أعلنت وزارة الداخلية السعودية قائمة جديدة تضم 9 مطلوبين متورطين في أعمال إرهابية في الدمام والقطيف، وذلك امتداد للقوائم التي بدأت في إعلانها منذ 13 عاماً، سعياً منها لمشاركة المواطنين في محاربة التطرف الذي يهدد المجتمع والدولة.
وشملت القائمة التي أصدرتها وزارة الداخلية اليوم (الأحد)، تسعة مطلوبين (8 سعوديين وبحرينياً واحداً). وأوضحت أنه في إطار التحقيقات القائمة في عدد من القضايا الإرهابية التي وقعت خلال الفترة الماضية في محافظة القطيف ومدينة الدمام، وتمثلت في استهداف مواطنين ومقيمين ورجال أمن، وتخريب للمرافق العامة والمنشآت الأمنية والاقتصادية، وتعطيل الحياة العامة، أسفرت نتائج عن تورط عدد من الأشخاص الخطيرين في هذه القضايا.
وبعد إعلان الداخلية اليوم، يرتفع إجمالي عدد المطلوبين في قوائم وزارة الداخلية للإرهاب، إلى 272 مطلوباً أمنياً، بعد أن كانت 9 قوائم سابقة تضم 263 مطلوباً، أعلنت عنهم الوزراة خلال الـ 13 عاماً الماضية، منهم 145 ما زالوا مطلوبين (55 في المئة)، و63 قُتلوا أو توفوا في الداخل أو الخارج (24 في المئة)، وأحدهم نُفذ فيه حكم القتل (فارس أحمد جمعان آل شويل الزهراني، قائمة الـ26)، و42 موقوفاً في الداخل والخارج (15 في المئة)، واثنان أُطلق سراحهما بعد توقيفهما، و9 لم تُحدد وزارة الداخلية مصيرهم، وهم من أعلنتهم ضمن قائمة تحمل الرقم ذاته.
فيما ترددت أنباء عن مقتل بعضهم في الخارج، لكن وزارة الداخلية لم تعلن عن ذلك رسمياً، ربما بسبب عدم تيقنها من مقتلهم، ومنهم الكويتي محسن فاضل عايد الفضلي، المطلوب في قائمة الـ36.
وأعلنت الوزارة عن مكافآت مالية تراوح بين مليون ريال لمن يدلي بمعلومات عن إرهابيين، و5 ملايين ريال لمن يكشف عن خلية إرهابية، و7 ملايين ريال لمن يساهم في إحباط عملية إرهابية.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت الأسبوع الماضي، تسليم المطلوب أسامة دمجان نفسه إلى الجهات الأمنية، بعد هروب دام ثمان سنوات من إصدار السلطات الأمنية السعودية قائمة المطلوبين الـ 85 التي تعد الأكبر في تاريخ المملكة، ليصبح إجمالي عدد الذين سلموا أنفسهم 15 مواطناً من الموجودين في الخارج، من القائمة ذاتها.
وشملت القائمة الأولى الصادرة في أيار (مايو) 2003، أسماء 19 عنصراً شكلوا أكثر من خلية، قُتل منهم 15 عنصراً وأُوقف ثلاثة، لتعلن بعدها القوات الأمنية قائمة ملحقة تضمنت 26 عنصراً، كان بعضهم من القائمة السابقة، وغاب عنها اسم المطلوب حمد فهد عبدالله الأسلمي الشمري.
وسقط من قائمة الـ26 ما بين قتيل وموقوف 25 شخصاً، فيما راجت أنباء في ذلك الحين أن المطلوب رقم 14 في القائمة عبدالله الرشود أحد أشهر مفتي ومنظري «القاعدة» قُتل على يد الزعيم السابق في التنظيم، الهالك عبد العزيز المقرن.
وفي حزيران (يونيو) 2005، أعلنت الداخلية القائمة الثالثة، وضمت 36 شخصاً بينهم سبعة أجانب من جنسيات مختلفة، 15 منهم داخل السعودية و21 خارجها، تورطوا في الأحداث التي شهدتها المملكة منذ تفجيرات مجمع الحمراء في حي غرناطة جنوب الرياض في 12 أيار (مايو) 2003.
وتعد القائمة الرابعة المُعلنة في شباط (فبراير) 2009، الأكبر في تاريخ السعودية، إذ بلغ عدد المطلوبين 85 عنصراً، كان أبرزهم نائب قائد «القاعدة» في اليمن سعيد الشهري.
وتقلصت القائمة بعد إعلان تسليم المطلوب بدر الشهري نفسه، بعدما كان ملتحقاً في تنظيم «القاعدة» قبل 3 سنوات من إعلان القائمة عبر إيران، وفواز العتيبي الذي سلم نفسه عبر سفارة المملكة في إسلام آباد، بعدما تسلل من الأراضي الإيرانية إلى باكستان في العام 2009.
