ يهوى الشباب السعوديون الاستعراضات الخطرة، وتفريغ روح الحماسة التي في داخلهم، خصوصاً عشاق السيارات والسرعة الخارقة.

ويعرف التفحيط بأنه مجموعة من الحركات التي يقوم بها السائق بالسيارة، من خلال جعل السيارة تنزلق مع التحكم فيها، ما قد يحمل الكثير من المخاطر التي قد تؤدي إلى حوادث ذات نهايات وخيمة.

وبرغم الحوادث المروعة الناجمة عن "التفحيط" إلا أن الكثير من الشباب السعوديين لا يمتنعون عن ممارستها في الشوارع والطرقات العامة، معتبرينها هواية يعشقون ممارستها.

الخليج اونلاين-