سياسة وأمن » حوادث

تقارير مسرّبة: طاقم "فلاي دبي" مُنهَك

في 2016/08/05

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة النّقاب عن تقارير سلامة تقدّم بها طيّارون عاملون في "شركة فلاي دبي" ، يتحدّثون فيها عن التّعب، وعن جداول عمل خطيرة تتحمّل مسؤوليّتها الشّركة، الّتي ما زالت تلاحقها الضّغوطات بسبب تحطّم إحدى طائراتها في شهر آذار وراح ضحيّته 62 شخصاً.
وتجاوز عدد التّقارير الـ400، وقد تمّت كتابتها بين شهري آذار ونيسان من العام الحاليّ. ومن جملة الشّكاوى الكثيرة الّتي تضمّنتها التٌّقارير حديث عن مخاوف من وجود قنبلة على ارتفاع ثلاثين ألف قدم، ركّاب في حالة سكر، وربّان طائرة نسي فكّ الفرامل وهو يقلع بالطّائرة، وغيرها الكثير.
وبينما كتب أحد الطّيّارين "تخسر الشّركة ثقة طيّاريها، أستطيع رؤية ذلك، والإحساس به عندما أكون في رحلاتٍ مع زملائي"، اشتكى آخر من أنّ "ساعات العمل الّتي طلبت منه غير قانونيّة"، محذّراً من العواقب الوخيمة والخطرة الّتي يُمكن أن يؤدّي إليها هذا الأمر.
وأوضحت "الغارديان" أنّ الوثائق الّتي اطّلعت عليها تُشير إلى أنّ بعض الطّيّارين يشعرون بضغطٍ شديد، وبأنّهم يعانون للتّعافي من جداول الرّحلات الصّعبة بين اللّيل والنّهار.
ورفض أحد الطّيارين "محاولة إقناع الطّاقم، ولو بطريقةٍ لطيفة، للقيام بشيءٍ حذّر من مغبّة القيام به"، موضحاً أنّ "الطّاقم أكّد أنّه لا يشعر بالرّاحة لتمديد ساعات العمل في رحلاتٍ إضافيّة"، ومؤكّداً ضرورة أخذ ملاحظات الطّاقم في عين الاعتبار.   
ونقلت الصّحيفة عن لسان أحد الطّيّارين قوله إنّ "فلاي دبي" طلبت أسماء الطّيّارين الّذين رفضوا تمديد ساعات عملهم في رحلاتٍ إضافيّة". وبرّرت الشّركة طلبها عن الأسماء بأنّه "من أجل تحديث الجداول بهدف ضمان حصول الطّاقم على ساعات الرّاحة الفعليّة بعد الرّحلة".
ونفت الشّركة طلبها من الطيّارين العمل لساعاتٍ إضافيّة، مؤكّدةً أنّها لا يمكن لها "أبداً أن تسأل طاقمها القيام بذلك".
وحول هذه النّقطة تتابعت الشّكاوى الواردة في التّقارير، حيث أكّد أحد الطيارين تعرّضه لـ"ضغطٍ شديد"، منذ حادث تحطّم الطّائرة في آذار، وهي في طريقها من دبي إلى روسيا. يومها، خرج إلى العلن عددٌ من الفرضيّات، من ضمنها "احتمال وجود خطأ، أو بسبب التعب بين الطّاقم".
في التّقارير المسرّبة، كشف أحد الطّيّارين طريقة تعامله مع الحوادث الطّارئة. خلال رحلةٍ إلى كييف، أبلغ أحد الرّكّاب الرّوس الطّاقم أنّه قام بوضع قنبلةٍ على متن الطّائرة، مشيراً إلى أنّ الطّائرة هبطت وتمّت إحاطتها بأكثر من 200 قوّى خاصّة طلبت من الربان إخلاء الرّكّاب بطريقةٍ مستعجلة.
رفض الرّبّان ذلك، مبرّراً أنه "لو كان هناك فعلاً قنبلة على متن الطّائرة لكان ظهر ذلك، فنحن نطير منذ ثلاثين دقيقة". طلب الرّبّان نزولاً طبيعيّاً للطّائرة، وبالفعل، لم يتبيّن وجود أيّ قنبلة على متنها.
وذكرت "الغارديان" أنّها قامت بعرض الوثائق على خبير في سلامة الطّيران، يعمل حاليّاً في شركة طيران أوروبيّة، موضحةً أنّ الخبير، الّذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لم يتوقّع "هذا العدد الكبير من التّقارير الّتي تشتكي من التّعب في طاقم الشّركة".
ورجّح الخبير أن يكون عامل التّعب أحد الأسباب الرّئيسيّة لحادثة تحطّم الطّائرة في شهر آذار، نظراً إلى أن "تقارير التّعب" أتت مباشرةً بعد تاريخ الحادث.
وأشارت الصّحيفة إلى أنّ "فلاي دبي" ردّت على التّقارير بالتّأكيد على أنّ "أيّ طيار يشعر بالتّعب يستطيع الانسحاب من الواجب من دون أي عقوبة تأديبيّة".

صحيفة "الغارديان" البريطانيّة-