ومن أبرز الأسماء الواردة في قائمة الـ85، عادل الوهبي الحربي، الذي اعتبرته واشنطن «من أخطر المطلوبين عالمياً»، ووضعته على قوائم الإرهاب وحددت مكافأة مقدارها خمسة ملايين دولار لمن يلقي القبض عليه.
فيما يُعد صالح القرعاوي (27 عاماً) أخطر المطلوبين على قائمة الـ85 لدى الداخلية السعودية، لتوليه زعامة «كتائب عبدالله عزام» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، بالإضافة إلى مواقع قيادية داخل المملكة وخارجها، وهو من أهم مقدمي التسهيلات والدعم المالي والتزوير وتنسيق سفر عناصر ومطلوبين من التنظيم الإرهابي إلى الخارج، إلى جانب ارتباطه وعلاقته بأبي مصعب الزرقاوي، من خلال دعمه بالمال وإرسال العناصر إلى العراق.
وتخلى «القاعدة» عن القرعاوي، الذي أدرجته السلطات الأميركية على لائحة الإرهابيين الدوليين، بعد إصابته بعاهة مستديمة نتيجة انفجار قنبلة، وتسلمته وزارة الداخلية السعودية من باكستان لاحقاً، واستبدله التنظيم بالمطلوب ماجد الماجد الذي يحمل رقم 70 على القائمة نفسها، والذي فارق الحياة بعد إلقاء القبض عليه من الأجهزة الامنية اللبنانية لاحقاً.
وبعد أقل من عامين على إعلان قائمة الـ85، كشفت وزارة الداخلية عن قائمة الـ47، وذلك بعد أربع قوائم ضمت 166 إرهابياً، بعضهم تمت تصفيته، والبعض الآخر قام بتسليم نفسه، بينما لا تزال هناك مجموعات طليقة، جميعهم خارج البلاد.
وصدرت قائمة الـ23 في العام 2012، بعدما تورطوا في أعمال العنف المسلح في محافظة القطيف، وأوقف غالبية عناصر القائمة، فيما قُتل أربعة منهم، ولا يزال 6 منهم مطلوبين.
وتلتها قائمة من شخص واحد يدعى نواف العنزي، الشهير بـ«برجس»، أُعلن عن اسمه في أيار (مايو) الماضي، لتورطه في حادثة إطلاق النار على دورية أمنية، وبعد أيام معدودة ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه في منطقة صحراوية خارج الرياض.
وضمت القائمة ما قبل الأخيرة، والتي صدرت العام الماضي، 16 مطلوباً أمنياً سعودياً بعد ثبوت تورطهم في حادثتي تفجير مسجد القديح، ومحاولة تفجير مسجد العنود في مدينة الدمام شرق السعودية.
وأطاحت الداخلية السعودية في إنجازها الأمني الأخير في أيار (مايو) الماضي الرجل الأول على قائمة الـ9، زعيم خلية تفجير مسجد الطوارئ المطلوب سعيد الشهراني(46 عاماً)، إذ نجح في التأثير في ابن أخيه الجندي «الخائن» في قوة الطوارئ الخاصة صلاح الشهراني وتجنيده لخدمة أهداف التنظيم، بعد إقناعه بتسهيل دخول الانتحاري يوسف السليمان إلى المسجد لتفجير نفسه، وسط زملائه وأمام مرأى من عينيه.
وسبق لسعيد الشهراني أن أوقف في العام 2006، وأُطلق سراحه في 2013، وخضع إلى برنامج المناصحة خلال مدة توقيفه، بعدما أُلقي القبض عليه أثناء محاولة التسلل إلى العراق للالتحاق بـ«القاعدة».
وكثفت الأجهزة الأمنية بحثها عن المطلوبين الأشقاء: طايع الصيعري، ومطيع الصيعري، وماجد الشهري، وعبدالله الشهري، المتهمين بتخطيط وتنفيذ التفجير الانتحاري في مسجد قوات الطوارئ في عسير، الذي أسفر عن استشهاد 11 من رجال الأمن، وأربعة من العاملين في الموقع من الجنسية البنغلاديشية، وإصابة 33 آخرين.
وواصلت القوات الأمنية ملاحقة مطلوبيها الأربعة «الإخوة» الشهري والصيعري، المتورطين في العمليات الإرهابية، بعد أن تم تقليص القائمة المعلن عنها مطلع شباط (فبراير) من العام الحالي، من تسعة مطلوبين إلى أربعة، إثر مقتل أربعة منهم في عمليتين أمنيتين متتاليتين، وتوقيف الخامس.
وحققت وزارة الداخلية في سياستها بإعلانها عن قوائم المطلوبين، نجاحات كبيرة في مواجهة الإرهاب في السعودية، ومحاربة التطرف والفكر التكفيري، وحصدت خلالها تجربة وخبرة حظيتا بتقدير محلي ودولي.
وكالات-