أعلنت وزارة الداخلية السعودية في 26 أبريل/نيسان أنها اعترضت ودمرت قاربا محملا بالمتفجرات يتم التحكم به عن بعد كان مسيرا باتجاه مرفأ جازان. وستكون هذه المنشأة، قيد الإنشاء، والتي تسيطر عليها شركة جازان لمشاريع الغاز التابعة لشركة النفط السعودية، من أبرز مشاريع النفط والغاز الطبيعي في المملكة.
وتعتقد السلطات أن المتمردين الحوثيين، الذين يسيطرون على جزء كبير من شمال غرب اليمن، أطلقوا القارب. ورصد المسؤولون السعوديون القارب وقرروا تدميره بمجرد تسارعه نحو الرصيف.
تطورت قدرات الحوثيين التكتيكية خلال الأشهر الستة الماضية، حيث طور المتمردون طرقا جديدة للهجوم على الأصول الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية وحلفائها. وينشط الحوثيون منذ عدة سنوات في منطقتي جازان ونجران الحدوديتين، حيث شنوا هجمات بالصواريخ عبر الحدود اليمنية وتجاوزوا الأراضي السعودية (على سبيل المثال فإنهم حاولوا استهداف البنية التحتية النفطية في جازان باستخدام الصواريخ). واستخدم الحوثيون ضربات مماثلة لمهاجمة البنية التحتية في مدن أخرى.كما أظهر المتمردون عزمهم على استهداف ومضايقة السفن في البحر الأحمر في المياه القريبة من ميناء المخا في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، عندما هاجموا سفينة إماراتية بصاروخ مضاد للسفن.
لكن الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع باستخدام قارب غير مأهول محمل بالمتفجرات هو نوع مختلف تماما من العمليات. وقد حاول المقاتلون الحوثيون في الأشهر الثلاثة الماضية شن هجومين باستخدام قوارب ومتفجرات يتم التحكم بها عن بعد كان آخرها هو الحادث الأخير الذي وقع في 26 أبريل/نيسان. ووقع الحادث الأول في 30 يناير / كانون الثاني عندما هاجمت ثلاثة زوارق فرقاطة سعودية بالقرب من ميناء الحديدة، قبل أن ينفجر أحدها عند اصطدامه بالفرقاطة مما تسبب في مقتل اثنين من أفراد طاقمها. ويرجح أن إيران زودت القوارب التي يسيطر عليها عن بعد بتقنيات تسهل أتمتة الهجمات.
من الواضح أن الحوثيين يريدون مهاجمة المنشآت السعودية، بما فيها المنشآت التابعة لشركة أرامكو السعودية وغيرها من المواقع المهمة للرياض. غير أن نتائج العملية الأخيرة تشير إلى أن قدرتهم على القيام بذلك على نحو فعال محدودة. ومع ذلك، فإنه مع استمرار إيران في تقديم الدعم للحوثيين فإن هناك فرصة أن يصبحوا قادرين على النجاح في وقت ما. ويمكن للحوثيين أيضا أن يوسعوا من هدفهم المحدد إلى ما هو أبعد من السفن والمعدات والسفن السعودية والإماراتية والأمريكية ليشمل الشحن البحري في البحر الأحمر.
ستراتفور- ترجمة وتحرير فتحي التريكي - الخليج الجديد-